17-مايو-2024
جنود جيش الاحتلال في غزة

الترا فلسطين | فريق التحرير 

كرست القنوات التلفزيونية الإسرائيلية، اليوم الجمعة، تغطيات خاصة لمواكبة المعارك الدائرة في قطاع غزة بعد سقوط عدد من الجنود القتلى. وأعرب المراسلون العسكريون عن اعتقادهم أن حركة حماس أعادت تنظيم صفوفها وبناء قدراتها العسكرية، مما أدى إلى إرباك قوات الاحتلال في جباليا، ونتيجة لذلك قصفت قوات الاحتلال بنيران دباباتها غرفة عمليات متقدمة، مما أسفر عن مقتل ضابط وأربعة جنود وإصابة عدد كبير آخر. 

وأكد المراسلون أن حماس تمكنت من إعادة بناء قدراتها العسكرية والتنظيمية في شمال غزة، وأن غياب أيّ أفق سياسي سيجعل جيش الاحتلال الإسرائيلي مضطرًا لتكرار العمليات البرية دون جدوى.

مقتل الجنود في جباليا جاء بعد تعرض القوات الإسرائيلية لستين صاروخًا مضادًا للدروع أطلقتها حماس

ووفقًا للتقرير الذي نقلته قناة 13 العبرية، فقد ادعى جيش الاحتلال أن مقتل الجنود في جباليا جاء بعد تعرض القوات الإسرائيلية لستين صاروخًا مضادًا للدروع أطلقتها حماس، مما أربك القوة الإسرائيلية ودفعها للرد بإطلاق النار على غرفة العمليات الأمامية. 

وكانت كتائب القسام قد نشرت مقطع فيديو يوثق استهداف قوة خاصة بكمين مركب أثناء دخولها لأحد المنازل شرق جباليا، بعكس ادعاءات الاحتلال.

وقد وقعت المعارك والاشتباكات يوم الأربعاء في مخيم جباليا شمال القطاع، حيث تمركزت دبابتان في الشارع، وتمكنت قوة أخرى من الانضمام لهم. وفي مرحلة ما، وصلت قوة من سريّة "حيتس" المكونة من جنود حريديم دينيًا وتمركزت في المبنى ذاته. وتحت ضغط الأحداث وتعرضهم لستين صاروخًا مضادًا للدروع، رصدوا بندقية في إحدى نوافذ المبنى وظنوا أنها لأحد مسلحي حماس، فأطلقوا قذيفتين فتاكتين، مما أسفر عن مقتل ضابط وأربعة جنود وإصابة سبعة جنود آخرين بجروح، بحسب الادعاء.

وفي استعراض للمعارك الضارية الدائرة في قطاع غزة، أشارت القناة إلى أن جيش الاحتلال يشن هجومًا بعدة فرق عسكريّة في ثلاث مناطق مختلفة في الوقت نفسه. فقد قادت الفرقة 98 بقيادة العقيد دان غولدفوس هجومها على جباليا، في حين تشتبك دبابات اللواء السابع مع العشرات من مسلحي حماس. ومنذ ساعات الصباح، وقعت خمسة اشتباكات مباشرة على الأقل على مسافة قريبة، مصحوبة بعمليات قصف جوي نفذها سلاح الجو. وفي جنوب القطاع، تخوض قوات الفرقة 162 بقيادة العقيد ايتسيك كوهين، بالتعاون مع لواء جفعاتي واللواء 401، معارك في شرق رفح وفي الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

وأشار محلل الشؤون العسكرية في القناة 12، نير دفوري، إلى استمرار سباق حماس والجهاد الإسلامي وبقية الفصائل الفلسطينية في تعزيز قدراتها العسكرية وتنظيمها، وزيادة عمليات القصف على غلاف قطاع غزة ومحيطه.

بينما حذّر روعي شارون، محلل الشؤون العسكرية في التلفزيون الإسرائيلي "قناة كان"، من أن حماس رصدت نقاط ضعف في جيش الاحتلال في قطاع غزة. وأشار إلى أن حماس تستهدف حاليًا قوات الجيش في منطقة جباليا، وتستغل وجودهم في حالة تموضع ثابتة، مما يجعلهم عرضة للهجمات. وأوضح أن الجيش غير قادر على توسيع العملية في رفح بسبب القيود السياسية والضغط الدولي، مما يجعلهم هدفًا لمسلحي حماس، وربما يتعرضون لهجمات بالهاون.

وأشار روعي شارون إلى ضرورة حل هذه المعضلة عبر حماية قوات الاحتلال الإسرائيلية، أو تعميق العملية، أو الخروج من المنطقة المتضررة. ولكن في الوقت الحالي، يبقى الجيش مستهدفًا لمسلحي حماس في ظل هذه الظروف.

قناة 14  العبرية: حماس أعادت بناء قدراتها في جباليا وهناك كتبية كاملة للقسام تعمل في المنطقة  

كذلك أكد هيليل روزين بيتون، المراسل الشؤون العسكرية في قناة 14 المقربة من رئيس حكومة الاحتلال، أن حركة حماس أعادت بناء قدراتها في منطقة جباليا. وأوضح أن هناك كتيبة كاملة تابعة للذراع العسكري لحماس تعمل في المنطقة، وهذا الأمر يثير قلقًا بالغًا. وأشار إلى تقارير صادرة عن الأجهزة الأمنية في الأيام الأخيرة، تشير إلى أنه في ظل غياب تسوية سياسية أو منظومة سلطوية بديلة عن حماس، فإن المنطقة عادت من جديد إلى وضعية الصراع والاشتباكات، مع تقارير عن اشتباكات مع مسلحين وقصف بقذائف الهاون وإطلاق صواريخ مضادة للدروع. 

وتوقع إيتاي بلومنتال، مراسل الشؤون العسكرية في قناة كان، أن يلجأ قادة جيش الاحتلال إلى مزيد من التصعيد خلال الأيام المقبلة في قطاع غزة. وأشار إلى أن الجيش يمتلك 3 فرق تخوض قتالًا ضاريًا في مختلف مناطق القطاع، مما يظهر تكثيفًا للنشاط العسكري فيه. وربما يعزو هذا التصعيد إلى عدم تحقيق أي تقدم في المفاوضات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. وقد يكون الضغط العسكري هو السبيل المؤثر للتأثير في هذه القضية. وأشار بلومنتال إلى أن الجيش اتخذ قرارًا بتكثيف العمليات البرية لزيادة الضغط على حماس لدفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن الأسرى.

وتشير المعطيات على الموقع الرسمي لجيش الاحتلال إلى مقتل 626 جنديًا وضابطًا منذ عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر، أحدهم ضابطٌ في جهاز الموساد، أعلن عنه كضابط في الجيش، ولم يعلن الموساد رسميًا عنه.