17-أكتوبر-2024
حوار مع مدير المستشفى الإندونيسي

المستشفى الإندونيسي بعد عدوان سابق لجيش الاحتلال

حذّر مدير المستشفى الإندونيسي، مروان السلطان، من أن هناك تهديدًا حقيقيًا بأن تدفع جرائم الاحتلال لإسقاط المنظومة الصحية في شمال قطاع غزة، و"هذا يعني كارثة عظيمة، وحكمٌ بالقتل المتعمد والمبكر على المصابين والمرضى"، وفقًا لقوله في حديث لـ "الترا فلسطين"، يوم الأربعاء.

مروان السلطان: العناية المُركَّزة في المستشفى الإندونيسي، التي كانت تخدم مدينة غزة وشمال القطاع، خرجت كليًا عن الخدمة

ووصف مروان السلطان الوضع في شمال قطاع غزة بأنه "كارثي"، مشددًا أن الشمال يتعرض لإبادة جماعية، وسط حصار مشدد وفصل تام عن مدينة غزة، "ما أدى إلى منع وصول عدد كبير من الأطباء إلى المستشفيات، ونفاد غالبية المستهلكات الطبية".

وقال السلطان، إن الظروف التي تعيشها مستشفيات قطاع غزة "غير مسبوقة حتى خلال هذه الحرب المستمرة منذ ما يزيد عن عام"، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال يتعمد استهداف طواقم الإسعاف بصورة مباشرة، ويمنع وصولها إلى المصابين الذي يبقون ينزفون حتى الموت.

وأوضح مروان السلطان، أن العناية المُركَّزة في المستشفى الإندونيسي، التي كانت تخدم مدينة غزة وشمال القطاع، خرجت كليًا عن الخدمة بسبب عدم توفر كادر لإدارتها، وعدم وجود وقود يكفي لتشغيلها، وتشغيل المرافق المرتبطة بها مثل محطة الأكسجين.

وبيّن السلطان، أن حصار شمال قطاع غزة حال دون وصول كوادر إدارة غرفة العناية المُركَّزة من الوصول للمستشفى، ما أدى إلى توقفها عن العمل، إضافة إلى توقف عمل المختبر وقسم الأشعة في المستشفى.

ومن أجل تعويض النقص الناتج عن ذلك، تم تحويل العناية المُركَّزة في مستشفى كمال عدوان التي كانت مخصصة للمرضى الأطفال إلى عناية خاصة بالكبار، وفقًا لمروان السلطان، الذي استدرك أن عدد الأسرَّة هناك 6 أسرَّة فقط، في حين أن هناك كم هائل من الإصابات بحاجة لدخول القسم، خاصة المصابين في منطقة الدماغ.

وأعرب السلطان عن أسفه من أن الاصابات التي كانت تصنف بأنها متوسطة الخطورة، باتت الآن عالية الخطورة، وأصحابها معروضون لخطر الموت بسبب عدم وجود غرف عناية مُركَّزة كافية.

وأشار إلى وجود نقص كبير في أجهزة التنفس الصناعي والمضادات الحيوية وأدوية التخدير اللازمة لتشغيل غرفة العناية المُركَّزة، إضافة إلى نفاد المسكنات القوية الخاصة بحالات البتر، الذين يعانون من آلام كبيرة جدًا بسبب ذلك.

وقال مروان السلطان إنهم يُضطرون للمفاضلة بين المصابين لإدخالهم إلى قسم العناية المكثفة، و"هذا من شأنه زيادة الخطر على حياتهم ووفاتهم".

وأفاد مروان السلطان بنفاد عدد كبير من المستهلكات الطبية الأساسية مثل: الشاش الطبي، ووحدات الدم، وكذلك أكياس الدم الفارغة، والكثير من الأدوية والمسكنات.

وأوضح السلطان، أن عددًا من كوادر المستشفى الإندونيسي تحولت للعمل في مستشفى كمال عدوان، بسبب الموقع الخطير للمستشفى الإندونيسي في الوقت الحالي.

ونتيجة لذلك، يعمل في المستشفى الإندونيسي حاليًا، طبيبان فقط، وعددٌ من الممرضين والفنيين، وهؤلاء يتعاملون مع عشرات الإصابات على مدار 24 ساعة منذ بدء اجتياح شمال قطاع غزة قبل 12 يومًا.

مروان السلطان: يعمل في المستشفى الإندونيسي حاليًا، طبيبان فقط، وعددٌ من الممرضين والفنيين، وهؤلاء يتعاملون مع عشرات الإصابات على مدار 24 ساعة

وأشار مروان السلطان إلى أن الحصار الإسرائيلي لشمال قطاع غزة منع تنفيذ المرحلة الثانية من تطعيم شلل الأطفال في هذه الشمال، ومنع مرور الطعوم الخاصة إلى شمال قطاع غزة. وحذَّر أن هذا من شأنه زيادة انتشار فيروس شلل الأطفال بين الأطفال، وانتشار الأمراض الوبائية.

وقال مروان السلطان، إن أسرَّة المستشفيات في شمال قطاع غزة ممتلئة بالكامل، مبينًا أن نسبة الإشغال السريري في هذه المستشفيات وصلت إلى 200 في المئة قياسًا لعدد الأسرَّة.

وأوضح السلطان، أن مستشفى كمال عدوان اضطر، يوم الثلاثاء، لتحويل حالتين من العناية المكثفة إلى المستشفى الإندونيسي لاستكمال علاجهم، على الرغم من عدم وجود عناية مُركَّزة في المستشفى الإندونيسي، ولكن لإفساح المجال أمام إنقاذ حياة مصابين آخرين.

وبيّن السلطان، أن الطواقم الطبية والمرضى في المستشفى الإندونيسي يتناولون وجبة واحدة فقط على مدار الـ 24 ساعة، بسبب النقص والشح الكبير في المواد الغذائية، ولا يتوفر لديهم مياه صالحة للشرب أيضًا.

الطواقم الطبية والمرضى في المستشفى الإندونيسي يتناولون وجبة واحدة فقط على مدار الـ 24 ساعة، وهي إما فلافل أو شوربة برغل أو معلبات

وأشار إلى أن الوجبة الوحيدة يوميًا هي إما فلافل أو شوربة البرغل أو الأرز أو المعكرونة أو المعلبات، وذلك بحسب ما يتوفر.

يُذكر أن جيش الاحتلال شرع قبل 12 يومًا باجتياح بري مدعوم بغارات جوية عنيفة، وقد أكدت تقارير إسرائيلية أن الاحتلال ينفذ خطة الجنرالات التي تقوم على فرض التهجير على أهالي شمال قطاع غزة، ثم فرض التجويع على من بقوا فيه، بذريعة دفع مقاتلي المقاومة إلى الاستسلام أو الموت جوعًا.