30-يوليو-2024
تصعيد ورد على اغتيال القيادي طالب سامي عبدالله

كشفت رويترز اليوم الثلاثاء، نقلًا عن 5 مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة تسعى جاهدة لمنع إسرائيل من شنّ ضربات على بيروت أو البنية التحتية المدنية الكبرى في لبنان، بعد هجوم صاروخي مميت في مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة. 

وقالت رويترز إن هذه المساعي تأتي لدرء اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، بعد مقتل 12 شخصًا في مجدل شمس، والذي يدعي الاحتلال أن حزب الله وراءه فيما ينفي الأخير.

أكدت مصادر دبلوماسية من الشرق الأوسط وأوروبا أن إسرائيل لم تلتزم بتجنب ضرب بيروت أو بنيتها التحتية المدنية

وألقى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل باللوم على حزب الله في هذا الهجوم، رغم نفي الحزب لمسؤوليته. وأفادت المصادر أن الجهود الدبلوماسية تركّز على تقييد رد إسرائيل ومنعها من استهداف المناطق المأهولة بالسكان في بيروت وضواحيها الجنوبية، والبنية التحتية الرئيسية مثل المطارات والجسور.

وصرح نائب رئيس البرلمان اللبناني، إيلياس بو صعب، الذي كان على اتصال بالوسيط الأمريكي آموس هوكستين منذ أحداث مجدل شمس، لوكالة رويترز أن إسرائيل يمكنها تجنب تصعيد كبير بتجنب استهداف العاصمة ومحيطها. وأضاف: "إذا تجنبوا المدنيين وتجنبوا بيروت وضواحيها، فيمكن لهجومهم أن يكون محسوبًا جيدًا".

من جهتها، أكدت مصادر دبلوماسية من الشرق الأوسط وأوروبا أن إسرائيل لم تلتزم بتجنب ضرب بيروت أو بنيتها التحتية المدنية. فيما لم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على طلب للتعليق، ورفض حزب الله التعليق أيضًا.

وأوضحت المصادر أن هذه الجهود تهدف إلى تحقيق نهج مشابه للذي احتوى تبادل الصواريخ والطائرات بدون طيار بين إسرائيل وإيران في نيسان\أبريل الماضي، الذي اندلع بعد ضربة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق.

وأفاد مسؤول إيراني بأن الولايات المتحدة نقلت رسائل إلى طهران تحذر فيها من أن تصعيد الوضع سيكون ضارًا لجميع الأطراف. 

أكد دبلوماسي فرنسي أن باريس أيضًا تشارك في تمرير الرسائل بين إسرائيل وحزب الله بهدف تهدئة الوضع

تجدر الإشارة إلى أن آخر حرب كبرى بين إسرائيل وحزب الله كانت في عام 2006، حيث قصفت القوات الإسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت ومطار بيروت والبنية التحتية اللبنانية الأخرى، مما ألحق دمارًا واسعًا.

وفي هذا السياق، أكد دبلوماسي فرنسي أن باريس أيضًا تشارك في تمرير الرسائل بين إسرائيل وحزب الله بهدف تهدئة الوضع. 

وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية لم تغير أي تعليمات للمواطنين، مما يشير إلى أن الجيش لا يتوقع خطرًا وشيكًا من حزب الله أو أي جماعة أخرى.

يُذكر أن مجلس الأمن الإسرائيلي، الذي يتألف من 10 وزراء ويحدد سياسة الحرب في غزة وحزب الله، منح رئيس الوزراء ووزير جيشه الصلاحية "لتحديد طريقة وتوقيت الرد" ضد حزب الله. 

جاء هذا القرار بعد امتناع شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف عن المطالبة بحرب شاملة، مما يشير إلى أن إسرائيل قد اختارت ردًا أقل من الحرب الشاملة التي دعا إليها بعض السياسيين.

وقد أصدر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بيانًا شديد اللهجة بعد أحداث مجدل شمس، مطالبًا برد قوي. وكتب على منصة إكس: "يجب أن يدفع (زعيم حزب الله السيد حسن) نصر الله برأسه ثمناً لمقتل الأطفال. يجب أن يدفع كل لبنان الثمن".