حاملًا حقيبة احتوت زجاء ماء ومحفظة، ونسخة من القرآن الكريم؛ خرج الشاب عمر العبد منفّذ عمليّة "نيفي تسوف/حلميش"، من قريته كوبر شمال رام الله، مشيًا على الأقدام، لمسافة تزيد عن كيلومترين ونصف. موقع "واللا" العبري نشر تفاصيل العمليّة التي أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة آخر.
المتحدّث باسم جيش الاحتلال "رونين منليس" روى تفاصيل دقيقة عن العمليّة، ابتداءً من لحظة انطلاق المنفّذ من منزله، وحتى تنفيذه الهجوم.
وبحسب رواية جيش الاحتلال فإنّ عُمر نفّذ هجومه بشكل منفرد، وخرج حاملًا حقيبة فيها زجاجة ماء ومصحف ومحفظة، وبينما يتقدّم نحو المستوطنة، كتب منشورًا على صفحته في "فيسبوك"، قال فيه إنّ ما يحدث في القدس والأقصى دفعه للخروج في هذا الطريق، رغم أنّ كلّ ما يملكه سكّين حادّة.
جهاز الإنذار في المستوطنة كشف عن أنّ شخصًا ما، تخطّى السياج الشائك، ومضت 14 دقيقة حتى تمّ الوصول إلى عمر، واعتقاله بعد إصابته بالرصاص بجروح متوسطة.
بعد الوصيّة التي تركها المنفّذ على "فيسبوك"، قال الناطق الإسرائيليّ إنّ "أجهزة الأمن" الإسرائيليّة تدرس آلية جديدة لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تطوير القدرة على إحباط أيّ هجمات مستقبليّة مماثلة.
ومضى منليس بالقول إنّ المنفّذ وصل إلى المنزل وبدأ تنفيذ الهجوم، ثم جاء جنديٌّ يسكن في منزل مقابل، وأطلق رصاصة واحدة شلّت قدرة المُهاجم على الحركة.
وتقول سلطات الاحتلال إنّ نحو 600 ألف منشور نشرها فلسطينيون من القدس والضفة الغربية على "فيسبوك" خلال الأيّام الأخيرة، تدعو إلى تنفيذ هجمات على خلفية ما يحدث في القدس المحتلة.
وفتحت شرطة الاحتلال تحقيقًا في "استهتار حول التعامل مع الإنذار"، فيما قال جيش الاحتلال إنّه يبذل جهودًا مُركّزة لمنع هجمات قد يُنفّذها شبّان منفردون، خلال الساعات والأيام المقبلة، حيث نشر الجيش أربع كتائب جديدة في الضفة الغربيّة، لمنع تنفيذ هجمات منفرد على شاكلة عمليّة الشاب العبد، الذي قالت مصادر عبرية إنّه خرج اليوم من المستشفى، وتم تحويله لمركز تحقيق.
وأوردت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أنّ رادار الشاباك عبر فيسبوك فشل مرتين في إحباط العمليات الأخيرة، مشيرةً إلى أنّ منفذ عملية الطعن في حلميش نشر عبر فيسبوك نيّته بتنفيذ الهجوم قبل ساعة وأربعين دقيقة من التنفيذ، فيما يقول ضُباط الشاباك إن قصر العامل الزمني يشكل عائقًا أمام إحباط أي عملية.
وتشير تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيليّة إلى أنّ موجة المواجهات الحاليّة ستستمرّ في الضفة الغربية لعدة أسابيع، وستتضمن هجمات تحاكي هجوم حلميش.
اقرأ/ي أيضًا:
أخطر ما في عملية القدس: "المنفرد النائم"