تدّعي منظومة الاحتلال الأمنيّة أن ارتفاعًا طرأ على الإنذارات السّاخنة التي تصل الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، للتّحذير من احتماليّة وقوع هجمات في الضفة الغربية أو انطلاقًا منها تجاه أهداف إسرائيلية داخل الخط الأخضر.
يسرائيل زيف: المعضلة الأمنية في الضفة الغربية أكثر خطورة من التهديدات التي تواجهها "إسرائيل" و القادمة من الجبهة الشمالية مع حزب الله
وذكرت القناة الإسرائيليّة الـ12 الإسرائيلية، أنّ الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك وجّهوا تحذيرات للمستوى السياسي الإسرائيليّ بشأن احتمالية اندلاع انتفاضة جديدة، بسبب تصاعد انتهاك اليهود للمسجد الأقصى.
وقدّم يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي، تقييمًا للوضع الإستراتيجي أثناء حديثه للقناة 12 الإسرائيلية، وقال إنه لا توجد إستراتيجية واضحة للتعامل مع التهديدات الحالية، واعتبر أن مشكلة الضفة الغربية تُعتبر أكثر خطورة من التهديدات القادمة من الجبهة الشمالية مع حزب الله في لبنان.
وأوضح يسرائيل زيف، أنّ التعامل مع الوضع في الضفة الغربية يتطلّب تركيزًا جادًا بدل تنفيذ عمليات محدودة في أماكن متفرّقة. وأكد أنه حتى لو استدعى الأمر تأجيل التعامل مع جبهة الشمال لأسابيع أو أشهر، فإن اتخاذ قرارات استراتيجية حكيمة يُعد ضروريًا لمواجهة التهديدات بشكل فعّال.
عدد الإنذارات المتعلقة بالعمليات المسلّحة ارتفع إلى 47 إنذارًا، ما يعكس تزايد المخاطر المرتبطة بالضفة الغربية
وقال نير دفوري، مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ12 الإسرائيلية، إنّ عدد الإنذارات المتعلقة بالعمليات المسلّحة ارتفع إلى 47 إنذارًا، ما يعكس تزايد المخاطر المرتبطة بالضفة الغربية. وأشار إلى ثلاث محاولات لتنفيذ هجمات بسيارات مفخخة مؤخرًا، ومصادرة جيش الاحتلال حوالي 80 عبوة ناسفة جاهزة للتفجير في جنين وطولكرم ونور شمس.
وزعم أوهاد حمو، مراسل الشؤون العربية في القناة الـ12 الإسرائيلية، أنّ "حركة حماس تبذل جهودًا مضنية لتصعيد نشاطها العسكريّ في الضفة الغربية، بما يشمل استخدام العبوات الناسفة وإقامة مختبرات لتصنيع المتفجرات".
وأشار إلى أنّ تبني كتائب القسام الهجوم الذي نُفّذ مؤخرًا باستخدام سيارتين مفخختين انطلقتا من الخليل، أمرٌ يثير القلق لأنه يعيد إلى الأذهان الأساليب التي استخدمتها الحركة خلال الانتفاضة الثانية، وهذا الأمر يشكّل تحديًا كبيرًا للشاباك والجيش الإسرائيلي بسبب صعوبة رصد الخلايا الصغيرة التابعة لحماس والجهاد الإسلامي.
وفقًا للقناة الـ12 الإسرائيلية، فقد وجّه جيش الاحتلال ومخابراته تحذيرًا إلى المستوى السياسي، وحمّل الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وبدعم من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، المسؤولية عن حالة التصعيد في الضفة الغربية، بعد تزايد عمليات اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، وإقامة الصلوات اليهودية فيه، ما يهدد بإشعال انتفاضة جديدة مع اقتراب الأعياد اليهودية القادمة (رأس السنة: 3 أكتوبر)، و(يوم صيام جداليا: 6 أكتوبر)، و(عيد الغفران: 12 أكتوبر)، و(عيد العرش: 17 أكتوبر)، و(عيد فرحة التوراة: 24 أكتوبر).
ونقل مراسل القناة للشؤون السياسية، يارون أبراهام، عن الجيش انتقاده للشرطة الإسرائيلية لعدم منعها صلوات المستوطنين داخل المسجد الأقصى، معتبرًا ذلك خرقًا لـ"الوضع القائم" الذي يمنع إقامة الصلوات اليهودية.
وأشار أبراهام إلى أن هذه العمليات تتسارع بتشجيع مباشر من وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي أعلن الشهر الماضي عن تغيير "الوضع القائم" وسماحه بإقامة طقوس يهودية في المسجد الأقصى، وأعرب عن رغبته في إنشاء كنيس داخل المسجد.
وأعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عدم تغيير "الوضع القائم"، لكنّه لم يتخذ فعليًا أي إجراء يلزم بن غفير بوقف الاقتحامات والصلاة في المسجد الأقصى.
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن التقدير السائد لدى الجيش الإسرائيلي ومخابراته أن هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، واقتحاماتهم المتكررة وانتهاكهم للمسجد الأقصى تدفع الشباب الفلسطيني للانضمام إلى دائرة المواجهة
من جهتها، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأحد، أن التقدير السائد لدى الجيش الإسرائيلي ومخابراته أن هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، واقتحاماتهم المتكررة وانتهاكهم للمسجد الأقصى تدفع الشباب الفلسطيني للانضمام إلى دائرة المواجهة.
ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي رفيع قوله: "الوضع الراهن لا يمكن استمراره، ونحن على عتبة انفجار كبير في الضفة الغربية. القادة السياسيين يسعون إلى إشعال حرب دينية شاملة، خصوصًا سموتريتش وبن غفير، تهدف في جوهرها إلى تهجير الفلسطينيين بشكل كامل من الضفة الغربية وقطاع غزة، من أجل تحقيق ما يسميانه حلم السيطرة اليهودية الحصرية على كامل أراضي إسرائيل، وهو ما يعد وصفة لكارثة محققة".
وأضافت الصحيفة أن وجهة النظر السائدة بين قادة الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن "النجاحات العسكرية التي يحققها الجيش في غزة والضفة الغربية لا تُستغل لتحقيق مكاسب إستراتيجية بسبب غياب القرارات الحاسمة من المستوى السياسي".
وأكدت الصحيفة أن الإحباط المتزايد من غياب القرارات يدفع العديد من الضباط الكبار إلى التفكير في تقديم استقالاتهم، مع تحميل نتنياهو ووزرائه المسؤولية عن الأزمة المتوقعة قريبًا.