قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إن وزارة الداخلية الإسرائيلية تعمل على تنفيذ برنامج لتجنيد الشباب من طالبي اللجوء مقابل منحهم الإقامة الدائمة. واستهلت صحيفة "هآرتس" تحقيقها بالقول: "الحرب أجبرت إسرائيل على أن تُظهر مرونة مدهشة تجاه طالبي اللجوء الذين يعيشون هناك". ووفقًا للخطة، ستقوم السلطات المحلية بتحديد أماكن المجندين، وفي نهاية فترة التدريب، سيتم منحهم وضع "مقيم دائم" رسميًا.
يقول طالب لجوء يبلغ من العمر 21 عامًا: "ربما يعتقد البعض أن هذا استغلال، لكن بالنسبة لي، هذا هو الحلم". وتأتي هذه الخطوة في ظلّ الحرب التي ينفذها الاحتلال في غزة ولبنان وتنذر بنقص نحو 10,000 جندي، بالإضافة إلى رفض الحريديم التجنيد، مما يدفع إسرائيل إلى إظهار مرونة غير متوقعة تجاه طالبي اللجوء، بحسب الصحيفة.
تشير المعطيات إلى أن هناك حوالي 30,000 طالب لجوء أفريقي في "إسرائيل"، معظمهم من إريتريا
وأكدت هآرتس أنه في الوقت الحالي، يقوم وزير الداخلية موشيه أربيل وموظفو مكتبه بإعداد برنامج لتجنيد الشباب من طالبي اللجوء. وستقوم السلطات المحلية بتحديد أماكن تواجد هؤلاء الشبان، بينما تتولى شعبة شؤون الأفراد في جيش الاحتلال الإسرائيلي ووزارة الداخلية عملية تجنيدهم. وفي نهاية خدمتهم العسكرية، سيُمنح هؤلاء المجندون مكانة "مقيم دائم".
وتشير المعطيات إلى أن هناك حوالي 30,000 طالب لجوء أفريقي في إسرائيل، معظمهم من إريتريا، بينهم نحو 8,700 طفل وفتى، و5,000 منهم وُلِدوا في إسرائيل. ومع ذلك، فإن جميع هؤلاء بلا مكانة رسمية، حيث تتنصل إسرائيل من التزاماتها الدولية بمنحهم وضعية طالبي اللجوء.
وتوضح الصحيفة أن هناك جيلًا كاملًا يعتبر نفسه إسرائيليًا على الرغم من عدم اهتمام الحكومة الإسرائيلية بهم. ومع الابتعاد عن مركز المجتمع الإسرائيلي، تتزايد رغبتهم في إثبات انتمائهم. وقال الصحيفة إذ إن في إسرائيل، حيث يُكتسب الانتماء بالدم، يُعتبر الجيش عتبة الدخول والقبول في المجتمع. ويرغب هؤلاء الشباب في تقديم المزيد أكثر مما هي مستعدة لتقديمه لهم. ومن المحتمل أن تُحدث الخطة الحالية تغييرًا في هذه الصورة.
ونقلت الصحيفة عن بعض الشبان من طالبي اللجوء قولهم إنهم يرغبون في الالتحاق بقوات الجيش. وأعربت شابة تبلغ من العمر 18 عامًا، درست في مدارس إسرائيلية، عن رغبتها في التجند قائلة: "جميع أبناء صفي يتجندون، وأتلقى التشجيع للإصرار على ذلك. إنه لأمر مهين أن تخبرني الدولة أنني لست جزءًا من المجتمع بسبب أصولي الإريترية".
كما كشفت الصحيفة في تقرير سابق أن "جهاز الأمن الإسرائيلي يستخدم طالبي اللجوء الأفارقة في المجهود الحربي في قطاع غزة، مما يعرض حياتهم للخطر، مقابل المساعدة في الحصول على مكانة دائمة".