12-نوفمبر-2023
غزة

الترا فلسطين | فريق التحرير

حمّلت حركة حماس المسؤولية لكل من تخاذل في إيقاف العدوان على المستشفيات في قطاع غزّة، كما توعّدت الاحتلال الإسرائيلي بأن يكون القطاع مقبرة له ولجنوده، مؤكدة أن غزة لن يحكمها إلا أهلها من الفلسطينيين، كما نوّهت إلى مُخرجات القمة العربية الإسلامية غابت عنها القرارات الفاعلة في سبيل إيقاف العدوان الإسرائيلي، داعية إلى فتح المعابر والممرات الإنسانية بشكل دائم، كما أشادت الحركة بحملة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني في شتى مدن العالم، مؤكدة على أهميتها ومطالبة باستمرارها.

القيادي في حركة حماس أسامة حمدان قال في مؤتمر صحفي ببيروت إن العالم وقف متفرّجًا أمام جريمة الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى المعمداني، ليتم منح الضوء الأخضر للاحتلال من أجل تشجيعه لارتكاب مجازر المشافي في قطاع غزة، والتي لا زالت مستمرة حتى الآن، بقصف متواصل ومباشر من الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي، ومجمع النصر، والمشفى الإندونيسي، ومشفى القدس..، وقتلهم النازحين والأطقم الطبية، ومنعهم لسيارات الإسعاف من التحرّك، وقطعهم لكافة الإمدادات الطبية.

توعّدت حماس الاحتلال الإسرائيلي بأن يكون القطاع مقبرة له ولجنوده، مؤكدة أن غزة لن يحكمها إلا أهلها من الفلسطينيين

 

وحمّل القيادي في حركة حماس "كل من صمت أو تخاذل عن التحرك" لإيقاف مجزرة المشافي التي يرتكبها الاحتلال، وكل من منع تجريمه ومحاسبة قادته أمام المحاكم والمحافل الدولية، كما حمّل الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن على وجه الخصوص المسؤولية الأولى عن هذه الجريمة التي تتم بطائرات وصواريخ أمريكية ودعم أمريكي مطلق.

وأكّد أسامة حمدان أن قوات الاحتلال تتلقى ضربات موجعة على مدار الساعة، "كل مترٍ يتقدّم فيه يدفع أثماناً باهظة من القتلى والجرحى في صفوفه وآلياته العسكرية ، ويشكّل هذا المتر المربّع، نقطة استنزاف دائمة لجنوده وضباطه، فكلّما تمدّد جيش الاحتلال داخل الشوارع والأزقة، كلّما أعطى المقاومة الفرصة للانقضاض على جنوده، وتشديد القبضة عليهم، وتلقينهم دروساً في الشجاعة والبسالة التي يفتقدونها، فمن لم يُقتل منهم على الأرض برصاص القسَّام، يحترق ويختنق في دبابة الميركافا 4 ، فخر الصناعة العسكرية الصهيونية، بقذيفة الياسين، فخر الصناعة الوطنية الفلسطينية".

وفي وقت تتداول فيه سلطات الاحتلال والولايات المتحدة التصريحات بشأن من يحكم قطاع غزة "بعد حماس"، أكّد حمدان أن غزّة لن يحكمها إلا أهلها: "نقول للإدارة الأمريكية، ولقادة الاحتلال المجرمين: غزّة لن يحكمها إلاّ أهلها، ولا سلطة سياسية أو أمنية إلاّ للفلسطينيين فيها، فنحن شعب حرٌّ لا يقبل الوصاية من أحد، وستكون دماؤنا وأرواحنا ثمناً لحريتنا ولكرامة شعبنا الصَّابر المرابط، الذي تعجز الكلمات عن وصف عظمته وجبروته؛ فوفّروا على أنفسكم عناء التفكير، وفكّروا كيف تنزلون عن الشجرة قبل أن تحترق بكم".

أشادت حماس بحملة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني في شتى مدن العالم، مؤكدة على أهميتها ومطالبة باستمرارها.

وألمح القيادي في حركة حماس إلى عدم فاعلية مخرجات القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في الرياض أمس السبت: "مع تقديرنا للجهود المبذولة لانعقاد القمَّة العربية والإسلامية، ومع ترحيبنا بما ورد في العديد من الكلمات للزّعماء والملوك والرؤساء لـ 57 دولة عربية وإسلامية شقيقة، إلاّ أنَّ مخرجات القمَّة غابت عنها القرارات، والإجراءات والآليات الفاعلة والفورية، لوقف حرب الإبادة الجماعية النازية بحقّ الأطفال والمدنيين العزّل".

وواصل حمدان: "كنا نتوقع من أشقائنا العرب والمسلمين أن يُفعّلوا أوراق قوّتهم السياسية والاقتصادية للضغط على واشنطن لوقف العدوان ضد المدنيين والأطفال فوراً، فكلّ يوم يمضي يرتقي فيه نحو 400 شهيد، ويصاب فيه نحو 1000 من المدنيين والأطفال الأبرياء. ومع ذلك، فإن قرار القمّة بكسر الحصار عن قطاع غزَّة، وفرض إدخال المساعدات والمواد الإغاثية والطبية والوقود فوراً، يسير بالاتجاه الصحيح ونرتقب التنفيذ العاجل لهذا القرار، بفتح المعابر والممرات الإنسانية، بشكل دائم ومستمر، والوقوف مع الأشقاء في مصر لرفض أي قيود أو آليات عمل تعيق تدفق المساعدات والإغاثة لأهل غزة".

كما أشادت حركة حماس في المؤتمر الصحفي بالتضامن الشعبي العالمي مع قطاع غزة، ورفض العدوان والإبادة الجماعية: "لقد عرف العالم اليوم منْ هي (إسرائيل) ؛ إنَّها كيانٌ للنازيين الجدد، الذين هم نموذج للجريمة ضدّ الإنسانية، إنَّهم إرهاب دولة، إنَّهم عنصريون ساديون غارقون في دماء الأطفال، هذا الكيان هو تهديد حقيقي للبشرية وللسلم الدولي والأمن في العالم والمنطقة".

وواصل أسامة حمدان: "إنَّ مجابهة هذا الكيان النازي هي مهمَّة إنسانية عالمية، ونحن نحيّي ونشكر الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الحرّة التي خرجت في لندن وواشنطن ومدريد ولبنان واليمن وتونس والمغرب والأردن والكويت وإندونيسيا وماليزيا وكافة الشعوب التي خرجت في عواصم العالم، لتعلن رفضها للاحتلال، ولجرائمه وعدوانه، وتطالب الحريّة لفلسطين وللشعب الفلسطيني صاحب الحقّ في تقرير مصيره، كباقي شعوب الأرض".

كما أكّد القيادي باسم حركة حماس أهمية الحراك العالمي الرافض للاحتلال الإسرائيلي، داعيًا إلى استمرار المظاهرات وتشديد الضغط على الزعماء المناصرين للاحتلال الإسرائيلي: "إنَّ حراك وفعاليات الجماهير الغاضبة في كل قارات العالم مهم جدًا، ومؤثر في الضغط على صناع القرار في العالم.. والضغط على أولئك القادة الشركاء في مجزرة القرن والذين أعطوا المجرم القاتل نتنياهو الضوء الأخضر ليرتكب المجازر وحرب الإبادة، نوجّه الدّعوة لتلك الشعوب الحرّة، بأن تصعّد حراكها وتضامنها مع غزة والشعب الفلسطيني، حماية لقيم الحرية والعدالة، ورفضاً للاحتلال ولحرب الإبادة الجماعية، التي يرتكبها بحقّ الأطفال والمدنيين، فتلك مهمَّة ومسؤولية إنسانية، يفخر بها كل إنسان حرّ".