"تعرضت إلى لكماتٍ قاتلة، وضربوني بقضيب حديدي على رأسي، ورددت على الضرب بالضرب. في أعقاب ذلك نُقلت إلى المشفى، وفي ذات اليوم تحرك في أعماقي شيءٌ ما". بهذه الكلمات وصف أوفير أفيدان، زعيم جماعةٍ تابعة لتنظيم "جباية الثمن" الإرهابي في الخليل، اللحظة المحورية في حياته التي قرر فيها التخلص من "أيدليوجيا العنف" التي كان يعتنقها ويروج لها ويمارسها مع أتباعه ضد المزارعين ورعاة الأغنام في يطا والظاهرية جنوب محافظة الخليل.
ويشرح أفيدان التحول في طريقة حياته قائلاً: "كنت أعتقد أنه بسبب كونها الأرض المقدسة، يجب الموت من أجلها، وأنا أدرك الآن ضرورة العيش من أجل القداسة".
أوفير أفيدان زعيم في تنظيم "جباية الثمن" هاجم مزارعًا فلسطينيًا فتعرض لضربٍ شديد، وقرر التخلي عن العنف
أفيدان كان يقود مجموعة إرهابية يطلق عليها الإعلام الإسرائيلي مسمى "فتية التلال"، ولكنها في الواقع جزءٌ من تنظيم "جباية الثمن" الإرهابي، وهي متخصصة في تنفيذ الاعتداءات على الفلسطينيين في منطقة سوسيا، وهناك أقام مع زوجته بؤرة استيطانية كانت معقلاً للتنظيم، ومنها تنطلق مجموعاتٌ لتنفيذ أعمال النهب للحقوق وقطعان الماعز، وتعتدي على المواطنين وتحديدًا المزارعين ورعاة الأغنام.
وقال أفيدان لملحق صحيفة "يديعوت أحرنوت" أنه يملك مكتبة تحتوي على سجلات الشرطة الاسرائيلية من الشكاوى التي تقدم بها الفلسطينيون ونشطاء حقوق الإنسان ضده بسبب اعتداءاته. وتصفه "يديعوت" قائلة: "أوفير كان الزعيم بلا منازع لأولئك الرعاة (عناصر التنظيم الإرهابي) وكان يتصدر المشهد في كل مواجهة مع الرعاة الفلسطينيين أو عناصر جمعية تعايش اليسارية الإسرائيلية في جنوب الخليل، وثمة شريط فيديو يصوره وهو يدفع ويُسقط نشطاء تعايش على الأرض، ويحاول ضرب رعاة فلسطينيين".
يروي أفيدان تفاصيل الحادثة التي دفعته للتخلي عن العنف مبينًا أن ذلك كان في مواجهة مع فلسطيني يُدعى إسماعيل من يطا، قرب خربة بير العيد التي أُقيمت إلى جوارها بؤرة "مستبيه يائير" الاستيطانية التي كان أفيدان يديرها.
وقال: "كان يملك إسماعيل قطعة أرض وجاء لحراثتها، رأيناه فنزلنا إليه وصرخنا عليه مطالبينه بالمغادرة، فرد عليّ بصوت عالٍ قائلاً: ستموت اليوم. منعته من مواصلة الحراثة، فاتصل إلى عدة أشخاص وأنا أيضًا استدعيت الرفاق. وصل مثلمون فلسطينيون يحملون قضبانًا حديدية، وعلى الفور أمسك فلسطينيٌ بصخرة وضرب صديقي أريك على رأسه، وبدأت الفوضى العارمة".
وأضاف أفيدان، "تعرضت إلى لكماتٍ جنونية وضرباتٍ قاتلة بواسطة قضيب حديدي على رأسي، وفي لحظة ما أخذت القضيب الحديدي وضربته بواسطته. نقلت إلى المشفى وصديقي أريك الذي كان يدير معي البؤرة الاستطانية تحطم فكه بشكل كامل، وقرر على إثر ذلك مغادرة البؤرة الاستيطانية. تم اعتقال إسماعيل وعددٍ من أصدقائه، وأنا في ذلك تحرك في أعماقي شيء ما".
ووفق "يديعوت"، فإن أفيدان الذي عنونت تقريرها عنه "الزعيم الذي نزل عن التلال" يعيش الآن في القدس، ويعمل تقديم "دورات روحانية".