أكد تقريرٌ لشبكة "بي بي سي"، نُشر يوم السبت، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتعبيد طريق رئيسي في قطاع غزة على امتداد محور صلاح الدين/فيلادلفيا، ما يُعد مؤشرًا أن إسرائيل لا تنوي الانسحاب الكامل من قطاع غزة في أي وقت قريب.
أندرياس كريغ: إذا نظرت إلى الاستثمارات التي تمت في محور نتساريم، فمن الواضح أنهم لا ينوون الانسحاب في أي وقت قريب. وكذلك تعبيد محور فيلادلفيا يؤكد أن الإسرائيليين يحاولون خلق أمر واقع
وأوضحت "بي بي سي"، أنها قامت بتحليل صور الأقمار الصناعية والصور والفيديوهات التي تظهر شق طريق على طول محور فيلادلفيا، وهذه الصور تم التقاطها بين 26 آب/أغسطس و5 أيلول/سبتمبر، حيث تظهر أعمال رصف جديدة على طول جزء من الطريق الممتد لمسافة 6.4 كم من الساحل على طول السياج الحدودي بين غزة ومصر.
ونُشر مقطع فيديو على الإنترنت في 4 أيلول/سبتمبر يُظهر أعمال البناء، التي قيل إنها جرت في ذلك المساء، على طول امتداد السياج الحدودي.
ويُظهر الفيديو آليات ثقيلة وهي تقوم بوضع طبقة جديدة من الإسفلت على طول الطريق، وتعبيد الطريق بعرض يكفي لمرور مركبتين كبيرتين.
Philadelphi corridor tonight. Paving. We are here to stay pic.twitter.com/4CUeBq7DOw
— Raylan Givens (@JewishWarrior13) September 4, 2024
ويمتد محور صلاح الدين/فيلادلفيا على مسافة 12.6 بمحاذاة الحدود الفلسطينية - المصرية، من معبر كرم أبو سالم إلى البحر المتوسط، ويضم معبر رفح، الذي كان المعبر الوحيد في محيط غزة خارج سيطرة الاحتلال حتى السابع من أكتوبر.
وأشارت "بي بي سي" إلى أن جيش الاحتلال عاد لفرض سيطرته على محور فيلادلفيا في أيار/مايو الماضي، ثم في الفترة التي أعقبت ذلك، دمر جيش الاحتلال مئات الأبنية بالقرب من محور فيلادلفيا بضربات جوية ومدفعية، إضافة إلى نسف العديد منها بالمتفجرات، وتسويتها بالجرافات.
وأضافت، أن جيش الاحتلال قام بتسوية القرية السويدية على طرف البحر المتوسط بالقرب من الحدود، وتحويلها إلى قاعدة لقواته.
ويقول، أندرياس كريغ، المحاضر السابق في كلية الدراسات الأمنية، في كلية "كينغز كوليدج - لندن"، إن "تعبيد الطريق في محور فيلادلفيا يضع ضغوطًا على المفاوضين والوسطاء. الإسرائيليون يحاولون خلق أمر واقع".
ويوضح أندرياس كريغ، أن تعبيد الطريق يشير إلى أن إسرائيل لا تنوي الانسحاب بالكامل من قطاع غزة في وقت قريب.
ويشير كريغ إلى إجراءات مماثلة قام بها جيش الاحتلال في محور نتساريم الذي يفصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه، مضيفًا: "إذا نظرت إلى الاستثمارات التي تمت في محور نتساريم، فمن الواضح أنهم لا ينوون الانسحاب في أي وقت قريب، فلديهم حواجز خرسانية وقواعد عمليات أمامية مع أبراج وجدران، وهذا لا تبنيها إذا كنت تخطط للانسحاب".
أما اللواء المصري المتقاعد سمير فرج، وهو خبير عسكري تحدثت مع شبكة "بي بي سي"، فيقول إن "تعبيد إسرائيل للطريق في محور فيلادلفيا هو حرب نفسية وإعلامية، ترسل فيها إسرائيل رسالة إلى الأطراف المختلفة بأنها لن تغادر".
وأشارت "بي بي سي" إلى أنها سألت جيش الاحتلال عن سبب تعبيد الطريق، لكنها لم تتلق ردًا.
يشار أن تعبيد الطريق يتزامن مع إلقاء نتنياهو خطابين، الأسبوع الماضي، أكد فيهما تمسكه ببقاء الجيش في محور فيلادلفيا، رغم أن حركة حماس ترفض التوصل لأي اتفاق لا يشمل انسحابًا كاملاً من محور فيلادلفيا وعودة السيطرة على معبر رفح لتكون مشتركة بين الفلسطينيين والمصرييين.
وترفض مصر، أيضًا، أي وجود إسرائيلي في محور فيلادلفيا، وقد نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر خاصة بها أن مصر تبحث في خطوات دبلوماسية للرد على إسرائيل، من بينها سحب السفير من تل أبيب.