تراوحت نصائح الخبراء العسكريين من كبار الجنرالات الإسرائيليين السابقين فيما يتعلق بالحرب البرية على لبنان، بين الدعوة لتدمير القرى اللبنانية، والتحذير من مرحلة الدبابات المتطايرة والأنفاق المخفية، فيما أكد المراسلون العسكريون على أن الجيش الإسرائيليّ ماض في توسيع الحرب البرية. وقال المحلل العسكري للقناة 13 إن حزب الله ما يزال يثبت أنه جيش منظّم، ويوفر غطاءً ناريًا لقواته في الميدان.
محللة في القناة 13: عملية عسكرية إسرائيلية برية في لبنان.. كيف سيتم تنفيذها، وكيف ستنتهي؟ يجب أن نتذكّر أنه بعد انتهاء حرب 2006 عاد حزب الله إلى قوته سريعًا. في غلاف غزة أيضًا، وبعد حرب 2014، قيل للسكان إنهم في أمان، لكن حصلنا على 7 أكتوبر
واستعرض نير دفوري، مراسل الشؤون العسكرية في قناة 12، التطورات الجديدة في العمليات البرية العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله، مشيرًا إلى انضمام فرقة الجليل 91 للقتال في جنوب لبنان. وقال: "في تصريحات خاصة، أعلن الجيش الإسرائيلي صباحًا انضمام فرقة الجليل رقم 91 للقتال ضد حزب الله في جنوب لبنان. وتُعتبر هذه الفرقة هي الثالثة التي تشارك في العمليات البرية التي بدأت قبل أسبوع. وأكد المتحدث العسكري في بيانه أن فرقة الجليل 91 قد شرعت في عملية برية محدودة، موجهة نحو أهداف معينة في جنوب لبنان."
الاجتياح البري يتوسّع تدريجيًا
وأضاف دفوري أن القوات، بما في ذلك لواء الاحتياط الثالث، ولواء الاحتياط الثامن، ولواء الناحال الشمالي 228، بدأت تنفيذ عملية ميدانية مركزة في المنطقة.
وأشار إلى أنه يمكن القول أن "العملية البرية الإسرائيلية في لبنان ستشهد قريبًا توسّعًا إضافيًا، ولكن ذلك لا يعني التوغل نحو بيروت أو الدخول العميق في الأراضي اللبنانية، بل ستزداد القوات في منطقة خط التماس. وهناك كميات هائلة من الأسلحة في المنطقة، وكشف لنا أحد المصادر أن الجيش قد اكتشف العديد من صواريخ الكورنيت المضادة للدروع، بما يكفي لتدريب جميع وحدات الكوماندوز الإسرائيلية على استخدامها، والعملية ستستمر في التوسّع تدريجيًا."
فقدنا 9 جنود للآن.. شدة الاشتباكات فاجأتنا
وتناول شارون روعي، محلل الشؤون العسكرية في قناة كان 11، التطورات الميدانية في العمليات العسكرية البرية، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه الجيش بالقول: "الجيش يستعد لتوسيع العملية البرية عبر زيادة القوات المشاركة في العمليات بجنوب لبنان. وبالنسبة للجيش والمخابرات، يجب الاستمرار بنفس الزخم. حتى الآن، وبعد مرور خمسة أيام على بدء العملية البرية، فقدنا تسعة جنود. فوجئت القيادة بحجم ما يواجهونه، حيث يجري الحديث عن اشتباكات مباشرة مع عشرات المنشآت المحصنة، خاصة في مواقع متقدّمة بالقرى على خط المواجهة. الجيش بدأ يكتشف العدد الكبير من هذه المواقع. الظروف على الأرض تتطلّب الحذر، المنطقة وعرة وصعبة، والاشتباكات ليست كما تقوم بها الطائرات عبر إلقاء القنابل والعودة. هذه العمليات الميدانية تؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى."
نحن في البداية والثمن مرتفع!
أما يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات في الجيش سابقًا، فقد سلّط الضوء في مقابلة مع القناة 12 على المخاطر التي تحملها العمليات العسكرية البرية، قائلًا: "نحن في بداية العملية البرية، والثمن مرتفع منذ الآن. ومن الواضح أن هذه المرحلة تختلف تمامًا عمّا قمنا به في لبنان حتى الآن، فالمعارك على الأرض تختلف عن القصف المتبادل. مسألة الاشتباك المباشر معقدة للغاية. ورغم الخبرة التي اكتسبتها القوات في غزة، إلا أن الجغرافيا في لبنان تختلف كثيرًا، كما أن العدو هنا مختلف، والتكتيكات كذلك مختلفة. المعركة في لبنان ليست مشابهة لتلك التي جرت في غزة، وللأسف الشديد، فإن الثمن الذي ندفعه الآن ناتج عن التورط في نيران كثيفة، ما يتطلّب تكيّفًا سريعًا مع هذا النوع من القتال".
يجب أن نكون أكثر حذرًا وأقل تفاؤلًا
وناقش زوهر بلتي، رئيس إدارة المعلومات الاستخباراتية في الموساد سابقًا، في لقاء مع القناة 12 التحديات الاستخباراتية التي تواجه إسرائيل، مشيرًا إلى تاريخ طويل من التحضيرات.
وقال إن حزب الله تمكّن من ضرب عملية كانت إسرائيل تحضر لها منذ 20 عامًا، حيث شارك في إعدادها 4 رؤساء موساد وأربعة رؤساء أركان. تعاملت الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية مع هذا المشروع بجدية بالغة، وتمكنا من تحقيق نجاح جزئي من خلال القضاء على جيل كامل من القادة والمعرفة التي تراكمت في آخر 30 سنة. ولكن هناك 'لكن' كبيرة؛ نحن نتعامل مع عمق لبنان، حيث السكان الشيعة متجذرون، ولم نصل بعد إلى الأنفاق المفخخة أو إلى مرحلة تطاير الدبابات جراء تفجيرها كما حدث في حرب لبنان الثانية 2006. يجب علينا أن نكون أكثر حذرًا وأقل تفاؤلًا".
فجوة بين المعلومات الاستخبارية والميدان
كما تطرق يوسي يهوشوع، محلل الشؤون العسكرية في القناة I24إلى الفجوة بين المعلومات الاستخباراتية والواقع الميداني، مؤكدًا على احتمال وقوع المفاجآت.
وقال إنه ورغم توفر الكثير من المعلومات الاستخباراتية حول خط المواجهة، إلا أن القوات واجهت قدرات أكبر مما كان متوقعًا على مستوى المنشآت التي تستخدم للوصول إلى القرى. ورغم كل التقديرات السابقة وعمليات التطهير التي نفذتها الوحدات الخاصة، تم رصد عدد كبير من المنشآت التي لم يكن من المتوقع أن العدو قد تمكن من بنائها.
يجب أن لا نُظهر الرحمة!
وطالب اللواء احتياط أمنون أسولين، قائد اللواء 7 في حرب 2006، باستهداف القرى بالقوة خلال المعارك، بقوله: "حزب الله لا يبدو في عجلة للهروب من هناك، ويجب أن ندخل إليه بقوة. يحظر علينا أن نُظهر الرحمة في هذه المعركة. لا يمكن اعتبار مارون الراس قرية، فهي حصن عسكري يجب تسويته بالأرض، وباستخدام القوة الكافية. ومع ذلك، يجب على الإسرائيليين أن يكونوا مستعدين لسقوط قتلى وجنود مصابين كما حدث في الأيام السابقة."
تكتيكات حزب الله
تحدث أور هيلر، مراسل الشؤون العسكرية في قناة 13، عن تكتيكات حزب الله في مواجهة القوات الإسرائيلية، مشيرًا إلى تطورات خطيرة. وقال إن التقديرات تشير إلى أن المئات من مقاتلي الرضوان يحاولون ضرب القوات من الخلف، ويتحركون في خلايا صغيرة تضم ما بين اثنين إلى ثلاثة. في الجيش، هناك أوامر صارمة بمنع أي اختطاف للجنود، ولذلك يمنع على أي جندي العمل بمفرده. التوقعات تشير إلى أن العملية ستستمر عدة أسابيع على الأقل.
وناقش ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في قناة 13، تأثير العمليات العسكرية على الجنود الإسرائيليين، مشيرًا إلى التحديات الميدانية.
وقال إن "حزب الله لا يزال يثبت أنه جيش منظم، حيث يوفر غطاء ناريًا لقواته، وتجلى ذلك في المعارك خلال الأيام الماضية عندما استهدفت قوات الإنقاذ التي تم استدعاؤها لمنع عملية خطف جثة الجندي القتيل من وحدة إيغوز. وفي حادثة أخرى، أصاب صاروخ مضاد للدروع جنودًا من لواء جفعاتي، وأسفر عن مقتل جنديين. حتى الآن، تم الإعلان عن أسماء 8 جنود قُتلوا في المعارك. العملية المحدودة بدأت تكلف الجيش ثمنًا باهظًا، وهذا يتزامن مع توسع العمليات إلى مناطق أخرى. والجيش يواجه تحديًا كبيرًا من حزب الله الذي يتصرف كجيش نظامي.
وأضاف: السؤال الأساسي هنا: هل سيتمكن الجيش والحكومة من الحصول على الشرعية اللازمة لتدمير القرى اللبنانية؟ تلك القرى هي المأوى الرئيسي لمقاتلي الرضوان، وإذا تركناها كما هي، سيعودون إليها مجددًا. حتى الآن، لم يُتخذ قرار، وتتركز العمليات حاليًا على تفكيك المنشآت التي يستخدمها حزب الله، سواء فوق الأرض أو تحتها، دون تدمير شامل للقرى.
تحذير من الإخفاق القادم!
وحذرت نتنالي شيم توف، المحللة السياسية في قناة 13، من التحديات المستقبلية المحتملة التي قد تفرضها العمليات العسكرية البرية.
وقالت: "أريد أن أحذر من الإخفاق القادم. إسرائيل بدأت هذا الأسبوع عملية برية في لبنان، وهي خطوة إلزامية وضرورية، ولكن يجب الانتباه إلى أن العملية البرية نفسها ليست إنجازًا".
وأضافت: السؤال الأساسي هو: كيف سيتم تنفيذها، وكيف ستنتهي؟ يجب تذكّر أنه بعد انتهاء حرب لبنان الثانية، عاد حزب الله إلى قوته سريعًا. في الجنوب أيضًا، بعد عملية الجرف الصامد 2014، قيل للسكان إنهم في أمان، لكن في النهاية، حصلنا على "7 أكتوبر".