عمّت الفوضى أرجاء الوطن، وصار لزامًا على الحكومة أن تمنع الشّر بشر، فأقام الأمن حواجز تفتيش، وقطعوا اليد اليمنى لكل مواطن مِن المِعصم، وأعطوهم إيصالات أمانة لاسترجاع أياديهم المُصادرة بعد عام..
ونجحت الخطّة مِن أول يوم، لأن الإنسان بلا ذنب هو المواطن بلا يد، ومشى الناس في شوارع الوطن بأيادٍ مبتورة، ولكن فرحين بالنظام، وقيل أن مَن ذهبَ ليطلبَ يده ومعه الإيصال قـُتل، وأمه ناحت عليه، فرّدّ الناس بحرق الإيصالات وقالوا: إيد تروح ولا إم تنوح!
وأتتهم الأخبار بأن أصابع أيديهم فُككت لاستخدام البصمة بغير ما يرضون، وبعدها اكتشفوا أن الرئيس خلع منها الأظافر ليدشّن بها سيارات القصر، ثم علموا أن محابس الخِطبة التي تركوها أمانة في الأصابع قد بيعت، ثم رأوا أن الأيادي بلحمها ودمها صُدّرَت وبيعت بالجملة لمستشفيات العالم الثالث.
ولمّا انتهى العام تذكّروا أن عملاء الحكومة هم مَن اخترع الفوضى!
والآن..
وبعد سنين من الاستقرار..
اكتشف المواطنون أن أيديهم لم تُقطع، بل "قبضة الشعب" هي التي قُطعتْ.. حتى لا يرد اللكمة لمُحتل.
اقرأ/ي أيضًا: