02-أكتوبر-2024
الولايات المتحدة بعد رد إيران.. التزام مستمر في دعم إسرائيل

(Getty)

قال البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، إن الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء في إسرائيل كان "تصعيدًا كبيرًا" من جانب إيران بإطلاق أكثر من 200 صاروخ باليستي. وأطلقت مدمرات البحرية الأمريكية ما يقرب من اثني عشر صاروخًا اعتراضيًا ضد الصواريخ الإيرانية.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، اليوم الثلاثاء، إن الهجوم الإيراني على إسرائيل اليوم كان ضعف هجوم إيران في نيسان/أبريل الماضي.

عندما سُئل عن الطريقة التي يرغب في أن ترد بها إسرائيل، قال بايدن: "هذا نقاش نشط في الوقت الحالي. وسنعمل على الحصول على كافة البيانات بشكل صحيح، وكنا على اتصال دائم بالحكومة الإسرائيلية ونظرائنا، وما زال الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث".

بدوره، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، إن الهجوم الإيراني "يبدو أنه هُزم وغير فعال"، وفق زعمه.

وأضاف سوليفان إن الولايات المتحدة والجيش الإسرائيلي لا يزالان يحاولان تقييم تأثير الهجوم، وأكد أن الأمر لا يزال مبكرًا في هذا التقييم. ووصف الأمر بأنه "وضع سائل".

وبينما حذرت الولايات المتحدة مواطنيها في المنطقة منذ بعض الوقت من احتمال تصعيد الهجمات، قال سوليفان إن الولايات المتحدة "لم تبدأ في تنفيذ عملية إجلاء طارئة لغير المقاتلين... وليس لديها نية للقيام بذلك في هذا الوقت".

وفي الأسابيع الأخيرة، بينما نفذت إسرائيل عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وأصبحت آفاق المفاوضات بشأن مقترحات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان قاتمة، كانت إدارة بايدن تستعد للرد المحتمل من قبل إيران أو وكلائها.

وفي أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على يد إسرائيل في طهران، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية في أوائل آب/أغسطس، أنها تحرك سفنًا وطائرات عسكرية عبر المنطقة لتعزيز القدرات الدفاعية للولايات المتحدة. وبعد أسبوع، ردد البيت الأبيض معلومات استخباراتية إسرائيلية أظهرت أن هجومًا إيرانيًا قد يكون وشيكًا، وهو التحذير الذي أطلق قبل أن تنفذ وكالة التجسس الإسرائيلية العليا عملية لتفجير آلاف أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية التي يحملها عناصر حزب الله.

وعقد الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس اجتماعًا، الثلاثاء، في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، حيث التقيا بكبار مسؤولي الأمن القومي.

وبحسب البيت الأبيض، فقد استعرضا "حالة الاستعدادات الأميركية لمساعدة إسرائيل في الدفاع ضد هذه الهجمات وحماية الأفراد الأميركيين في المنطقة".

وأدانت هاريس الهجوم الإيراني، وقالت إنها تدعم قرار بايدن بتوجيه الجيش الأميركي لمساعدة إسرائيل في إسقاط الصواريخ الإيرانية.

وقالت هاريس خلال كلمة لها في مركز جوزفين بتلر باركس في واشنطن العاصمة: "إيران قوة خطيرة ومزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، والهجوم على إسرائيل اليوم لا يثبت إلا هذه الحقيقة".

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الثلاثاء، إنه وجه الجيش الأميركي بمساعدة إسرائيل في إسقاط الصواريخ الإيرانية، وهو الهجوم الذي قال بايدن إنه يبدو أنه "مهزوم وغير فعال".

وأضاف بايدن في أول تصريحات له أمام الكاميرات بشأن هذه القضية: "إن هذا دليل على القدرات العسكرية الإسرائيلية والجيش الأميركي. كما أنه دليل على التخطيط المكثف بين الولايات المتحدة وإسرائيل للتنبؤ بالهجوم الوقح الذي توقعناه والدفاع ضده". واستمر بايدن في القول "لا تخطئوا، الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بشكل كامل وبالتزام".

وقال بايدن إن فريقه على اتصال دائم بالمسؤولين الإسرائيليين وسيواصل تبادل المستجدات. ولم يتحدث بعد مع نتنياهو.

وعندما سُئل عن الطريقة التي يرغب في أن ترد بها إسرائيل، قال بايدن إن القضية كانت محط "نقاشًا نشطًا". موضحًا: "هذا نقاش نشط في الوقت الحالي. وسنعمل على الحصول على كافة البيانات بشكل صحيح، وكنا على اتصال دائم بالحكومة الإسرائيلية ونظرائنا، وما زال الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث".

وعندما سُئل سوليفان في إفادة البيت الأبيض عما إذا كان بايدن سيوصي إسرائيل بالرد بشكل محدود كما فعل بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل في نيسان/أبريل، رفض الإجابة، قائلًا: "لن أشارك من على هذا المنبر توصيات الرئيس. وسوف تتاح له الفرصة لمشاركتها بشكل مباشر. وسوف نجري، كما قلت، مشاورات مستمرة مع الإسرائيليين بعد ظهر اليوم وفي المساء. ومن المبكر للغاية أن أخبركم بأي شيء علناً فيما يتصل بتقييمنا أو فيما يتصل بتوقعاتنا من الإسرائيليين أو النصيحة التي سوف نقدمها لهم".

وحتى قبل بضعة أسابيع، كان بعض كبار المسؤولين الأميركيين يعتقدون سرًا أن الولايات المتحدة، من خلال جهودها الدبلوماسية والردعية، ساعدت في محاولة "إحباط هجوم إيراني واسع النطاق ضد إسرائيل"، حسبما ذكرت مصادر لشبكة "سي إن إن" الأميركية. 

جو بايدن: "لا تخطئوا، الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بشكل كامل وبالتزام"

لكن الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل يوم الثلاثاء كانت بمثابة تطور آخر في الشرق الأوسط كانت إدارة بايدن تأمل في تجنبه، لكنها لم تستطع. ويبدو أن الضربات الإسرائيلية على العاصمة اللبنانية بيروت الشهر الماضي والتي اغتالت الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ضمنت فعليًا أن إيران ستمضي قدمًا في هجومها ضد إسرائيل.

ووفقًا لمسؤول أميركي كبير، اعتقدت الولايات المتحدة أن إيران ستتدخل في الصراع إذا ما رأت أنها على وشك "خسارة" حزب الله. وبحسب ذلك المسؤول وشخص آخر مطلع على المعلومات الاستخباراتية، فإن التأثيرات المجمعة للعمليات الإسرائيلية ضد حزب الله أدت بالفعل إلى إبعاد مئات المقاتلين عن ساحة المعركة.