22-أغسطس-2017

بينما كان الصيّاد الغزيّ جهاد السلطان، يحاول لملمة شباك صيده، في عُرض البحر، علِقت قنينة زجاجيّة في شبكته، وبداخلها رسالة نصيّة وبعض الزهور، تبيّن لاحقًا أنّها قطعت نحو 800 كيلومتر لتصل شواطئ القطاع المُحاصر.

بريطانيان بعثا برسالتهما بينما كانا يستجمّان في جزيرة رودس اليونانية، فوصلت شواطئ غزة

"مرحبًا.. شكرًا لالتقاط الزجاجة من الماء.. نحن نقضي إجازتنا في جزيرة رودس اليونانية؛ وأردنا أن نعرف إلى أيّ مدىً يمكن أن تصل الزجاجة بالرسالة الموجودة في داخلها، ولو كانت الناحية الأخرى من شاطئ الجزيرة". هكذا هي إذًا قصّة الرسالة التي بعث بها البريطانيّان، بيثاني رايت (22 عامًا)، وزاك مارينار (25 عامًا)، في الرابع من تموز/ يوليو الماضي، وأرفقا معها بعض الزهور، وعنوانًا بريديًا، لعلّهما يحصلان على إجابة تُفيد بالمكان الذي انتهت إليه الرسالة.

وقال الصياد جهاد السلطان: "كانت هذه أول رسالة تصلني وفيها عنوان بريد إلكتروني وتوقيع باسم زاك آند بيث".وتواصل الموقع الأمريكي الذي حصل على نص الرسالة مع الشخصين اللذين كتباها وهما الطالبة البريطانية بيثاني رايت، البالغة من العمر 22 عامًا، وصديقها الطبيب زاك مارينار،البالغ من العمر 25 عامًا.

"بيث" كانت كتبت غبر فيسبوك في يوم إرسال الرسالة (4 تموز/ يوليو)، "هذا اليوم كتبنا رسالة في زجاجة لإرسالها عبر البحر"، وأرفقت منشورها بصورة الرسالة داخل الزجاجة مع بعض الزهور. وبعد شهر من إرسال ترك الرسالة، وتحديدًا في (15 آب/ اغسطس) وصلت إلى شباك الصيّاد السلطان (54 عامًا)، الأب لسبعة أطفال، وهي المرّة الأولى التي يتلقى بها رسالة بهذا الشكل، وفق ما يقول.

 الصيّاد تفاءل من فكرة أنّ التيار بوسعه أن يحمل رسالة مبهجة إلى مياه مضطربة تحت الحصار الإسرائيلي

ورد الصياد السلطان برسالة إلى العنوان الموجود فكتب: "مرحبًا من فلسطين إلى بيث وزاك، وصول الرسالة إليّ يعتبر من ألطف وأحب الأمور التي حصلت لي في حياتي، وأشعر بسعادة غامرة عندما أجد أشخاصًا مثلكم في الحياة، وأتمنى لكم الحظ الجيد".

وأضاف في ردّه: "شعرت كصياد بأن هذه الرسالة سافرت وقطعت حدودًا، ومياهًا دولية بدون عوائق، بينما نحن نُمنع من تجاوز مسافة ستة أميال في البحر".


اقرأ/ي أيضًا:

الصيادون في غزة.. عُزلة وحربٌ في الظلمات

رسائل صغيرة كبيرة!

عادل المشوخي للفلسطينيين: خلّوني أغنّي!