الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
كشف تحقيق تلفزيوني بثته القناة 12 الإسرائيلية، أن حكومة الاحتلال تُمول مشروعًا يهدف إلى إزالة المانع الديني الذي يحول دون مشاركة عدد كبير من اليهود في اقتحام المسجد الأقصى، في غضون أقل من نصف عام، ثم يُمهد لاحقًا لهدم المسجد وتشييد الهيكل المزعوم.
مستوطنة "شيلو" المقامة في شمال الضفة الغربية تشهد تدريبات للمتطرفين اليهود على القيام بأعمال الهيكل بتطهير الأيدي والأرجل تمهيدًا لذبح الكبش وسفك دمه، وتدريبات على إعادة تمثيل الحياة خلال فترة الهيكل الثاني المزعوم
ويقوم المشروع -الذي شاركت في تمويله والتمهيد لنجاحه عدة وزارات إسرائيلية- على خمس بقرات حمراء تم استيرادها بتسهيلات حكومية استثنائية، وفي حال بلوغها من العمر سنتين ولم يظهر فيها عيوب مثل ظهور خمس شعرات بيضاء، سيصبح بإمكان اليهود إجراء طقس ديني على جبل الزيتون في القدس المحتلة بإحراق البقرة التي استوفت الشروط، ثم بعد أن تتحول لرماد سيتم استخدامها بعد خلطه بالماء لتطهير اليهود من النجاسة، وعندها سيزول المانع الديني لاقتحامهم المسجد الأقصى.
وبيّن تحقيق القناة 12، أن مستوطنة "شيلو" المقامة في شمال الضفة الغربية تشهد تدريبات للمتطرفين اليهود على القيام بأعمال الهيكل بتطهير الأيدي والأرجل تمهيدًا لذبح الكبش وسفك دمه، وتدريبات على إعادة تمثيل الحياة خلال فترة الهيكل الثاني المزعوم، وهذه المؤتمرات تجري بمشاركة الكثير من الأسر الإسرائيلية.
وقال كوبي مامو، مدير "موقع مستوطنة شيلو"، إن البقرات الحمراء تم جلبها بالطائرة من ولاية تكساس الأمريكية، بخلاف البقرات الأخريات التي يتم استيرادها على متن سفن، مضيفًا: "لقد حاولنا منذ فترة طويلة لجلب هذه البقرات، وأخيرًا نجحنا بإحضارها، وهي الآن بعمر سنة وسبعة شهور، ويجب أن تبلغ سنتين وتظل حمراء حتى ذلك الحين حتى يتم حرقها".
من جانبه، الباحث في شؤون الأديان تومر فريسكو، أوضح للقناة 12 أن الكثير من اليهود الذين ينتمون لتيار الصهيونية الدينية لا يقتحمون المسجد الأقصى امتثالاً لتعليمات الحاخامية الكبرى، أو الحاخام كوك الذي أفتى بحرمة هذه الاقتحامات، حتى أن الوزير بتسلئيل سموتريتش ذاته لا يقتحم المسجد، لكن بعد تحقق الشروط اللازمة في إحدى البقرات الخمس، سيقومون بعملية التطهير، وسيكون بمقدور كل هؤلاء -من ناحية دينية- اقتحام المسجد الأقصى، مؤكدًا أن المخطط يهدف لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.
والحاخام أبراهام كوك مولود في لاتفيا عام 1865، هاجر إلى فلسطين عام 1904، وهو أول حاخام لليهود الأشكناز في فلسطين، ويعد من أبرز مفكري الصهيونية، وأبرز إسهاماته كانت تقريب الصهيونية بوصفها فكرة علمانية قومية إلى المتدينين اليهود.
وأشارت القناة 12 في تحقيقها إلى محاولات سابقة فاشلة للعثور على البقرة الحمراء على مدار السنوات الماضية، كان من بينها محاولةٌ في عام 2015، حيث في الشهور الأخيرة مع اقتراب البقرة من عمر سنتين، ظهرت فيها عيوبٌ، ثم تكرر الأمر ذاته مع بقرة أخرى في عام 2018.
وأوضح التحقيق، أن منظمة "بناة إسرائيل" هي إحدى منظمتين تبحثان عن البقرة الحمراء، وهي مكونة من مسيحيين انجاليكيين ورجال يمين إسرائيليين، ويترأسها تساحي مماو، الناشط في عمليات التهويد والاستيلاء على عقارات في محيط البلدة القديمة بالقدس وحي الشيخ جراح وحي المصرارة، وهو ضالع أيضًا في إنشاء بؤرة "ميغرون" الاستيطانية المقامة قرب مدينة البيرة.
و"الإنجليكانيون" هم مسيحيون يتبعون الكنيسة الإنجليكانية، وهم صهاينة يؤيدون "إسرائيل" بسبب طموح لاهوتي ناجم عن الاعتقاد بضرورة التعجيل بعودة يسوع إلى الأرض المقدسة. ويعتقد "الأنجليكانيون" أن ظهور المسيح من جديد مشروط بعودة اليهود إلى أرضهم، وإنشاء دولة، ثم الدفع إلى حرب يأجوج ومأجوج في مواجهة دولة شر، وبعد نهاية تلك الحرب سيظهر المسيح يسوع ويخلص العالم. ويشكل أتباع الكنيسة الإنجليكانية نسبة 25.4% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية.
أما المنظمة الثانية المشاركة في مشروع البحث عن البقرة الحمراء فهي "معهد الهيكل" ويقودها الحاخام يسرائيل أرئيل، وهو الأب الروحي للمستوطن ايتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، وكان في السابق الشخصية الثانية في حركة "كاخ" الارهابية التي أسسها الحاخام مائير كاهانا، وهي الحركة التي نفذت عمليات إرهابية أدت لمقتل فلسطينيين، من بينها مجزرة جامعة الخليل في ثمانينات القرن الماضي. وتعتبر وفقًا للقوانين الإسرائيلية والأمريكية والكندية تنظيمًا إرهابيًا.
وزارة شؤون القدس طرحت قبل سنوات خطة لإنشاء متنزه في جبل الزيتون بالقدس، لخدمة إجراء طقوس حرق البقرة الحمراء فيه. وإضافة لإنشاء المنتزه، فإن حكومة الاحتلال تُساهم في دفع مشروع البقرات الحمراء عبر تحويل ملايين الشواقل للجهات التي تنفذ المشروع
وأكدت القناة 12 في تحقيقها، أن وزارة شؤون القدس في حكومة الاحتلال طرحت قبل سنوات خطة لإنشاء متنزه في جبل الزيتون بالقدس، وهي خطوة لم تكن مصادفة، وإنما لخدمة إجراء طقوس حرق البقرة الحمراء فيه.
وإضافة لإنشاء المنتزه، فإن حكومة الاحتلال تُساهم في دفع مشروع البقرات الحمراء عبر تحويل ملايين الشواقل للجهات التي تنفذ المشروع، كما أن وزارة الزارعة زودتهم بالتصاريح الاستثنائية اللازمة لاستيراد البقرات من أمريكا، وكذلك وزارة الأديان ووزارة الاستيطان ووزارة التعليم كلها ضالعة في المشروع.
وحضر نتنائيل ايزاك، مدير عام وزارة القدس، عملية استقبال البقرات الخمسة في المطار. وعلى هذه بالذات، علق أفيف تاترسكي، الباحث في جمعية "عير عاميم" الحقوقية الإسرائيلية، أن هذا المشروع "مشروع الحمقى هو مشروع دولة إسرائيل. فبالنسبة لهؤلاء الأشخاص، المسلمون هم العدو ويجب أن لا يكونوا في المسجد الأقصى، والهدف هو طردهم منه وهدم قبة الصخرة وإنشاء الهيكل".