21-أكتوبر-2019

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

صدر مؤخرًا في إسرائيل كتابٌ بعنوان "النذير" للصحفي الإسرائيلي شمعون شفير، وهو سيرةٌ ذاتية لعاموس غلعاد الذي شغل على مدار أربعة عقود مناصب رفيعة في الاستخبارات العسكرية ومناصب سياسية في وزارة جيش الاحتلال.

تكمن أهمية الكتاب المكون من 248 صفحة في أنه يقدم رواية للأحداث من وجهة نظر شخصية استخباريةٍ وسياسيةٍ كانت تقريبًا ضالعة في معظم الأحداث الأمنية والعسكرية والاستخبارية خلال العقود الأخيرة، سواءً من وراء الكواليس أو في واجهة الأحداث.

يخلص غلعاد في كتابه إلى أن الديمقراطة في العالم العربي "تشكل خطرًا على إسرائيل"، معتبرًا أن العملية الديمقراطية عند العرب لا تؤدي إلى صعود قوى معتدلة ستحافظ على التوازنات، بل ستُصدر أحزابًا مثل الإخوان المسلمين وحماس. وأضاف أن هذه النتائج "ستؤدي إلى عدم استقرار وفوضى، وهذا يشكل خطرًا على الأمن القومي".

وقال غلعاد: "توصلت إلى استنتاج منذ فترة ليست قصيرة مفاده أن إسرائيل يتوجب عليها تطوير علاقات مع الأنظمة المستقرة حتى لو بدا ذلك فظيعًا، ولكن هذا هو الواقع، لأن البديل هي أنظمة حكم خطيرة، ولو أن الإخوان المسلمين كانوا يحكمون مصر اليوم لأبرموا تحالفًا مع تركيا وكنا سنواجه الآن مخاطر جمة".

وأضاف، "نحن نستمتع الآن بفترة مريحة جدًا تسود فيها علاقاتٌ رائعةٌ مع دولٍ عربية، خصوصًا علاقاتٍ أمنية وعلاقات أخرى من تحت الرادار. وهذه العلاقات ناجحة على نحو يثير الإعجاب، ونجحت في الحفاظ على الاستقرار رغم الربيع العربي، ورغم كل التحولات الخطيرة التي وقعت".

في مطلع الكتاب الذي استمر إعداده أكثر من عامين، يقدم غلعاد تصورًا مبنيًا على ذاكرته عن طبيعة العلاقات التي ربطت إسرائيل بحزب الكتائب اللبنانية، وعلاقة الحزب بالتهريب في لبنان، وبالمافيا الإيطالية. ويضع أمام القارىء فرصة نادرة تتضمن تشخيصًا لطبيعة الشخصيات القيادية في الكتائب التي تعاونت مع إسرائيل.

يُسلط غلعاد الضوء على "الحفلات الحمراء" التي ينظمها جهاز المخابرات الاسرائيلية "الموساد" لحلفائه، ويتخللها عرض أفلام إباحية.

وبصفته رئيسًا لشعبة الدراسات في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية بعد إبرام اتفاق اوسلو، يزعم غلعاد أنه قدم إنذارًا يفيد أن الرئيس الراحل ياسر عرفات يستعد لإطلاق مواجهة مع إسرائيل، وقد تجلى ذلك في انتفاضة الأقصى.

وشغل غلعاد منصب منسق أعمال جيش الاحتلال في الضفة، وخلال ذلك أجرى محادثاتٍ مطولة مع الرئيس محمود عباس، إضافة لمحادثات مع عبد الفتاح السيسي خلال فترة الانسحاب من قطاع غزة، قبل أن يُصبح رئيسًا لمصر.