09-سبتمبر-2020

دفعت الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها السلطة الفلسطينية، أهالي قرية دير أبو مشعل غرب رام الله، إلى المبادرة لجمع التبرعات من المجتمع المحلي لبناء صفوف مدرسية وترميم الممرات القديمة في مدرسة سعدات علان الثانوية المختلطة.

معلمو مدرسة سعدات علان في دير أبو مشعل بنوا بأيديهم صفوفًا وغرفة للمعلمات كانوا بحاجتها

لكن اللافت في الأمر، أن من تكفل بأعمال البناء هم معلمو المدرسة أنفسهم، مستفيدين من فترة تعطل المدارس التي قررتها الحكومة الفلسطينية لمحاربة تفشي فايروس كورونا.

يقول مدير المدرسة إبراهيم البرغوثي، إنهم بادروا لبناء غرف صفية في المدرسة كانوا بحاجة لها مع بداية العام الدراسي، عدا عن حاجتهم إلى غرفة للمعلمات.

وأوضح البرغوثي لـ الترا فلسطين، أنهم أعلنوا عن يوم مفتوح في القرية لجمع التبرعات من الأهالي، وفوجئوا من حجم الإقبال من الصغار قبل الكبار، ومن لم يتبرع في نفس اليوم تواصل معهم لاحقًا للتبرع. أما من لم يستطع التبرع، فتطوع في البناء.

من لم يتبرع في نفس اليوم تواصل معهم لاحقًا للتبرع. ومن لم يستطع التبرع، تطوع في البناء

وأضاف، أنهم في شهر نيسان/إبريل الماضي، استثمروا تعطيل الدوام بسبب الجائحة وبدأوا العمل لبناء الغرف الصفية الجديدة على مساحة تقدر بحوالي 270 مترًا، من ضمنها ممرات وموزع حسب المواصفات والمقاييس المطلوبة في المدارس.

وتابع، "بدأنا بالحفر وصب القواعد والأعمدة ثم تعطلنا لفترة. والآن عدنا للعمل وبدأنا بأعمال السقف".

تجاوزت تكلفة البناء قبل التشطيب، 300 ألف شيقل، وفق البرغوثي، وهو مبلغ ليس بالبسيط في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، لكن تم جمع كامل المبلغ مع ما يلزم من أموال للتشطيب.

تجاوزت تكلفة البناء قبل التشطيب، 300 ألف شيقل، لكن تم جمع المبلغ بالكامل

كما تم ترميم الممرات التي تصل بين الغرف الصفية في الطوابق الثلاثة، بحيث تم تبليط 150 مترًا، ودهان الجدران المفتوحة داخل الممرات التي تتعرض للأمطار.

وبيّن البرغوثي، أن المعلمين، وبشكل خاص من أبناء القرية، تواجدوا منذ البداية بشكل يومي، حيث عملوا على تنظيف القواعد وتربيط الأعمدة والطمم بعد صب القواعد والجسور، وكذلك في كل شيء يتعلق بالبناء، كانت مشاركتهم حسب طبيعة العمل.

وأشار إلى أن معظم المعلمين لديهم خبرات في أعمال البناء بسبب الظروف الصعبة التي تطلبت منهم أعمالاً إضافية، مبينًا أنه بقي لديهم الآن أعمال التشطيب بعد أن توفر كل ما يلزم.


اقرأ/ي أيضًا: 

دير أبو مشعل.. القرية التي لا تهدأ

صور | ريان وسميح.. حب بنكهة مخيم شاتيلا

دلالات: