22-فبراير-2024
حماس قدمت 5 مطالب أساسية للوسطاء

طائرات مسيرة تحلق في سماء غزة في ذكرى انطلاقة حماس | غيتي ايميجز

الترا فلسطين | فريق التحرير

أجرى موقع الترا فلسطين مقابلة خاصة مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزّال حول تطورات المفاوضات المبنيّة على ورقة باريس، وأبرز القضايا العالقة التي يعترض عليها الاحتلال الإسرائيلي، وما إن كانت الحركة تواجه ضغوطًا من قبل أطراف الوساطة، بالإضافة إلى تفاصيل تخص البيت الفلسطيني الداخلي والعلاقة مع حركة فتح والرئيس محمود عباس.

محمد نزال
محمد نزال

وقال محمد نزال لـ الترا فلسطين، "لا يمكن القول في الوقت الجاري إن حماس توصّلت عبر الوسيطين (المصري والقطري) لتفاهمات مع الاحتلال الإسرائيلي، نظرًا لتعثر المفاوضات نتيجة إصرار الاحتلال على عدم إعطاء تعهّدات للانسحاب من غزة عاجلًا أو آجلًا، وإصراره على تقييد حركة الأفراد والبضائع من قطاع غزة وإليه، ورفض إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وهذا يشكّل عقبة في سير التفاوض من قبل الاحتلال الذي يتعامل بنفس طويل بهدف الخداع والتذاكي، ولذا لا ندري الآن متى تسفر المفاوضات عن نتائج نبتغي الوصول إليها".

محمد نزال: حركة حماس "لن تبدي تنازلات" في عملية التفاوض، لأنها تستند إلى جدارين صلبين

وأكد محمد نزال، أن حركة حماس "لن تبدي تنازلات" في عملية التفاوض، لأنها تستند إلى جدارين صلبين، وفق تعبيره، وهما: "استمرار المقاومة في التصدي وحمل السلاح والإثخان في جيش الاحتلال، بالإضافة للأسرى الإسرائيليين الذين بيد المقاومة، حيث أفرج سابقًا عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل جندي إسرائيلي واحد وهو جلعاد شاليط، والآن تمتلك المقاومة ما بين 100 - 150 أسيرًا جلّهم من العسكريين الجنود والضبّاط".

وأوضح محمد نزال، أن لدى حركة حماس خمسة مطالب أساسية قدمت للوسطاء، وهي: أن تؤدي المفاوضات للانسحاب الشامل من قطاع غزّة، ثم وقف إطلاق النار، وإجراء صفقة تبادل أسرى، وإدخال المساعدات بشتى أنواعها دون قيد أو شرط، ثم البدء بإعادة الإعمار فور انتهاء الحرب، وتوقف الاحتلال عن انتهاك المسجد الأقصى، مضيفًا: "هذه العناوين العاجلة التي طرحتها حماس، وهناك عناوين أخرى لما بعد الحرب لم نتحدث بها بعد".

وتابع: "الضامن لتطبيق الشروط هو الترجمة العملية للاتفاق، وما دون ذلك فإن الحركة لن تفرّط بأوراقها قبل التنفيذ وتحديدًا الأسرى الجنود لديها، وقبل توقيع الاتفاق من قبل الأطراف والوسطاء، ولذا وضعت حماس دولًا عديدة ضامنة للاتفاق، من بينهم روسيا باعتبارها دولةً كبيرة تلعب دورًا عالميًا، بالإضافة إلى أنها ساندت الحركة بخصوص قرارات مجلس الأمن المطروحة أمريكيًا ضدها".

وردًا على سؤال الترا فلسطين حول أي ضغوط تتعرض لها حركة حماس من الوسطاء للقبول بالحد الأدنى، قال القيادي محمد نزال: "حماس لا تقبل بالضغوط من أي طرف كان، والوسطاء ينقلون الرسائل بين الأطراف من أجل تقريب وجهات النظر وسدّ الفجوات بكل حرص لتحقيق وقف إطلاق النار حيث أنهم مدركون أن المعركة يجب أن تنتهي ودورهم الآن هو تقديم مقاربات للوصول إلى إنهاء الحرب، ونحن خضنا معارك بطولية وشرسة تكبّد فيها الشعب الفلسطيني خسائر باهظة في الأرواح والممتلكات، ولن تقابل التضحيات بالتنكر".

وفي إجابته على سؤال "ما بعد الحرب" وإن كان الوسطاء يطرحونه على حماس، قال محمد نزّال: "لم يطرح علينا هذا، وهو ملف غير موجود على جدول أعمال أي جهة تفاوضية لأننا لا نقبل أن يطرح أحد مصيرنا بعد الحرب سوى الشعب الفلسطيني عبر إجراء انتخابات نزيهة وحرّة تشمل جميع الفلسطينيين بكل المناطق".

وشدّد محمد نزال، أن الشعب الفلسطيني في غزة يرفض التهجير إلى خارج القطاع كما جرى في عامي 1948/1967، وأن الموقف المصري المعلن والذي وصل حماس من مصر هو أن الأخيرة "حجر عثرة أمام تهجّير الغزّيين إلى سيناء"، وذلك عقب مخاوف من إعلان إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية في رفح جنوب القطاع، التي تأوي أكثر من مليون نازحٍ.

وردًا على تصريحات وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، بأن قيادة حماس في الخارج  تتطلع لاستبدال رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار نظرًا لانقطاع الاتصال معه، ردّ  محمد نزّال: "هذه نكتة، بل كذبة كبيرة، لأن يحيى السنوار على رأس عمله في قيادة غزة، والجميع يعلم أن التغيير في الحركة فقط عبر الانتخاب، وهذه تصريحات في سياق الحرب النفسية أو البحث عن معلومات معينة، والاحتلال يتغنّى بعثوره على حذاء السنوار وهو بحث عن صورة نصر عبر تكرار الحديث الدائم عنه".

محمد نزال: تصريحات غالانت عن انقطاع الاتصالات مع يحيى السنوار نكتة، بل كذبة كبيرة، في سياق الحرب النفسية

وكانت مصادر خاصة في رام الله قالت لـ الترا فلسطين إن الرئيس محمود عباس في زيارته إلى العاصمة القطرية يوم 11 شباط/فبراير الحالي، قدم ورقة سياسية إلى أمير قطر تتضمن "نقاطًا واضحة" لليوم التالي للحرب، لعرضها على حركة حماس، تشمل الحديث عن حكومة وفاق وطني، وسلطة واحدة، وسلاحًا واحدًا، وإنهاء ما ترتب على الانقسام في 2007.

وردّ محمد نزال على هذه الأنباء نافيًا عقد أي لقاءات مع محمود عباس في الدوحة، وقال: "لم يبلغنا أحد عن مضمون زيارته، ونسمع عن الزيارة من وسائل الإعلام ولا نستطيع التعامل مع هذه الأخبار بشكل رسمي، وسنعلق على الموضوع حال وصلنا شيء من جهة رسمية".

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ قد صرح الأسبوع الماضي لفضائية عربية بأن "هناك حوارًا هادئًا بيننا وبين حماس بوساطة عربية". وفي السابع والعشرين من كانون ثاني/يناير الماضي صرح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قائلاً: "أجرينا اتصالا هذا الأسبوع مع حركة حماس ولن نكشف تفاصيله"، مضيفًا أن الاتصالات مع حماس لم تتوقف.

ورد محمد نزال على هذه التصريحات نافيًا وجود أي تواصل رسمي بين حماس وفتح لبحث أوضاع غزة حتى الآن، "لا بشكل مباشر ولا عن طريق وسيط، وأي تواصلٍ حصل فإنه يحمل طابعًا فرديًا أو هدفًا اجتماعيًا وليس سياسيًا".

وكشف محمد نزّال لـ الترا فلسطين أن حركة فتح اعتذرت عن حضور لقاءٍ فصائلي كانت حركة حماس قد دعت له مطلع هذا العام في العاصمة اللبنانية بيروت، وحضره قادةٌ كبار من حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، والجبهة الشعبية - القيادة العامة.

محمد نزال: حركة فتح اعتذرت عن حضور لقاءٍ فصائلي كانت حركة حماس قد دعت له مطلع هذا العام في العاصمة اللبنانية بيروت

وتابع: "ما زلنا لا نغلق الأبواب في وجه أي حوار وطني وسنذهب لتلبية دعوة الخارجية الروسية لحوار فصائلي نهاية الشهر الجاري، والذي سيحضره 12 فصيلًا فلسطينيًا، ونأمل أن يحمل اللقاء جديدًا أو تقدمًا في الحوار الفلسطيني، ولا أريد ذكر أي توقعات مسبقة سلبًا أو إيجابًا".

يذكر أن اجتماعًا جديدًا سيعقد يوم الجمعة، 23 شباط/فبراير، في باريس، لمناقشة صفقة التبادل، بمشاركة رئيس المخابرات المركزية الأمريكية CIA، والوسطاء من مصر وقطر. وجاء في تقرير مشترك لموقع واللا العبري وموقع أكسيوس الأمريكي، نُشر مساء الخميس، أن مبعوث البيت الأبيض ماكجورك طلب من إسرائيل بإرسال وفد إلى باريس للمشاركة في هذه المفاوضات.