03-أكتوبر-2024
الاستهداف الإيراني لإسرائيل.jpg

(Getty) ذكرت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن القوات المسلحة الإيرانية أعدت خطة لتنفيذ "عدة جولات متلاحقة" من الهجمات الأخرى "الأكثر كثافة وشدة" في حال ردِّ الاحتلال

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الأربعاء، إنه لن يدعم هجومًا تشنه إسرائيل على مواقع نووية إيرانية، ردًا على الاستهداف الصاروخي الإيراني الذي وقع يوم الثلاثاء. وأشار بايدن إلى أن زعماء مجموعة الدول السبع اتفقوا في مكالمة هاتفية صباح الأربعاء على فرض عقوبات جديدة على إيران في أعقاب الهجوم الصاروخي الباليستي على إسرائيل. وأضاف أن جميع الزعماء المشاركين في المكالمة "اتفقوا على أن إسرائيل لها الحق في الرد على الهجوم العسكري الإيراني".

ولكن عندما سأله أحد الصحفيين عما إذا كان سيدعم قرار إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، قال بايدن: "الإجابة هي لا". وأضاف أن بيانًا مشتركًا من مجموعة الدول السبع الكبرى سيصدر خلال الساعات القليلة المقبلة. وقال "نحن السبعة متفقون على أن لديهم الحق في الرد، ولكن عليهم أن يستجيبوا بشكل متناسب".

نيويورك تايمز: الطبيعة الدقيقة للرد الإسرائيلي ربما لا تتضح إلا بعد عيد رأس السنة اليهودية الذي يستمر حتى غروب الشمس يوم الجمعة

ووفق صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، حث الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار مساعديه إسرائيل على تجنب الهجمات المباشرة على المنشآت النووية الإيرانية عندما ترد على طهران. وقالت الصحيفة الأميركية: "هذه أحدث علامة على حدود قدرة الولايات المتحدة على منع كل الأعمال الإسرائيلية، باستثناء الأكثر تطرفًا، من جانب إسرائيل".

وبحسب مصادر إسرائيلية: "بعد سقوط مئات الصواريخ والقذائف الإيرانية مرة أخرى على إسرائيل يوم الثلاثاء، استقرت إدارة بايدن على الحد من رد إسرائيل بدلًا من تثبيطها تمامًا"، وفقًا لمسؤولين في الإدارة.

وحذر مسؤولون في إدارة بايدن نتنياهو من أن "القتال قد يتحول إلى صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط لا يشمل إيران فحسب بل والولايات المتحدة ودول أخرى. ولكن، وخاصة في الأيام الأخيرة، واصل نتنياهو حملة عسكرية عدوانية تجاهلت إلى حد كبير هذه النصيحة"، وفق "نيويورك تايمز".

وقالت "بوليتيكو": "توضح التوجيهات حدود تراجع نفوذ بايدن على الأحداث في الشرق الأوسط، واعترافًا بأنه قد يكون غير قادر على وقف ما حاولت إدارته منعه لمدة عام: الحرب الإقليمية".

وأشارت إلى بايدن الذي يعيش الآن فترة "البطة العرجاء"، مضيفةً، قوله نتنياهو طهران "ستدفع ثمن ذلك، سنلتزم بالقاعدة التي أسسناها: أيًا كان من يهاجم، فسوف نهاجمه".

وأضافت: "على مدى أشهر، تجاهل نتنياهو وحكومته باستمرار المشورة الأمريكية بشأن كيفية متابعة الحرب في غزة. وقد شعر بايدن ومساعدوه بالإحباط مرارًا وتكرارًا بسبب أهداف الحرب الإسرائيلية المتزايدة داخل غزة - مع تأثير مدمر على المدنيين الفلسطينيين - حتى على حساب التوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن المتبقين".

ووفق صحيفة "الواشنطن بوست": "يعمل البيت الأبيض على الحد من الرد الإسرائيلي على وابل الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران، يوم الثلاثاء، في الوقت الذي يخشى فيه بعض المسؤولين الأميركيين من أن الشرق الأوسط قد يقترب من الحرب الشاملة التي سعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى منعها منذ ما يقرب من عام".

وقال عدد من كبار المسؤولين في إدارة بايدن، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة محادثات حساسة، يوم الأربعاء، إن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوهم في جلسات خاصة أنهم لا يشعرون بالحاجة إلى الرد على إيران بطريقة فورية وواسعة النطاق. ومع ذلك، يخشى المسؤولون في الولايات المتحدة وأوروبا أن تتمكن إسرائيل من ضرب أهداف اقتصادية في إيران مما قد يؤدي إلى رد فعل تصعيدي خطير.

وأوضح مسؤول أوروبي كبير أن طهران أشارت منذ فترة طويلة إلى أن الهجمات على صناعة النفط والغاز لديها ستكون "خطًا أحمر". ومن المرجح أن تؤدي مثل هذه الضربة إلى هجمات انتقامية من إيران على مصالح الطاقة الغربية، مما قد يؤدي إلى تعطيل الاقتصاد العالمي قبل شهر واحد من الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ويقول المسؤولون الأميركيون إنهم يشجعون إسرائيل على الرد بطريقة مدروسة، لكن حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا يشعرون بالقلق من أن واشنطن لا تمارس ضغوطًا كافية على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسألة عسكرية حساسة: "نحن نفهم أن الأميركيين لا يمنعونهم".

ويوضح مسؤولون في إدارة بايدن أنه في حين أشار القادة الإسرائيليون إلى أنهم سيتصرفون بضبط النفس، فإن هذا قد يتغير بمجرد أن تمر عملية صنع القرار التي يقوم بها نتنياهو عبر خلاط السياسة الإسرائيلية، حيث تتمتع الأصوات اليمينية المتطرفة بسلطة كبيرة. ويقول بعض المسؤولين إن التأكيدات الخاصة للقادة الإسرائيليين لم تتحقق دائمًا على مدار العام الماضي.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الولايات المتحدة وإسرائيل، إلى جانب شركاء دوليين آخرين، صاغوا خطة دفاعية للمساعدة في الدفاع ضد الهجمات الإيرانية المحتملة. وأضاف المسؤول أن حقيقة عدم مقتل أي إسرائيلي، منحت الولايات المتحدة بعض الوقت لمحاولة التأثير على الرد الإسرائيلي.

في حين، قال المسؤولون الأميركيون إنهم "معجبون بقدرة إسرائيل على إضعاف حزب الله بشكل كبير في غضون أسابيع، فضلًا عن ضرب هيكل القيادة والسيطرة الخاص به واغتيال العديد من كبار قادته"، فإنهم ما زالوا يضغطون على إسرائيل بشأن ما هي غايتها الاستراتيجية النهائية، حيث أنها تخوض حربًا على جبهات متعددة، بما في ذلك في غزة ولبنان والضفة الغربية.

ويشعر كبار مساعدي بايدن بقلق خاص من أن التوغل البري الإسرائيلي في لبنان -الذي قالت إسرائيل إنه عملية محدودة- قد يتحول إلى عملية طويلة الأمد تطيل أمد الحرب.

وقال ستة مسؤولين إسرائيليين ومسؤول أميركي كبير، إن إسرائيل لم تتخذ قرارًا بعد بشأن كيفية الرد على الهجوم الإيراني، وسوف يتأثر مدى رد فعلها بمستوى الدعم ــ العملي والخطابي ــ الذي تقدمه الولايات المتحدة.

ووفق صحيفة "نيويورك تايمز": "الطبيعة الدقيقة للرد الإسرائيلي ربما لا تتضح إلا بعد عيد رأس السنة اليهودية الذي يستمر حتى غروب الشمس يوم الجمعة". وقال المسؤول الأميركي، إن البيت الأبيض كان من المتوقع أن يحث إسرائيل على ضبط النفس. وأضاف المسؤول أن هذه المناشدات من المتوقع ألا يكون لها تأثير يذكر.

وأفادت الصحيفة الأميركية: "من المتوقع أن يكون الهجوم المضاد الإسرائيلي أقوى بكثير من ردها على الجولة الأولى من الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران في نيسان/أبريل، عندما نفذت إسرائيل ضربات محدودة على بطارية دفاع جوي إيرانية ولم تعترف رسميًا بتورطها في ذلك الهجوم".

وقال المسؤول الأميركي الكبير إن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا نظرائهم الأميركيين أنهم يعتقدون أن الرد الذي تم في نيسان/أبريل كان ضئيلًا ومحدودًا للغاية. وأضاف المسؤول أن القادة الإسرائيليين يشعرون بأنهم كانوا "مخطئين في الاستماع إلى حث البيت الأبيض في ذلك الوقت على تنفيذ ضربة انتقامية مدروسة".

وقال المسؤولون إن إسرائيل قد تستهدف هذه المرة مواقع إنتاج النفط والقواعد العسكرية. وقد يؤدي إلحاق الضرر بمصافي النفط إلى الإضرار بالاقتصاد الإيراني، فضلًا عن إرسال أسواق النفط العالمية إلى حالة من الاضطراب قبل شهر من الانتخابات الأميركية.

وعلى الرغم من تكهنات وسائل الإعلام، فإن إسرائيل لا تخطط حاليًا لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وفقًا لأربعة مسؤولين إسرائيليين. وتابعت الصحيفة: "استهداف المواقع النووية، التي يقع العديد منها في أعماق الأرض، سيكون صعبًا من دون الدعم الأميركي".

ويقول يوئيل جوزانسكي، وهو مسؤول أمني كبير سابق أشرف على استراتيجية إيران في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي: "نحن في قصة مختلفة الآن. لدينا إجماع في إسرائيل - بين العسكريين وخبراء الدفاع والمحللين والسياسيين - على أن إسرائيل يجب أن ترد بقوة على هجوم إيران".

من جانبه، قال أندرياس كريج، الخبير في شؤون الحرب في كينجز كوليدج في لندن: "إن النهج الذي تتبناه إسرائيل منذ أكثر من 75 عامًا يتلخص دائمًا في ضرب العدو بقوة أكبر من قوة الضرب التي تتعرض لها. ولكن هذا النهج لا ينجح مع نظام مثل إيران. ولا أعتقد أن بوسعك ردعه". وقال إن إسرائيل قد تكون قادرة نتيجة لذلك على إلحاق أضرار قصيرة الأجل، لكنها لن تتمكن من تحقيق تغيير طويل الأجل. مضيفًا: "لم أر أي استراتيجية حتى الآن. هذا ما أحاول الحصول عليه من الإسرائيليين: ما هي استراتيجيتكم لإضعاف النظام؟".

وذكرت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن القوات المسلحة الإيرانية أعدت خطة لتنفيذ "عدة جولات متلاحقة" من الهجمات الأخرى "الأكثر كثافة وشدة" في حال ردِّ الاحتلال، مشيرة إلى اتخاذ "إجراءات وتدابير صارمة" في مقرات حساسة، تحسبًا لأي رد و"لن يتأخر الرد الواسع" على أي اعتداء إسرائيلي.

بوليتيكو: بعد سقوط مئات الصواريخ والقذائف الإيرانية مرة أخرى على إسرائيل يوم الثلاثاء، استقرت إدارة بايدن على الحد من رد إسرائيل بدلًا من تثبيطها تمامًا

وفيما استبعدت هذه المصادر، توجه الأوضاع نحو حرب، أكدت أن البلاد عبر عدة قنوات "وجهت تحذيرات كافية لأطراف دولية وإقليمية بأن أي تدخل لصالح الكيان الصهيوني سيشعل المنطقة". 

وأضافت أن هذه التحذيرات شملت بالإضافة إلى الولايات المتحدة "دولة جارة للأراضي المحتلة ودولًا خليجية وغير خليجية جارة لإيران"، من دون الكشف عن أسمائها، وحذرتها من "السماح بعبور المقاتلات الإسرائيلية من أجوائها في أي رد محتمل".