12-نوفمبر-2017

تحدثّ الدكتور عزمي بشارة، مساء اليوم الأحد (12 تشرين ثاني/ نوفمبر)، عن أبرز التطوّرات المحليّة والإقليميّة، وعن ملف المصالحة الفلسطينية، وضرورة إتمامها، وماهيّة الموقف الإسرائيليّ منها، وذلك في حلقة خاصّة من برنامج "تقدير موقف" الذي يُبثّ عبر شاشة "التلفزيون العربي"، وتُقدّمه الإعلامية ليلى الشايب.

   وحدها المصالحة الفلسطينية، تعدّ تطورًا إيجابيًا وسط أجواء المنطقة الملبّدة بالغيوم   

ورأى بشارة أنّ المصالحة الفلسطينية التي تأخّرت وطالت كثيرًا، أكثر جديّة هذه المرّة، وقد جاءت لأنّ الأطراف كلّها باتت مأزومة. فحركة حماس من وجهة نظره، صارت سلطتها في القطاع إشكاليّة كبيرة، حيث ترتّب عليها إعالة القطاع في ظل الحصار، ووجود دراسات دوليّة تشير إلى أنّ القطاع لم يعد مكانًا قابلًا للحياة، في ظل نقص الماء وملوحته، وتلوّث البيئة.

أمّا السلطة الفلسطينية، فقال إنها في أزمة فعليّة جرّاء انسداد آفاق المفاوضات، فالطريق الدبلوماسي الذي تتبناه منظمة التحرير لم يصل لنتيجة فعليًا.

وعلى الجهة الأخرى، وجد النظام المصري نفسه في ورطة أمنيّة في سيناء، دون أن يكون باستطاعته التدخّل عسكريًا في غزة، لأنّ حركة حماس أثبتت أنّها حركة منظمة وقوية عسكريًا، ولديها القدرة على مواجهة أكثر من عدوان إسرائيليّ شرس.

وبيّن بشارة في ظهوره الإعلاميّ الأول منذ توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة، أنّ الإشكال كان لدى مصر، بمعنى أنّ الحصار الحقيقي لغزة كان عندها. فالاحتلال الإسرائيليّ يفرض حصارًا لا شكّ. لكنّه في النّهاية يظل عدوًّا، وهو أمر متوقع منه. والطرف الذي يفترض أن تكون بوّابة غزة للعالم هو البوابة المصرية التي شددت الخناق على غزة، منذ الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي.

 الأطراف وصلت لقناعة، أنّ الأفضل احتواء الوضع في غزة، والوصول لاتفاق يتم بموجبه إدارة الأوضاع، مع اتفاقيات أمنية

وأشار بشارة إلى أنّ التطور الرئيس في ملف المصالحة، هو الموقف الإسرائيلي بعدم معارضة مساعي المصالحة، وجوهر الأمر كما يقول أنّ إسرائيل أصبحت أكثر براغماتية في نظرتها للقطاع، فهي تُدرك أنّه سينفجر في وجهها، لأنّ الناس لم تعد تحتمل الحصار، لذلك لم تعارض إسرائيل المصالحة، وصمتت ليمُرّ الموضوع، رغم التصريحات هُنا وهُناك.

اقرأ/ي أيضًا: أبو مازن: سلاح واحد.. هنية: سلاحان

المعركة المقبلة بحسب بشارة، ستكون حول نزع سلاح المقاومة، مشيرًا إلى أنّه وبعد أن يعتاد الناس على ظروف الحياة الطبيعية بعيدًا عن أجواء الحصار، سيتم الضغط على حماس بشكل فعليّ، وسيتم تأليب المجتمع الغزي على ذلك.

أمّا عن طبيعة الدعوة التي وجهتها الرياض للرئيس محمود عباس، فقال بشارة إنّ لها علاقة بزيارات كوشنر للسعودية، ودورها في عمليّة السلام، والدخول في خطوات تطبيعية، من خلال لعب دور مركزيّ في إقناع العرب بالتطبيع، وحلّ القضية الفلسطينية.


اقرأ/ي أيضًا:

"راجع".. عن عزمي بشارة وسنوات المنفى العشر

عزمي بشارة: المدينة الغائبة

كأننا..