الترا فلسطين | فريق التحرير
أظهرت صور ومقاطع فيديو، نشرتها وسائل إعلام عبرية، اعتقال جنود الاحتلال عشرات الشبّان من سكّان شمال قطاع غزة، في الوقت الذي عبّرت مؤسسات مختصّة بالأسرى عن تخوّفها من "إخفاء قسري" يواجهه المعتقلون من غزة، منذ أكثر من شهرين على بداية العدوان.
اعتقالات إسرائيليّة لمئات الشبان من شمال القطاع، بعد التنكيل بهم وعصب أعينهم ونزع ملابسهم.. شهادات من السجون عن فظائع بحق أسرى غزة
وذكرت هيئة البثّ الإسرائيلية الرسمية أنه جرى اعتقال نحو 700 فلسطيني من قطاع غزة. وقالت إنّه جرى اعتقالهم إداريًا وفق قانون "مقاتلون غير شرعيين".
مشاهد لشبّان من سكان شمال قطاع غزة، بعد أن اعتقلهم جنود الاحتلال من مدارس للإيواء ونكّلوا بهم. pic.twitter.com/PI8kkcQCcO
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) December 7, 2023
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ جنوده في قطاع غزة اعتقلوا عشرات الرجال الذين استسلموا ورفعوا أيديهم، وتم نقلهم للتحقيق لمعرفة ما إذا كانوا ينشطون في صفوف حركة حماس أو الجهاد الإسلامي.
والصور التي انتشرت لاعتقال الشبان بعد إجبارهم على خلع ملابسهم، قالت مصادر محليّة من قطاع غزة إنها في منطقة مشروع بيت لاهيا، شمالًا.
وكتب الصحافي محمد الكحلوت أنّ الجيش الإسرائيلي يقوم بحرق منازل الحيّ الذي يقيمون فيه في مشروع بيت لاهيا، وأشار لاعتقال جميع شبان المنطقة ومن بينهم أشقاؤه علاء ومحسن وجميع أبناء عمومته، ومراسل صحيفة "العربي الجديد" في غزة ضياء الكحلوت.
كما تحدّثت مصادر محليّة عن انقطاع الاتصال بالصحفي هاني عيسى، رئيس تحرير وكالة "قدس نت للأنباء" بعد اقتحام منطقة مشروع بيت لاهيا.
وأكّدت صحيفة "العربي الجديد" اعتقال العشرات شمال قطاع غزة، بينهم مراسلها ضياء الكحلوت. وأشارت إلى أنّ شهود عيان تحدثوا عن تعمّد الاحتلال إجبار المعتقلين على خلع ثيابهم وتفتيشهم وإذلالهم قبل أن يتجه بهم إلى جهة مجهولة.
الاحتلال الإسرائيلي اعتقل العشرات من الغزيّين، بينهم مراسل "العربي الجديد" في القطاع، #ضياء_الكحلوت.. وبحسب شهادات الأهالي، فقد تعمّد الاحتلال إجبار المعتقلين على خلع ثيابهم وتفتيشهم وإذلالهم قبل أن يتجه بهم إلى جهة مجهولة.
تابع التفاصيل: https://t.co/iUtnbGLEzi pic.twitter.com/YJZrfuuVGH
— العربي الجديد (@alaraby_ar) December 7, 2023
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه وثّق اعتقال صحافيين وأطباء وأكاديميين وكبار سن، من مراكز نزوح شمال غزة بعد تعريتهم، وأشار إلى أنه جرى اعتقال عشرات المدنيين الفلسطينيين من مدارس الأونروا في شمال غزة، ومنها مدرسة حلب في بيت لاهيا.
⭕️ مشاهد صعبة: شهداء أعدمهم جنود الاحتلال في مدارس النازحين شمال #غزة. pic.twitter.com/dqq3czv7Ut
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) December 7, 2023
كما تحدّث المرصد عن حرق قوات الاحتلال منازل في بيت لاهيا، وقتل مدنيين يرفعون الرايات البيضاء.
وظهر اليوم الخميس، أصدرت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، ومؤسسة الضمير)، بيانًا عن المصير المجهول (الإخفاء القسري) الذي يواجهه معتقلو غزة، وقالت إنه ومنذ أكثر من شهرين على بداية العدوان الشامل والإبادة الجماعية في غزة، وإلى جانب معطيات أفاد بها أسرى تم الإفراج عنهم مؤخرًا تحديدًا من سجن (عوفر)، وكانوا متواجدين في أقسام قريبة للأقسام التي يقبع فيها معتقلو غزة، تأكّد أن جرائم مروعة وفظيعة ترتكب بحقهم وبالخفاء.
وأضافت أنه وإلى جانب تخوفاتنا التي تتصاعد بشكل كبير حول إقدام الاحتلال على تنفيذ إعدامات ميدانية بحقّ معتقلين من غزة، وذلك مع استمرار الاحتلال رفضه الإفصاح عن أي معطى حول مصيرهم، من حيث أعدادهم، أو أماكن احتجازهم، أو حالتهم الصحية، وذلك رغم كل النداءات والرسائل التي توجهنا بها للمؤسسات المعنية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
السجّانون في سجن "عوفر" يُطالبون أسرى غزة بالنباح قبل إعطائهم الطعام، ويطلبون منهم ترداد أغانٍ إسرائيلية بصوت عال
وبحسب البيان، كانت أبرز المعطيات التي أفاد بها أسرى محررون مؤخرًا من سجن (عوفر)، احتجاز ما لا يقل عن 320 معتقلًا في قسمي (23) و(25) وفقًا للتقديرات، حيث يتسع كل قسم لـ120 معتقلًا، ومع الأعداد التي تصل في ضوء حالة الاكتظاظ الراهنة، فإن العدد مرشح كتقدير لـ(320) معتقلاً، وإلى جانب أعدادهم فإنّ عددًا من المحررين أفادوا، بأن السّجانين ينفّذون جرائم مروعة بحقّهم، منها: مطالبة المعتقلين النباح قبل إعطائهم وجبات الطعام، كما ويطلبون منهم ترديد أغانٍ إسرائيلية وبصوت عال، ويسمع الأسرى بوضوح صراخهم على مدار الساعة إثر التعذيب والتنكيل الذي يتعرّضون له.
وتجدر الإشارة إلى أنّه ووفق الإحصائيات التي نشرتها إدارة سجون الاحتلال مع نهاية تشرين ثان/ نوفمبر، فإنّ عدد الأسرى من قطاع غزة الذين صنفوا كمقاتلين غير شرعيين بلغ (260) معتقلًا ومعتقلة.
ومنذ بداية العدوان في 7 أكتوبر الماضي، تقوم حكومة الاحتلال بإجراء تعديلات على تعليمات التنفيذ لقانون المقاتل غير الشرعي والتي كان آخرها أنه يُتاح احتجاز المعتقل فترة 42 يومًا قبل إصدار أمر الاعتقال، وتجري عملية المراجعة القضائية للأمر بعد 45 يومًا من توقيعه، كما ويُمنع المعتقل من لقاء محاميه حتى 80 يومًا، وهذا الإخفاء القسري للمعتقلين يشكّل مخالفة صارخة للقانون الدولي.
وبحسب المؤسسات في بيانها، فإن معتقلي غزة ينقسمون إلى ثلاث فئات: المقاومون والمدنيون الذين جرى اعتقالهم في 7 أكتوبر، إلى جانب من تبقى من آلاف العمال الذين جرى اعتقالهم من عدة مناطق، بالإضافة إلى المدنيين الذين اُعتقلوا من غزة في الآونة الأخيرة خلال الاجتياح البري، ومن بين المعتقلين أطفال ونساء. وبحسب المعطيات فإن (16) أسيرة على الأقل من غزة يقبعنّ في سجن (الدامون)، إلى جانب معطيات تشير إلى أن معتقلي غزة محتجزون في معتقلات (بيتح تكفا، وعسقلان، والجلمة، وعوفر).
كما عدّل الاحتلال قانون الاعتقالات 1996، والذي يطبق على الأسرى من قطاع غزة الذين يخضعون للتحقيق، حيث يتم تمديد توقيف المعتقل لمدة 45 يومًا للتحقيق، وتمدد 45 يومًا إضافية، ويمنع من لقاء محاميه طوال هذه الفترة، دون أي رقابة فعلية من قبل المحكمة على ظروف احتجازه.
مؤسسات الأسرى: استمرار تكتُّم الاحتلال عن مصير معتقلي غزة غطاء على الجرائم التي تنفذ بحقّهم
وعدّت المؤسسات المختصّة بالأسرى أنّ استمرار تكتُّم الاحتلال عن مصير معتقلي غزة هو غطاء على الجرائم التي تنفذ بحقّهم، فالاحتلال الذي يواصل تنفيذ الإبادة في غزة، أمام مرأى من العالم، لن يجد من يردعه لتنفيذ إعدامات بحقّ المعتقلين في الخفاء.
وجددت مؤسسات الأسرى دعوتها إلى المنظمة الدولية للصليب الأحمر، لمراجعة جوهر دورها الذي لم تقم به على مدار فترة العدوان حيال الأسرى والمعتقلين، والتدخل العاجل والفوري لإتمام زيارات لهم والسعي للضغط على الاحتلال للكشف عن مصير معتقلي غزة.