21-يناير-2019

جالسة بين أطفالها وعائلتها والابتسامة لا تفارق وجهها، هكذا استقبلتنا الأسيرة افتكار جمال كميل (25 عامًا) في بيتها ببلدة قباطية جنوب جنين، عقب الإفراج عنها بعد ثلاثة أشهر من اعتقالها على معبر قلنديا شمال القدس المحتلة، خلال توجهها للصلاة في المسجد الأقصى.

تقول افتكار عن اعتقالها إنها كانت في رحلة عائلية إلى القدس وللصلاة في المسجد الأقصى، عندما احتجزها جنود الاحتلال وفتّشوها وأغراضها "كان معي سكين في الحقيبة قبل وصول الحاجز وضعتها بعلبة الشيبس من الخوف وعندما عثروا عليها اعتقلوني".

وتشير إلى أن جنود الاحتلال احتجزوها على الحاجز طوال اليوم، وأجروا معها تحقيقًا ميدانيًا، ولم يصدّقوا أن السكين التي معها لتقطيع الفواكه خلال الرحلة.

وعن إعادة اعتقالها بعد انتشار خبر الإفراج عنها تعلّق افتكار أن ضابط مخابرات الاحتلال طلب منها في نهاية اليوم الاتصال بعائلتها وإخبارهم أنه سيتم الإفراج عنها وطلبت منهم أن يأتوا إلى الحاجز لأخذها.

وتضيف: "عندما تحدثت مع زوجي وطلبت منه الحضور لأخذي، صار الضابط يضحك بصوت مرتفع وعندما انتهت المكالمة قال لي، يلا يلا ع السجن، سيتم تحويلك للمحكمة من أجل تقديم لائحة اتهام".

ويؤكد زوجها على كلامها بالقول إن مخابرات الاحتلال اتصلوا عليه وأخبروه أنهم سيفرجون عن زوجته وطلبوا منه إحضار كفيل يحمل الهوية الزرقاء لكفالتها، ويضيف: "بالفعل أرسلنا كفيلين وذهبنا لإحضارها وبعدها أخبرونا أنه سيتم تحويلها للمحكمة.

بالنسبة لافتكار لم تتوقف مضايقات الاحتلال هنا، بل استمر الأمر في غرف التحقيق، ليس بأسلوب المحققات وتعاملهن السيء فقط، بل بمحاولات إجبارها على الاعتراف بأمور لم تقم بها، لاختلاق لائحة اتهام لإدانتها.

وتقول افتكار إن المحققين استغلوا حياتها الشخصية وحاولوا التضييق عليها من خلال طرح أسئلة شخصية لها، وتهديدها بعائلتها، "طوال فترة التحقيق كانوا يقولون لي أهلك يكرهونك وعائلتك لا تريدك.. انتِ فضحتيهم".

وتشير إلى أنهم سألوها أسئلة متعلقة بحسابها الشخصي على "فيسبوك" وعن مصدر الصور والمنشورات التي نشرتها على حسابها، وأنهم بحثوا في سجل البحث على هاتفها الشخصي وسألوها إن كان هناك علاقة شخصية بينها وبين أصحاب الصفحات التي أخذت منهم المنشورات والصور التي نشرتها على صفحتها الشخصية.

وتبيّن أنها تعرضت للعزل عدة مرات خلال اعتقالها وخاصة فترة التحقيق، ووضعت في غرفة صغيرة تفتقر لأدنى مقومات الحياة، وكانت تتعرض لضغط نفسي أكثر من الجسدي، "السجن بارد ولا يوجد به أغطية كافية، لا يوجد به شيء (..) كنت مشتاقة لبناتي ولزوجي ولأهلي".

وعن ظروف الأسيرات تشير إلى أنهن يعشن ظروفًا صعبة نفسيًا وجسديًا. وتقول إنها ستظلّ تفكر فيهنّ طوال الوقت "كل شيء بحياتي الآن هن محرومات منه، محرومات من أطفالهن ومن حياتهن.. هذا الموضوع مش سهل".

وعن أصعب الفترات التي عاشتها الأسيرات أثناء الإضراب ضد اضطهاد الأسيرات ورفضًا للكاميرات التي وضعتها إدارة مصلحة السجون في معتقل "هشارون"، تقول افتكار كميل: "مثلًا إسراء جعابيص عاقبها الاحتلال بحرمانها من الزيارة لمدة شهر فقط لأنها كانت ترسم على الحيطان".

وتستذكر افتكار "اللحظات الصعبة" التي عايشتها الأسيرات مع أم الشهيد أشرف نعالوة لحظة سماعها خبر استشهاده. وتقول: وقفنا جميعًا بجانبها وجعلناها أقوى.. مرات تأتيها لحظات تقول فيها إن أشرف على قيد الحياة، هذه فترة قاسية؛ كُنّا نذهب عندها ونخفف عنها ونواسيها.

وتختم افتكار حديثها بالقول إن وجود الأسيرات إلى جانب بعضهن البعض هو ما يعطيهن الأمل ويدفعهن لاحتمال قسوة الأسر وفراق الأهل، "نمنح بعضنا الأمل لنكون أقوى، نصبّر ونقف بجانب بعضنا البعض في كل لحظة ضعف أو يأس تمر بها إحدى الأسيرات".


اقرأ/ي أيضًا:

اعتقال شابة من قباطية بعد قليل من الإفراج عنها