الترا فلسطين | فريق التحرير
اعترف غالبية خبراء الأمن والاستخبارات الإسرائيليين، وهم ضباط سابقون في جيش الاحتلال والشرطة و"الشاباك"، بأن عودة الانفجارات لتضرب في القدس أعاد بسرعة البرق حالة الرعب التي كانت سائدة في المدينة خلال الانتفاضة الثانية، حيث بلغ الشعور بالأمن الشخصي أدنى مستوياته، لأن المدينة كانت الهدف الأكبر للعمليات التفجيرية.
العبوات الناسفة المستخدمة في العملية المزدوجة أعدت بطريقة احترافية من الناحية الكيماوية والالكترونية وأضيف لها مسامير لزيادة عدد المصابين
زراعة العبوات الناسفة الموجهة عن بُعد يوصف لدى الخبراء الأمنيين بأنه "حرب أشباح"، إذ يملك المنفذ زمام المبادرة بينما المستهدف يكون في دائرة رد الفعل. ولا تصل مثل هذه العمليات مرحلة التنفيذ إلا بعد الفشل الجهد الاستخباري الوقائي المتواصل الذي يقع على عاتق جهاز "الشاباك" في مثل هذه الحالة، إضافة إلى إخفاق العمل الشرطي في موقع التفجير، ما يتيح للمنفذ رصد المكان ثم زرع العبوة والانسحاب بانتظار لحظة التنفيذ.
وكشف مصدرٌ في شرطة الاحتلال للإذاعة العامة أن العبوات المستخدمة في العملية كانت كبيرة نسبيًا، وأضيف لها مسامير وشظايا لمضاعفة قوة الانفجار وعدد المصابين. بينما قال مصدرٌ كبير في قسم المتفجرات لصحيفة "يسرائيل هيوم" إن العبوات الناسفة المستخدمة في العملية أعدت بطريقة احترافية من الناحية الكيماوية والالكترونية.
ويستغرق تنفيذ عملية تفجيرية مزدوجة مثل التي حدثت اليوم استعدادات تستمر لأسابيع طويلة، بدءًا من تجميع مكونات العبوات ثم تصينعها ثم جمع معلومات استخبارية تسبق التنفيذ، وفي كل هذه المراحل فشلت الجهود الاستخبارية في رصد القائمين على العملية. كما أن نجاح العملية يعني أن "الشاباك" وشرطة الاحتلال والجيش يقفون أمام عمل منظم، وعليهم الاستعداد لتقسيم جهودهم لمواجهة العمليات المنفردة والمنظمة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول أمني قوله إن طبيعة التفجير وتوقيته (حيث تشهد محطات الحافلات تواجدًا كبيرًا للمستوطنين) يشيران لوجود بنية تحتية خطيرة وكبيرة وراءه، قادرة على جمع معلومات استخباراتية وتملك متفجرات وإمكانية زراعتها.
يستغرق تنفيذ عملية تفجيرية مزدوجة مثل التي حدثت اليوم استعدادات تستمر لأسابيع طويلة، بدءًا من تجميع مكونات العبوات ثم تصينعها ثم جمع معلومات استخبارية تسبق التنفيذ، وفي كل هذه المراحل فشلت الجهود الاستخبارية
وفي أحدث إحصائية حول العملية، أفادت "يديعوت أحرنوت" بمقتل مستوطن وإصابة 26 آخرين، بينهم اثنان بحالة خطيرة جدًا.
ووقعت العملية الأولى بحدود الساعة السابعة صباحًا في محطة الحافلات المركزية غرب القدس، ثم بعدها بنصف ساعة تقريبًا وقع التفجير الثاني في محطة حافلات عند مفرق راموت.
وقال قائد شرطة الاحتلال إن التحقيقات تجري الآن لمحاولة معرفة إن كان شخصٌ واحدٌ أو أكثر قام بزرع العبوات الناسفة، ثم لمعرفة هوية المسؤولين عن العملية، مضيفًا: "لم نشاهد مثل هذه العمليات منذ 20 سنة (..) ونسابق الزمن لمنع الانفجار المقبل، وقد تم تعزيز قوات الشرطة في القدس بإحضار قوات من مناطق أخرى".
وأعلنت شرطة رفع حالة التأهب، وباشر المئات من عناصرها بتمشيط محطات الحافلات والقطارات بحثًا عن عبوات ناسفة يُحتمل أن تكون قد وضعت لتنفيذ المزيد من التفجيرات.
طبيعة التفجير وتوقيته (حيث تشهد محطات الحافلات تواجدًا كبيرًا للمستوطنين) يشيران لوجود بنية تحتية خطيرة وكبيرة وراءه
وبحسب الإذاعة العامة، فإن هناك إنذارات ساخنة لدى الشرطة حول نية جهات فلسطينية تنفيذ عمليات في القدس الساعات المقبلة. ودعت شرطة الاحتلال، المستوطنين، عبر الإذاعة العامة، إلى التحلي باليقظة والإبلاغ بسرعة عن أي أجسام مشبوهة للتعامل معها.
يُذكر أن آخر عملية تفجير شهدتها مدينة القدس كانت في شهر نيسان/ابريل 2016، ونفذها الشهيد عبد الحميد أبو سرور في حافلة إسرائيلية وأوقعت عددًا من القتلى والجرحى، واستشهد في الموقع.
وفي عام 2019، وقعت عملية تفجير في عين بوبين قضاء رام الله، أسفرت عن مقتل مستوطنة وإصابة آخرين، وتم اعتقال أعضاء الخلية المسؤولة عن العملية، وينتمون للجبهة الشعبية.