عاد وفدٌ إسرائيليّ يرأسه رئيس جهاز "الموساد" ديفيد برنيع من القاهرة إلى تل أبيب عقب اجتماع مع الوسطاء بعد ظهر الأحد، على أن يطير بعده وفد حركة حماس إلى للدوحة، للتباحث بشأن ما عرضه عليهم الوسيط المصري، فيما يتعلّق بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح بين قطاع غزة ومصر، والتوصّل لهدنة إنسانية قد تمتد لأسبوع، بعد تعثّر مفاوضات الوقف الشامل للحرب.
المقترحات التي قدّمها الوسيط المصري اليوم، تضمّنت محاولات للقبول باتفاق جزئي حاليًا، مع تأجيل استكمال باقي المراحل لوقت لاحق، والعمل على التوصّل إلى هدنة إنسانية
وعُقدت الأحد جلسة مفاوضات غير مباشرة بين الوسطاء والاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، في الوقت الذي قالت الأخيرة إنّ وفدها تواجد في القاهرة منذ مساء السبت، لا للتفاوض، بل للاستماع للأفكار والحلول المطروحة للقضايا العالقة.
وبحسب ما أوردته "صحيفة العربي الجديد" فإنّ المقترحات التي قدّمها الوسيط المصري، تضمّنت محاولات للقبول باتفاق جزئي حاليًا، مع تأجيل استكمال باقي المراحل لوقت لاحق. ومن ضمن المطروح، العمل على التوصّل إلى هدنة إنسانية (بين أربعة أيام وأسبوع) لتلبية الاحتياجات الإنسانية وإدخال طعوم شلل الأطفال، ومواد النظافة مع تفشّي العديد من الأمراض بين النازحين، والخشية من تفشي الحالة الوبائية.
كما أشارت "العربي الجديد" إلى أنّ الولايات المتحدة تضغط على مصر و"إسرائيل" لإعادة تشغيل معبر رفح سريعًا، كما أنّها توصلت إلى خطوط عريضة بشأن انسحاب تدريجيّ من ممر فيلادلفيا يكتمل نهاية العام الحالي كحد أقصى، في حال لم يتم التوصّل إلى صفقة تبادل أسرى خلال تلك المدة، أمّا في حال التوصّل لصفقة تبادل فإن على "إسرائيل" أن تنسحب بشكل كامل وفوريّ من الممر قبل الموعد المحدد.
وقالت الصحيفة إنّ المفاوضات العامّة بشأن التوصّل لاتفاق شامل ينهي الحرب في غزة، ما يزال متعثّرًا الآن، مع استمرار "إسرائيل" في رفض الانسحاب الكامل من قطاع غزة، أو التعهّد بوقف نهائي لإطلاق النار، وهي مسائل ترفض حماس التغاضي عنها، مع مرور 11 شهرًا على اندلاع الحرب. وترفض "إسرائيل" حتى الآن الانسحاب الكامل من قطاع غزة، وقدّمت بدل ذلك تصوّرًا يشمل إعادة تموضع قواتها داخل القطاع، مع الاحتفاظ بتواجد دائم في 12 موقعًا يتركّز معظمها شمال القطاع، وكذلك محور نتساريم.
ولقاء اليوم الذي جرى في القاهرة، بجلسات منفصلة وغير مباشرة، شاركت فيه حركة حماس بوفد يرأسه خليل الحية، و"إسرائيل" بوفد يرأسه رئيس جهاز الموساد، إلى جانب رئيس جهاز (الشاباك) رونين بار، ورئيس قسم الأسرى والمفقودين في الجيش الإسرائيلي اللواء نيتسان ألون، وكذلك رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ومبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط بريت ماكجورك، ورئيس الوزراء القطري محمد آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
وقالت هيئة البث الإسرائيليّة إن اللقاء هدف لتقليص الفجوات والوصول إلى صفقة، بعد فشل المحاولات السّابقة.
وفي خطابه مساء الأحد، قال أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، إنّهم تريّثوا في الردّ على اغتيال "إسرائيل" للقيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر، لإعطاء فرصة لجولة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة التي دعت لها الولايات المتحدة في 15 آب/أغسطس. وفي النهاية تقرر الرد بعد أن تبيّن أن ما يجري هو "عملية مماطلة من بنيامين نتنياهو والولايات المتحدة".
وكان المتحدث باسم حماس جهاد طه قال في وقت سابق اليوم لـ"العربي الجديد"، إن وفد الحركة استمع في القاهرة للأفكار والحلول المطروحة للقضايا العالقة في مقترح التفاوض، وأن الوفد سيعرض ما سمعه من الوسطاء على قيادة الحركة وفصائل المقاومة لدراسته وبلورة موقف إزاء ذلك.
حماس: استمعنا للمقترحات، وسنبلور مع فصائل المقاومة ردّنا على ما استمعنا إليه في القاهرة
ويوم أمس السبت، عرض المسؤولون المصريون على وفد حماس أحدث تصور إسرائيلي قدّمه وفد حكومة الاحتلال المفاوض إلى القاهرة قبل يومين، بشأن وضع محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وأيضًا معبر رفح البري، لدراسته وتقديم الرد عليه. وفي حال جاء الرد إيجابيًا من قبل حماس، فمن المقرر أن يتم البناء عليه والانتقال إلى باقي نقاط التفاوض.
ووفقًا لمصادر "العربي الجديد" فإن الوفد الإسرائيلي، أبلغ المسؤولين المصريين بإمكانية انسحاب "إسرائيل" من 5 نقاط عسكرية في محور فيلادلفيا من أصل 8 نقاط موجودة حاليًا، على أن يبقي على نقطتين واحدة غرب معبر رفح، والثانية شرقه، غير أن الجانب المصري أصرّ على إخلاء معبر رفح بالكامل مع أول أيام الصفقة، لتجهيز المعبر لإدخال المساعدات الإنسانية وتنفيذ عملية تبادل الأسرى.
