الترا فلسطين | فريق التحرير
خطت ناشطات شعارات على صندوق المرضى "كلاليت" في مدينة كريات ملاخي، احتجاجًا على رفض العيادة تقديم العلاج لعامل أصيب في مكان عمله، فقط لأنه فلسطيني، في حادثة وقعت يوم الأحد الماضي، ونشرت صحيفة هآرتس تقريرًا حولها.
دانا عايش، قالت إنها كانت تمر بجوار المتجر عندما شاهدت محمد يقف في الخارج ممسكًا يده بين ساقيه ويتلوى من الألم، وهناك بركة من الدماء على الأرض، فأوقفت السيارة بسرعة في منتصف الشارع ونقلته إلى العيادة
وكتبت المحتجات على حائط صندوق المرضى "هنا يميزون بين البشر"، "نسعى لتحقيق العدالة" و"قانون التمييز بدأ هنا".
وبالعودة إلى يوم الأحد، فقد أصيب العامل محمد أبو طربوش (23 سنة) من بلدة إذنا جنوب الخليل بجرح في ذراعه، إثر تحطم باب زجاجي في محل للخضار يعمل فيه في كريات ملاخي، ويبعد عشرات الأمتار فقط عن عيادة "كلاليت".
ونقلت هآرتس عن محمد أبو طربوش قوله، إنه كان وحيدًا في المتجر عندما أصيب في ذراعه، فحاول وقف النزيف بالمناديل الورقية، لكن النزيف تواصل، وفي الساعة 6:30 صباحًا توجه إلى عيادة "كلاليت" برفقة شخص يعمل معه، لكنهم رفضوا تقديم العلاج له، ليعود إلى عمله منتظرًا وصول صاحب العمل، لكن عند الساعة السابعة والنصف صباحًا، كان محمد قد بدأ يفقد الرؤية بشكل جيد.
دانا عايش، من سكان كريات ملاخي وتعرف محمد أبو طربوش كونها زبونة دائمة لمتجر الخضار الذي يعمل فيه، قالت إنها كانت تمر بجوار المتجر عندما شاهدته يقف في الخارج ممسكًا يده بين ساقيه ويتلوى من الألم، وهناك بركة من الدماء على الأرض، فأوقفت السيارة بسرعة في منتصف الشارع ونقلته إلى العيادة.
وأفادت دانا عايش، أن سكرتيرة "لطيفة" استقبلتها ومحمد في العيادة، وطلبت إدخاله بسرعة إلى الممرضة كيف تقوم بوقف النزيف، إلا أن عاملة قدمت نفسها على أنها مديرة العيادة واسمها "أورتال" طلبت منه إظهار بطاقة الهوية الشخصية الخاصة به، لكن دانا أوضحت لها أنه لا يحمل هويته في هذه اللحظة، وأكدت لها أنه يملك تصريح عمل، وأن صاحب العمل في الطريق للعيادة، وطالبتها أن تسمح له بالدخول لوقف النزيف لأن هذه العيادة هي الوحيدة في المنطقة.
وأفاد محمد أبو طربوش ودانا عايش لصحيفة هآرتس أنهما انتظرا حوالي 20 دقيقة داخل العيادة، بينما كانت المديرة "أورتال" تواصل منع تقديم الإسعاف الأولي له، وقد ردت على طلبات الأشخاص الذين كانوا في العيادة بإسعافه قائلة: "لا أستطيع، إنه عربي ويحمل بطاقة هوية خضراء".
انتظر محمد ودانا حوالي 20 دقيقة داخل العيادة، بينما كانت المديرة "أورتال" تواصل منع تقديم الإسعاف الأولي له، وقد ردت على طلبات الأشخاص الذين كانوا في العيادة بإسعافه قائلة: "لا أستطيع، إنه عربي ويحمل بطاقة هوية خضراء"
وأمام هذا التعنت، غادر محمد برفقة دانا العيادة، "بعد أن أصبح شاحبًا وخائفًا ويشعر أنه في مكان غريب، بل كان على وشك فقدان الوعي" وفق قول دانا، التي وضعت على جرحه قطعة قماش عثرت عليها في سيارتها، ثم أوصلته إلى صاحب العمل الذي نقله إلى مستشفى "برزيلاي" حيث خضع للعلاج لساعات ثم غادر المستشفى.
وصفت دانا عايش ما تعرض له محمد أبو طربوش بأنه "تجلي للعنصرية، وكان له أثرًا عظيمًا في نفسها"، مؤكدة أن المصاب لو كان يهوديًا لما تعرض لمثل هذه الموقف، بل كانوا سيوقفون كل شيء لمساعدته.
ونوهت دانا أنها اتصلت بمكتب الشكاوى في صندوق المرضى "كلاليت" وإدارة المؤسسة، لكن لم تجد استجابة لتقديم شكوى حول الواقعة.
وزعمت إدارة "كلاليت" في ردها على صحيفة هآرتس أن العيادة أرادت تحويل محمد إلى المستشفى بسبب الاكتظاظ غير العادي لديهم، وهو ما يخالف تمامًا ما ورد على لسان مديرة العيادة التي قالت إنها لا تستطيع تقديم العلاج لأنه "عربي ويحمل بطاقة هوية خضراء".
يُذكر أن هذه الحادثة وقعت بعد دعوة لسن قانون يسمح للطبيب الامتناع عن تقديم العلاج لشخص غير يهودي، أطلقها قبل أيام أعضاء كنيست ينتمون للائتلاف الحكومي الحالي، بينهم عضو الكنيست أوريت ستروك من حزب الصهيونية الدينية الذي يقوده وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
