قال مسؤول الإسعاف والطوارئ في شمال قطاع غزة، فارس عفانة، إن عددًا من الجرحى يستمر نزيفهم لعدة ساعات وأيام قبل أن تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليهم، وبعضهم يفارق الحياة قبل ذلك، بسبب الاستهداف الإسرائيلي لكل من يتحرّك في مخيم جباليا، الذي تتواصل فيه العملية العسكرية الإسرائيلية لليوم العاشر.
مسؤول الإسعاف والطوارئ بشمال قطاع غزة: منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ونحن لا نستطيع الوصول إلى العديد من المصابين أو انتشال جثامين الشهداء في بعض المناطق الخطرة في مخيم جباليا، بسبب استهداف طواقمنا
وأوضح في حديثه لـ الترا فلسطين، أنّ طواقم الإسعاف تمكّنت من إجلاء بعض جثامين الشهداء بعد تراجع الدبابات من بعض الشوارع، مشيرًا إلى أن جثامين الشهداء كانت متحللة، ولم يتم التعرّف عليهم سوى من ملابسهم، وبعض الجثث ظهر عليها بشكل واضح آثار نهش الكلاب الضالة، وما تزال هناك جثامين شهداء في الشوارع، ومن غير الممكن وصول طواقمنا إليها.
ولفت إلى أن مركبات الإسعاف تتحرك بحذر وصعوبة شديدة جدًا بسبب الاستهداف الإسرائيلي لكل متحرك، بسبب إغلاق وتدمير الطرقات والمنازل، موضحًا أن طواقم الإسعاف تضطر للتوقّف بعيدًا عن موقع الحدث، ويتوجه المسعفون مشيًا على الأقدام للوصول لبعض الإصابات، فيما يتمكن مواطنون من انتشال حالات أخرى وإيصالها لطواقم الإسعاف.
وذكر فارس أن سيارات الإسعاف لم تتمكن صباح اليوم، من الوصول إلى الشهداء والمصابين إثر قصف مجموعة من المواطنين حاولوا الوصول إلى مركز تموين مخيم جباليا في محاولة للحصول على بعض الغذاء، ما زاد من عدد الشهداء.
ولفت إلى أن غالبية الشهداء والمصابين في المجزرة تم نقلهم من قبل المواطنين، الذين تعرضوا إلى إطلاق النار وإلقاء القنابل المباشر من طائرات الـ"كواد كابتر" المُسيّرة، قبل أن تستلمه طواقم الإسعاف وتنقلهم إلى مستشفى كمال عدوان.
انتشلنا بعض جثامين الشهداء في شمال قطاع غزة وكانت متحللة، وبعضها عليه علامات نهش الكلاب
وعن عدد سيارات الإسعاف في شمال غزة، أوضح فارس أن عددها 6 سيارات فقط، 4 منها تابعة للخدمات الطبية، واثنتان تابعتان لجهاز الدفاع المدني، وهي مهددة بالتوقف بسبب الأعطال وشح الوقود.
ولفت إلى أن قوات الاحتلال منعت عددًا من سيارات الإسعاف من العودة لشمال القطاع بعد نقلها قبل أيام عددًا من المصابين لمستشفى المعمداني بمدينة غزة.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر، الجمعة الماضية، توقّف جميع مركبات الإسعاف التابعة لها في شمال قطاع غزة وعددها 6 مركبات، عن العمل بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها.
وأعرب فارس عن أسفه من أن قوات الاحتلال تعتبر كل شخص في شمال قطاع غزة هو شخص مقاوم ويُباح استهدافه، مبيّنًا أن عددًا كبيرًا من الشهداء والمصابين هم من النساء والأطفال وكبار السن.
ووصف الوضع في شمال قطاع غزة بـ"الكارثي والجحيم والمذبحة الفعلية" بحق المدنيين، مبيّنًا أن المجاعة والحصار يشتدان على السكان، ومن لم يمت بالقصف سيموت بالجوع، في حال لم يتدخل العالم والمجتمع الدولي لإيقاف المجازر وإدخال المساعدات.
مصدر طبي لـ"الترا فلسطين": الوضعُ هنا في شمال قطاع غزة كارثيّ، وأشبه بالجحيم
ولليوم العاشر على التوالي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليتها العسكرية البريّة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مع تواصل المطالبات الإسرائيلية للسكان تحت التهديد بالنزوح إلى جنوب قطاع غزة عبر شارع صلاح الدين.
واستشهد 10 فلسطينيين وأصيب أكثر من 40 آخرين، صباح الإثنين، جرّاء استهداف مدفعية الاحتلال مركز توزيع المساعدات الغذائية في مخيم جباليا شمال قطاع غزة. كما استشهد 5 آخرون في قصف استهدف مجموعة من الأهالي قرب بركة أبو راشد في المخيم، إلى جانب شهيد آخر في استهداف منزل بشارع الهوجا في المنطقة نفسها.
واستمرت الغارات الإسرائيلية على جباليا، إذ أصيب عدد من المدنيين في قصف تجمع قرب المسجد العمري في جباليا البلد، و13 شخصًا أصيبوا برصاص الطائرات المسيرة الإسرائيلية في مدرسة "الفوقة" خلف بركة أبو راشد. كما استشهد شخصان وأصيب 7 آخرون في قصف استهدف تجمعًا للمواطنين في جباليا النزلة.
الأورومتوسطي: "إسرائيل" تهدد أكثر من 400 ألف فلسطيني بالقتل جوعًا وعطشًا في محافظتي غزة وشمالي القطاع
في غضون ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير منازل في مخيم جباليا ومحيطه، إذ استهدف برج حبوب بجانب مركز شرطة المخيم، فيما وصلت إصابات عديدة إلى مستشفى كمال عدوان جراء القصف المدفعي المكثف. كما تواصل الآليات العسكرية الإسرائيلية إطلاق النار بشكل مكثف شمال القطاع.
وعلى الصعيد الإنساني، ازدادت الأزمة الغذائية سوءًا بسبب منع دخول المساعدات إلى شمال غزة وتوقفها بشكل كامل، مع توقف محطات المياه الصالحة للشرب عن العمل لنقص الوقود.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن "إسرائيل" تهدد أكثر من 400 ألف فلسطيني بالقتل جوعًا وعطشًا في محافظتي غزة وشمالي القطاع إن لم يُقتلوا بالقصف المتواصل.
وحذّر من تبعات منع "إسرائيل" وصول أي مساعدات أو بضائع إلى شمالي قطاع غزة منذ عدة أسابيع، في وقت يتم توسيع الهجوم الإسرائيلي لليوم العاشر على التوالي لمحاولة تفريغ المنطقة من سكانها. وأشار إلى أن نحو 200 ألف فلسطيني في محافظة شمال غزة غير قادرين على الحصول على أي مواد غذائية أو ماء للشرب، نتيجة حصارهم داخل منازلهم أو مراكز الإيواء التي يلجؤون إليها.