17-يوليو-2018

احتدم الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية إطلاق بلدية مدينة أغادير المغربية، أسماء فلسطينية على أربعين شارعًا فيها.

وكان المجلس البلدي لأغادير، قد صادق على إطلاق أسماء مثل، بيت المقدس وحيفا والمسجد الأقصى، وطولكرم ورام الله، وغيرها من الأسماء الفلسطينية على بعض شوارع المدينة.

يحتج الرافضون بأن هذه الخطوة تؤدي لطمس التاريخ العريق لهذه المدينة الأمازيغية القديمة

واعتُبرت هذه الخطوة ردًا على محاولة للتطبيع بمدينة أغادير قبل أشهر، عندما ثارت حفيظة النشطاء على رفع العلم الإسرائيلي في المدينة ضمن فعاليات الجائزة الدولية لرياضة الجودو، وفق تصريحات رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع عزيز هناوي.

وقال هناوي في حديث لوكالة الأناضول، إنّ هذه الخطوة تمثل "تجسيدًا للطابع المغربي والأمازيغي الحر المنخرط في الدفاع عن فلسطين والرافض لمحاولات الاختراق التطبيعي في المدينة".

لكن قرار بلدية أغادير لم يخل من الجدل بين المغربيين، إذ عبّر البعض عن رفضه بالقول: "الغارة الاسرائيلية الجديدة ستكون على المغرب".

ويحتج الرافضون للقرار بأن هذه الخطوة تؤدي لطمس التاريخ العريق لهذه المدينة الأمازيغية القديمة، بينما اعتبر المؤيدون للقرار أنه لن يطمس الشخصية الأمازيغية بل يعبر عن الأمازيغ المتضامنين مع القضية الفلسطينية، وأن أسماء فلسطينية على 40 زقاقًا وشارعًا لن تؤثر على هوية المدينة الواسعة التي يفوق عدد سكانها نصف مليون نسمة.

من جهته، ندد رئيس الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة (أزطا أمازيغ) عبد الله بادو، بالقرار واعتبر أن خطوة إطلاق الأسماء الفلسطينية على الشوارع "لم تأخذ بعين الاعتبار الانتماء الهوياتي للمدينة ككل".

ونقلًا عن موقع "عربي21"، قال أزطا أمازيغ: "من الممكن أن نقبل اسمًا أو اثنين أو ثلاثة أسماء فلسطينية لتطلق على شوارع الحي، لكن أن يقوم المجلس البلدي بتغيير أسماء حيّ بأكمله إلى أخرى فلسطينية دون مراعاة الخصوصية الثقافية المحلية خاصة الأمازيغية منها فهو قرار مرفوض ولا ينسجم مع طبيعة المنطقة".

واعتبر القرار "سياسة مسخ هوياتي تستهدف أساسًا مدينة أغادير التي نعتبرها معقل الحركة الأمازيغية والتي أنتجت مناضلين يدافعون عن إعادة الاعتبار للهوية الأمازيغية" وفق قوله. وأكد أزطا أن الشبكة الأمازيغية ستتخذ كل الخطوات المتاحة لوقف ما اعتبره "استهدافًا للمدينة".

الشبكة الأمازيغية ستتخذ كل الخطوات المتاحة لوقف قرار إطلاق الأسماء الفلسطينية على الشوارع باعتباره استهدافًا للمدينة

وبسبب هذه الموجة التي ارتفعت إلى مستويات أبعد من النقاشات الشعبية، أوضح نائب رئيس بلدية أغادير، محمد بكيري عبر حسابه على فيسبوك، أن "الموضوع أخذ حجمًا أكثر مما يستحق، لأن جزءًا كبيرًا منه تأسس على معطيات غير صحيحة حاول البعض توظيفها بشكل غير موضوعي".

وأضاف: "التسمية تهم شارعًا واحدًا ومجموعة من الأزقة أغلبها لم يكن يحمل اسمًا سابقًا، والتسمية همّت حيًا واحدًا والدافع هو انسجام الموضوع، أي انسجام تسمية الأزقة مع اسم الحي الذي يحمل اسم حيّ القدس، وهو الاسم الذي أطلق عليه منذ عقود من الزمن".

وأردف: "المبادرة كانت بتنسيق مع المجتمع المدني وهي من باب التفاعل الإيجابي مع المبادرات المدنية لا غير".

ولفت إلى أن هذه الخطوة كان عليها أن تلقى ترحيب الجميع من باب رد الجميل على اسم باب وحي في القدس، قاصدًا باب المغاربة وحي المغاربة.

وتابع: "القول بأن هذه المبادرة تطمس هوية المدينة فيه استصغار لهذه الهوية القوية بتعددها وانفتاحها وتعايش أبناء هذه المدينة المغربية العربية الأمازيغية الإفريقية".


اقرأ/ي أيضًا:

ترامب متهم بالخيانة العظمى بعد لقائه مع بوتين

استشهاد فلسطيني تحت التعذيب في سجون النظام السوري

طرد صحفي فلسطيني من مؤتمر ترامب وبوتين في فنلندا