01-مايو-2024
نتنياهو وحركة الجهاد الإسلامي.

كشف مصدر قيادي في حركة الجهاد الإسلامي لـ الترا فلسطين عن محاولات إسرائيلية لإحداث اختراق بوحدة الموقف الفلسطيني في ملف المفاوضات غير المباشرة بخصوص وقف إطلاق النار في غزة، حيث حاول مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التواصل مع مكتب حركة الجهاد الإسلامي في العاصمة اللبنانية بيروت، عن طريق الوسيط الأممي ميروسلاف زافيروف الذي يعمل مستشارًا للمنسق الخاصّ للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، وذلك بهدف فتح قنوات اتصال غير مباشرة وإجراء تفاوضٍ بحكم وجود أسرى إسرائيليين لدى حركة الجهاد.

حاول رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيليّ فتح قنوات اتّصال غير مباشرة مع حركة الجهاد الإسلامي وإجراء تفاوضٍ معها بحكم وجود أسرى إسرائيليين لديها في غزة

وبحسب المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه، فإن زافيروف ومعه مساعد أممي آخر اجتمعا مع قيادي في الجهاد الإسلامي السبت الماضي، وطرحا عليه الفكرة، فيما كان الرد واضحًا "هذا العرض مرفوض تمامًا، ولن نسمح بأن يحدث انقسامٌ بيننا وبين حركة حماس التي فوّضناها بأن تمثل فصائل المقاومة في ملف التفاوض" مشيرًا إلى أن نتنياهو عبر هذه المحاولة، يعكس حالة "إفلاس" في طرق وأساليب مواجهته للمقاومة.

وتأتي هذه المساعي الإسرائيلية في الوقت الذي طرح فيه الوسيط المصري ورقة مبدأية لإبرام اتفاق يفضي لوقف إطلاق النار وإجراء صفقة تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل".

ومن المقرر خلال الساعات القادمة أن تسّلم حركة حماس ردّها باسم فصائل المقاومة على الورقة المصريّة التي تعتبر "جيّدة" مقارنة بما كان يطرح في السابق، وقد تؤدي إلى تحقيق مطلب وقف الحرب بشكل كامل، حسبما يقول المصدر القيادي في الجهاد الإسلامي، والذي يرى بأنّ "الأجواء اليوم إيجابية أكثر وأقرب لإبرام صفقة لا سيما بعد التراجع الإسرائيلي في عديدٍ من القضايا، ولكننا لا نتفاءل كثيرًا، لأن نتنياهو بأي لحظة قد يفجّر جهود الوسطاء ويضع العصي بالدواليب وينفّذ عملية عسكرية في رفح".

الورقة المصرية

ولفت المصدر إلى أن الورقة مكوّنة من ثلاث صفحات، وتشمل ثلاثة مراحل، على مدى أربعة أشهر، وتشمل انسحاب قوات الاحتلال أولًا من شارع الرشيد غرب مدينة غزة، ثم الانسحاب بعد 22 يومًا من حاجز نتساريم جنوب غرب مدينة غزة، ثم إجراء صفقة تبادل أسرى بشكل أولي ويتم الاتفاق لاحقًا على تحديد فئاتهم إن كانوا من النساء أو الرجال كبار السن وصولًا إلى الضبّاط الكبار في الجيش الإسرائيلي.

وحتى الآن يتمثّل الخلاف الأساسي في ملف التفاوض على قضية "إنهاء الحرب" حيث يصرّ المفاوض الإسرائيلي على عدم الاعتراف بوقف كامل لإطلاق النار، ويريد وقفًا مؤقتًا للنار، تحت بند "الوقف المستدام لإطلاق النار" ، وذلك يعني السماح له بالعودة للتصعيد وتنفيذ عمليات عسكرية في قطاع غزة متى ما أراد ذلك، ويقول المصدر إنّ المقاومة تدرك ما يسعى له الاحتلال، وهي حريصة على أن لا يحققه، حيث أنها متنبهة لخداع المصطلحات الذي يتقنه المفاوض الإسرائيلي، وتؤكد تمسكها بمصطلح وقف إطلاق النار بشكل كامل وشامل.

وكان البيت الأبيض قال الأربعاء، إن على حماس الموافقة على مقترح الصفقة، وحذّر نتنياهو من اجتياح رفح وتنفيذ أي أعمال عسكرية، في الوقت الذي يُنتظر أن تسلم حماس ردّها على الورقة المصري خلال الساعات القادمة عبر رئيس ملف التفاوض خليل الحيّة.