02-نوفمبر-2023
صورة لشاحنات المساعدات عبر معبر رفح. تصوير أحمد حسب الله

صورة لشاحنات المساعدات عبر معبر رفح. (Getty)

الترا فلسطين | فريق التحرير 

تحول الحديث عن فتح معبر رفح، إلى النقطة الأبرز في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، خلال الأيام الماضية، مع اقتراب المستشفيات من الإعلان عن لحظة الانهيار والخروج عن الخدمة.

ويُعد المطلب الأساسي حاليًا، فتح معبر رفح من أجل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل وضع إنساني صعب.

مصطفى البرغوثي: إسرائيل لا تملك صلاحية على معبر رفح الواصل بين القطاع ومصر وفق القوانين الدولية

ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إلى استمرار عمل معبر رفح بدون توقف، مؤكدًا على كونه "معبرًا مصريًا فلسطينيًا خالصًا".

وفي 21 تشرين الأول/ أكتوبر، دخلت أول شحنة مساعدات عبر معبر رفح، إلى قطاع غزة، بعد تفتيشها على المعابر الإسرائيلية، والتأكيد على "ما هو مسموح، وما هو ممنوع، من الدخول إلى قطاع غزة".

وفي الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر، فتح معبر رفح لأول مرة من أجل حركة مرور الأفراد، إذ خرجت مجموعات من أصحاب الجنسيات الأجنبية من المعبر، بالإضافة إلى 81 جريحًا، من أصل أكثر من 22 ألف في قطاع غزة، منذ بداية عدوان الاحتلال.

وفي السياق نفسه، أكدت إذاعة الأقصى "وفاة جرحى داخل سيارات إسعاف عند معبر رفح بسبب اشتراط السلطات المصرية إحضار جوازات السفر". وبعد هذه الأنباء، قال مدير إعلام معبر رفح وائل أبو عمر لـ "الترا فلسطين": إن "الجانب المصري سمح بسفر جرحى الحرب بالهوية الشخصية دون اشتراط وجود جواز السفر".

بوابة للخروج فقط؟

كشفت القناة 13 الإسرائيلية عن وصول وفد إسرائيلي، يضم منسق أنشطة حكومة الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة ومجموعة من ضباط جيش الاحتلال إلى العاصمة المصرية القاهرة لـ"بحث حلول إنسانية".

وبعدما آثار اليمين الإسرائيلي الجدل حول فتح المعبر، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: إنه "هناك تعاون كامل مع مصر بشأن فحص من يمر عبر معبر رفح البري إلى الجانب المصري"، وذلك مع حديث وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود توافق بين القاهرة وتل أبيب، على أسماء الجرحى التي ستمر عبر معبر رفح.

وأضاف المتحدث باسم جيش الاحتلال، أن "خروج الجرحى إلى مصر سيمكننا من معالجة الإرهاب وبنيته التحتية بمستشفيات القطاع"، وفي إشارة إلى إمكانية محاولة استهداف المستشفيات، خلال الاقتحام البري والوصول إليها.

وفي السياق نفسه، قالت الإذاعة العبرية العامة، إن نتنياهو، أبلغ الكابينت نيته فتح معبر رفح لفتح الطريق أمام أكبر كم ممكن من سكان غزة لمغادرة قطاع غزة، وفق ما ورد.

وكان الطرح الأول، لفتح "ممر آمن"، باتجاه جنوب قطاع غزة (أو مصر)، قد صدر من الولايات المتحدة، وذلك قبيل بداية العدوان البري الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفي مقالة لدينس روس، أحد أبرز عناصر الإدارة الأمريكية في عملية السلام بالمنطقة والباحث في معهد واشنطن، قال: "لكي تتمكن إسرائيل من تخفيف الضغوط التي تمارسها الدول المجاورة والمجتمع الدولي لحملها على وقف الهجوم، يجب أن تكون أكثر إقناعًا في الإثبات بأنها تقاتل "حماس" ولا تحاول معاقبة المدنيين الفلسطينيين".

ماهر مزهر: الاحتلال لن يتوانى عن قصف المساعدات الداخلة لقطاع غزة

وأضاف روس: "عليها [إسرائيل] أن تعمل على إنشاء ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك من الأراضي الإسرائيلية عبر معبر كرم أبو سالم. ولتخفيف المعاناة، عليها السماح للمجموعات الدولية، مثل منظمة أطباء بلا حدود، بالعمل هناك بأمانٍ وضم أطباء إسرائيليين يمكنهم إنشاء مستشفيات ميدانية - وهو أمر لديهم خبرة في القيام به في سوريا وأوكرانيا".

من جانبه يقول أمين عام حركة المبادرة الفلسطينية، مصطفى البرغوثي في حديث لـ "الترا فلسطين"، إن إسرائيل لا تملك صلاحية على معبر رفح الواصل بين القطاع ومصر وفق القوانين الدولية، وبالتالي يجب على الدول العربية أن تشكّل قافلة مساعدات إنسانية وتدعو جميع المؤسسات الإنسانية الدولية كي تدخل المساعدات للقطاع رغم أنف إسرائيل بعد وضعها تحت الأمر الواقع واقتحام الحصار، حسب تعبيره.

وتساءل البرغوثي مستنكرًا: "بعد ذلك هل تستطيع إسرائيل قصف قافلة تضم ممثلين عن جميع الدول العربية؟ الحل ليس بقبول ما تحدده إسرائيل فيما يجب أن يدخل لقطاع غزة وما لا يجب أن يدخل وتفتيش المساعدات ومنع إمداد غزة بما تحتاجه من وقود (...) الحل قائم إن توفرت الإرادة العربية لعدم استمرار خطر وقف عمل المستشفيات، حيث أن الأطفال يموتون في كل لحظة، لأن ما وصل غزة من مساعدات لم يزيد عن 300 شاحنة، من أصل 13 ألف شاحنة".

ويرى عضو القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، ماهر مزهر في حديث لـ "الترا فلسطين"، أن تهديدات الرئيس الأمريكي، بايدن التي وصلت مختلف الأطراف في الدول العربية، وحذرتهم من أن محاولة إدخال المساعدات "بشكل غير رسمي" للقطاع ستواجه بالقصف إما في معبر رفح داخل القطاع، أو قصف المسافة الفاصلة بين الأراضي الفلسطينية والمصرية، ما دفع الدول العربية لعدم التجرؤ على إدخال المساعدات للقطاع عنوة.

ولم يتفاءل مزهر حول إمكانية إدخال المساعدات للقطاع رغمًا عن إسرائيل، قائلًا: "الاحتلال يقصف طوابير المواطنين على المخابز، وتقصف أحياء سكنية ومستشفيات مثل المعمداني، لذا لن يتوانى عن قصف مساعدات تدخل للقطاع، ورغم ذلك نحن لن نستسلم ولن نخرج من أرضنا حتى لو حرمنا المساعدات (...) وفي حين تنتظر الدول العربية موافقة أمريكية لإدخال المساعدات، نحن ننتظر المواجهة البرّية مع جيش الاحتلال وسط عدم تجرؤ الدول العربية حتى على تنظيم مسيرات احتجاجية أمام السفارات الأمريكية".