قالت حركة حماس في أوّل موقف رسميّ لها بعد مباحثات الدوحة، إنّها وبعد أنّ استمعت للوسطاء حول ما جرى في المباحثات الأخيرة، بدا من المؤكّد أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما يزال يضع العراقيل أمام التوصّل لاتفاق، وأنّ المقترح الجديد يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها.
حماس: المقترح الجديد يضع شروطًا جديدة في ملف تبادل الأسرى وتراجع عن بنود أخرى مما يحول دون إنجاز صفقة التبادل، ونتنياهو يريد إطالة أمد الحرب
وأوضحت حركة حماس في بيان، مساء الأحد، أنّها تعاملت بكل مسؤولية مع جهود الوسطاء في قطر ومصر ومع كل المقترحات الهادفة إلى التوصّل إلى اتفاق لوقف العدوان، وإبرام صفقة تبادل للأسرى، ولذلك، وافقت على مقترح الوسطاء في السادس من أيار/ مايو، ورحبت بإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، وبما ورد في قرار مجلس الأمن الدولي، وتجاوبت مع المقترح الذي عرضه الوسطاء، ووافقت عليه في الثاني من تموز/ يوليو.
وأضافت حماس أنّها وإثر صدور البيان الثلاثي، طالبت الوسطاء بتقديم خطّة لتنفيذ ما قاموا بعرضه عليها ووافقت عليه، حتى لا تبقى المفاوضات تدور في حلقة مفرغة بسبب مماطلة نتنياهو ووضعه المزيد من الشروط والعقبات أمام التوصّل لاتفاق، بما يخدم استراتيجيته لكسب الوقت وإطالة أمد العدوان.
وبيّنت أنّها وبعد أن استمعت للوسطاء عمّا جرى في جولة المباحثات الأخيرة في الدوحة، تأكد لنا مرة أخرى بأن نتنياهو ما يزال يضع العراقيل أمام التوصّل لاتفاق، ويضع شروطًا ومطالب جديدة، بهدف إفشال جهود الوسطاء وإطالة أمد الحرب.
حماس: ملتزمون بما وافقنا عليه في الثاني من تموز/ يوليو والمبني على إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن، وعلى الوسطاء تحمُّل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بتنفيذ ما اتُفق عليه
ورأت أنّ المقترح الجديد يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها، وخاصة رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة، وإصراره على مواصلة احتلال مفترق نتساريم، ومعبر رفح، وممر فيلادلفيا، كما وضع شروطًا جديدة في ملف تبادل الأسرى، وتراجع عن بنود أخرى، ما يحول دون إنجاز صفقة التبادل.
وحمّلت حركة حماس، نتنياهو، كامل المسؤولية عن إفشال جهود الوسطاء، وتعطيل التوصّل لاتفاق، والمسؤولية الكاملة عن حياة أسراه الذين يتعرضون لنفس الخطر الذي يتعرض له الشعب الفلسطينيّ، جراء مواصلة عدوانه واستهدافه الممنهج لكل مظاهر الحياة في قطاع غزة.
وأكّدت الحركة التزامها بما وافقت عليه في الثاني من تموز/ يوليو والمبني على إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن، ودعت الوسطاء لتحمُّل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بتنفيذ ما اتُفق عليه.
ووصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تل أبيب اليوم الأحد، في محاولة للضغط لإتمام صفقة التبادل والتوصل لتسويات مع نتنياهو، بحسب ما ذكرته صحيفة "يسرائيل هيوم".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ بلينكن سيلتقي يوم غد الإثنين الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش يؤآف غالانت.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي كبير القول إن بلينكن سيؤكّد لجميع الأطراف أهميّة إتمام الصفقة.
القناة الإسرائيلية 13: طاقم المفاوضات الإسرائيليّ حث نتنياهو على إبداء مرونة أكثر بشأن نقاط الخلاف للمضيّ نحو اتفاق
وذكرت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول يرافق بلينكن في جولته التي تأتي في وقت حرج، أنّه سيضغط للانتهاء من المحادثات بسرعة، وإنهاء معاناة المدنيين بغزة ومنع توسّع الصراع.
وكانت القناة الإسرائيلية 13 ذكرت اليوم أنّ طاقم المفاوضات الإسرائيليّ حث نتنياهو على إبداء مرونة أكثر بشأن نقاط الخلاف للمضيّ نحو اتفاق. وأضافت أن الطاقم المفاوض أبلغ نتنياهو بأنه لا يمكن القول إنهم يواصلون المفاوضات ما لم يحصل تقدّم، وأنّ الجولة الحالية إذا تفجّرت فمن غير المعلوم متى يمكن العودة إليها.
وتوجّه الأحد وفد إسرائيلي إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات، وسط تشاؤم في "إسرائيل" من إمكانية التوصّل لصفقة تبادل، وتحذير أميركي لبنيامين نتنياهو بأن تمسّكه بشروطه سيؤدي لفشل المفاوضات، وفقًا لتقارير إسرائيليّة.
مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية يؤكد أن نتنياهو يخشى التوصّل لاتفاق لأنه لا يريد أن تنتهي الحرب
وقال الصحفي باراك رافيد، المراسل السياسي لموقع واللا، إن الوفد الإسرائيلي يضم رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، ومنسق ملف الأسرى في الجيش الإسرائيلي، وسيتباحث مع المصريين حول الترتيبات الأمنية لمحور فيلادلفيا ومعبر رفح، وفي إطار مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وبحسب باراك رافيد، فإن توجّه الوفد إلى القاهرة كان أحد القرارات التي تم اتخاذها في جلسة النقاش التي أجراها نتنياهو لمدة 4 ساعات مع فريق التفاوض.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن بنيامين نتنياهو قوله، في مستهل جلسة حكومته يوم الأحد، إنه لا يمكن أن يبدي مرونة في المسائل التي تتعلق بأمن "إسرائيل".