26-نوفمبر-2019

الترا فلسطين | ترجمة خاصة

كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، أمر بتوزيع وثيقة موجزة على وحدات جيشه، تصوّر العدوان الذي استمر لمدة 48 ساعة، وبدأ باغتيال القيادي أبو العطا بأنه "نجاح مقنع".

        وثيقة وزّعها جيش الاحتلال على ضبّاطه وجنوده، في محاولة لإقناعهم بأن العدوان الأخير على غزة، حقق نجاحًا!       

ولفتت الصحيفة الى أن نشر الوثيقة وإلزام الضباط بشرحها لجنودهم أمر غير مسبوق ولم يحدث حتى في "العمليات العسكرية السابقة والأطول التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة، ومنها عملية "الحديقة المغلقة" التي جرت في أيار/ مايو الماضي واستمرّت لأربعة أيام".

وتصف الوثيقة التي صيغت على شكل سؤال وجواب وتمتد على خمس صفحات، تسلسل العملية الإسرائيلية و"إنجازاتها". وقد تمّت كتابتها في قسم العمليات، تحت إشراف رئيس الأركان، وتوزيعها على الوحدات من قبل سكرتارية القيادة العليا.

وتبيّن الصحيفة العبرية أنه تم توزيع الوثيقة على الضباط رتبة ملازم أول وما فوق، من أجل "تعزيز الإلمام بالعملية وتبادل المعرفة والأفكار"، مضيفة أنه تم توجيههم لمناقشة الأمر في جميع الوحدات، مع جميع الجنود والقادة، حتى يوم الجمعة الماضي. وطولب الضباط بتقديم وثيقة موقّعة من قبل ضابط برتبة جنرال، تؤكد تنفيذ التوجيه.

والوثيقة التي صاغتها قيادة العمليات في جيش الاحتلال وأشرف عليها شخصيًا آفيف كوخافي، ترى أن اغتيال بهاء أبو العطاء يعد انجازًا كبيرًا، وتقدّم تبريرًا لقصف منزل مأهول أسفر عن مقتل أسرة كاملة.

فمثلًا تطرح الوثيقة سؤالًا يقول: هل انتهت جولة القتال الأخيرة بعد أن أحرز الجيش الإسرائيلي النجاح؟ وتجيب الوثيقة ذاتها بالقول: "بالتأكيد نعم، وإلى جانب اغتيال المسؤول الرفيع في الجهاد الإسلامي، ألحقنا ضررًا بالغًا في قدرتهم على شنّ هجمات بسبب عشرات الغارات التي استهدفتهم، فقد أحبطنا خلال العملية خلايا إطلاق الصواريخ، وضربنا منشآت تصنيع الصواريخ وفوّهات الأنفاق الهجومية ومنصات الإطلاق، وغرف العمليات.

     تتجاهل الوثيقة إطلاق صواريخ بعيدة المدى على مدينة بئر السبع، بعد يومين من وقف إطلاق النار      

وتصف الوثيقة بهاء أبو العطاء الذي تم اغتياله في بداية العدوان بأنه القائد الفعلي لحركة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة، وأنه كان مسؤولًا عن منظومة تصنيع وإطلاق الصواريخ. وترى أن "نجاح الجيش الاسرائيلي في عملية الحزام الأسود"، ناجم عن "الغارات الجوية الجراحية فائقة العنف والدقة التي تميّزت بحد أدنى من الأضرار العرضية".

وتستذكر صحيفة "هآرتس" أنه وقبل ساعات من نهاية العدوان قتل جيش الاحتلال تسعة أفراد من عائلة السواركة في دير البلح، مدعيًا أنه نفّذ غارة جوية بالخطأ.

وقال مسؤولون عسكريون لصحيفة "هآرتس" بعد اطلاعهم على مضمون الوثيقة، إنها تقوم على المبالغة مقارنة بالعملية ونتائجها، وأنّ الوثيقة تبدو وكأنها تتحدث عن الإرث القتالي للحروب الإسرائيلية وليس عن جولة قصيرة من القتال.