10-يونيو-2020

في العادة يعرض بائع الفواكه والخضار بضاعته على "البسطة" وينادي على المارين ليشتروا منه، لكن ما جرى في رام الله اليوم هو العكس، حيث بدأ عدد من المواطنين بالتوافد إلى رصيف الشارع المحاذي لمركز خليل السكاكيني، ينتظرون تحت أشعة الشمس وصول حمولة البطيخ والشمام القادمة من الأغوار.

مبادرات لتسويق بطيخ الأغوار في الضفة الغربية نجحت في بيع 15 طنًا من البطيخ

لم ينتظر هؤلاء وصول البطيخ والشمام ما يزيد عن النصف ساعة طمعًا بالجودة أو السعر، فالبضاعة مكدسة في الحسبة "على قفى مين يشيل"، وإنما رغبة منهم في شراء منتجات فلسطينية لتعزيز صمود المزارعين في الأغوار الشمالية المهددة بالضم من قبل سلطات الاحتلال.

اقرأ/ي أيضًا: البطيخ الإسرائيلي يغرق الأسواق.. وبطيخ الأغوار يتلف في أرضه

وشرع عدد من المتطوعين الشباب من مبادرات متعددة منذ حوالي أسبوع بتسويق بطيخ الأغوار، بعد نشر تقارير إعلامية تحذر من تلف البطيخ الفلسطيني في الأغوار، بسبب إغراق السوق الفلسطيني بالبطيخ الإسرائيلي.

ويعلن هؤلاء المتطوعون عبر حساباتهم الشخصية على موقع "فيسبوك" عن المناطق المنوي تسويق البطيخ بها في مختلف مدن الضفة الغربية.

سامي عركني، تابع أحد هذه الإعلانات، وحضر باكرًا إلى مركز خليل السكاكيني بانتظار وصول البطيخ من الأغوار. يقول لـ الترا فلسطين، إنه قرأ الإعلان وما يهمه هو دعم المزارعين بسبب معاناتهم، حتى أنه على استعداد للشراء ودفع الثمن ولو لم يكن بالجودة المطلوبة، المهم أن يدعم من يعاني في الأغوار ليلاً ونهارًا.

بدا عرنكي متبسمًا عندما حصل على بطيختين، التفت إلينا قائلاً: "كنت على ثقة تامة بأن البضاعة جيدة، وكنت على استعداد لانتظارها لوقت أطول".

مبادرتا "شراكة التطوعية" و"حكي القرايا" من المبادرات التي تعمل بشكل يومي على تسويق البطيخ الفلسطيني، وذلك بلعب دور الوسيط بين المزارعين في الأغوار والمواطنين في مختلف المدن.

فريد طعم الله، من هؤلاء المتطوعين، يقول لـ الترا فلسطين، إنهم زاروا الأغوار الشمالية وعاينوا عجز المزارعين عن تسويق منتجاتهم، ثم أطلقوا مبادرة لتسويق هذه المنتجات.

مبادرات هدفها دعم مزارعي الأغوار، ونشر ثقافة مقاطعة منتجات الاحتلال

وأضاف طعم الله، أنهم نجحوا في بيع أكثر من 15 طنًا من البطيخ، عدا عن توزيع أرقام المزارعين على التجار لتسهيل التواصل المباشر بينهم.

وأشار إلى أن للمبادرة أكثر من هدف، أولها خدمة المزارع وحمايته وعمل حاضنة شعبية لمنتجاته، وثانيها خدمة المستهلكين في المدن ممن لا يستطيعون الوصول للمنتج الفلسطيني، هذا إضافة إلى محاربة المنتجات الإسرائيلية ونشر ثقافة مقاطعتها.

وتابع، "نحن نتعامل الآن مع ثلاثة مزارعين في الأغوار الشمالية، اثنان منهم كانوا على وشك خسارة الموسم إلا أننا خففنا من هذه الخسارة، والمزارع الثالث لديه منتوج يكفي لنحو أسبوع سوف نساهم في تسويقه، وبعد ذلك سوف نقوم بتسويق بطيخ محافظة جنين الذي شارف على النضوج".

وكان الترا فلسطين نشر تقريرًا حول الخسائر الفادحة التي يتعرض لها بطيخ الأغوار، بسبب إغراق السوق بالبطيخ الإسرائيلي، حيث بقي 70% من بطيخ الأغوار في أرضه، بينما تم بيع 30% بأقل من سعره بسبب البطيخ الإسرائيلي.