الترا فلسطين | فريق التحرير
أوضحت القناة 12 الإسرائيلية، أن اختيار اسم "السهم والدرع" للعدوان على قطاع غزة الذي انطلق فجر يوم الثلاثاء الماضي، مرتبطٌ من جهة بأهداف "العملية" والرسالة التي يجب أن تؤديها، ومن جهة أخرى بتوقيت "العملية" الذي تزامن مع عيد "لاغ بعومر"، الذي يُرمز له بالسهم والقوس.
رموز هذا العيد -"القوس والسهم"- هي ذاتها التي استخدمتها وحدات من إرهابيي "الهاغاناة" رمزًا لها خلال تدمير القرى الفلسطينية وتهجير أهلها أثناء النكبة. "وحتى الآن، تصر بعض الحركات الشبابية في إسرائيل على اختيار هذا اليوم لإجراء مراسم قبول الأعضاء الجدد"
وقالت القناة، إن الاسم في النهاية شكل مزيجًا من الأمرين، "فالعملية" ضد الجهاد الإسلامي تهدف لاغتيال قادتها الكبار، ومن هنا جاء الدرع باعتبار الاغتيالات خطوة دفاعية لإحباط العمليات التي خططوا لتنفيذها، بينما السهم جاء من تزامن العملية العسكرية مع "عيد لاغ بومر".
وعلق أنس أبو عرقوب، المتخصص في الشأن الإسرائيلي، إن الحركة الصهيونية بوصفها حركة علمانية عملت على استخدام الأساطير الدينية لتحويل الانتماء الديني إلى قومية مزعومة، وفي هذا الإطار حرصت على تسخير "عيد لاغ بعومر" لخدمتها في تحويل الديانة اليهودية إلى قومية، حيث تبنت حركات الشبيبة الصهيونية في العالم مناسبة "لاغ بعومر" بوصفه "رمزًا للنضال اليهودي ـ الصهيوني من أجل التحرر".
وأوضح أنس أبو عرقوب، أن الأساطير الدينية اليهودية تزعم أن "عيد لاغ بعومر" هو يوم يتم فيه تخليد ذكرى قتل فيه الرومان اثني عشر تلميذًا من أتباع الحاخام عكيفا (136 للميلاد) خلال تمرد اليهود، ورموز هذا العيد -"القوس والسهم"- هي ذاتها التي استخدمتها وحدات من إرهابيي "الهاغاناة" رمزًا لها خلال تدمير القرى الفلسطينية وتهجير أهلها أثناء النكبة. وأضاف: "حتى الآن، تصر بعض الحركات الشبابية في إسرائيل على اختيار هذا اليوم لإجراء مراسم قبول الأعضاء الجدد".
ويحمل الجمهور الإسرائيلي فرضيات حول تسمية العمليات العسكرية، من بينها أنّ "حاسوبًا خاصًا يرتجل أسماء عمليات جيش الجيش الإسرائيلي"، إلا أن هذا الادعاء تنفيه القناة 12، مؤكدة أن أسماء العمليات يتم اختياره بواسطة العنصر البشري وليس من جانب الحاسوب، وقد تم طرح التسمية على رئيس الأركان هرتسي هاليفي وصادق عليه.
ويحمل الجمهور الإسرائيلي فرضيات حول تسمية العمليات العسكرية، من بينها أنّ "حاسوبًا خاصًا يرتجل أسماء عمليات جيش الجيش الإسرائيلي"، إلا أن هذا الادعاء تنفيه القناة 12، مؤكدة أن أسماء العمليات يتم اختياره بواسطة العنصر البشري
وبحسب القناة 12، فإن اسم العملية دائمًا يشير إلى النوايا خلفها. مثلاً اختيار اسم "درع الشمال" لعملية الكشف عن أنفاق حزب الله عام 2018، جاء انطلاقًا من أن العملية دفاعية هندسية وللتأكيد على أنها ليست بطابع هجومي، بهدف تفادي وقوع صدام مع حزب الله. أما "العملية" ضد الجهاد الإسلامي في عام 2019، فتم إدخال لون علم الجهاد (الأسود) في التسمية وكانت "الحزام الأسود". ثم في عام 2021 كانت تسمية "حارس الأسوار"، في إشارة إلى أن العملية مرتبطةٌ بإطلاق حركة حماس صواريخ لمنع مسيرة الأعلام. وتبعها في عام 2022 تسمية "بزوغ الفجر"، لرفع معنويات سكان غلاف غزة.
وفي تقرير سابق، واستعرض "الترا فلسطين" نحو 250 اسمًا أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيليّ على عمليّاته العسكرية، أو على أسلحة طوّرها منذ نشأته، وتبيّن أن نحو ثُلثها جاء المفاهيم التوراتية "عملية سُليمان"، وثُلثها الآخر من عالم الطبيعة والحيوان "عملية قوس قزح"، فيما مزجت بقيّة الأسماء بين مشاهد الطبيعة، وتعبيرات التوراة، كمصطلحات الخروج من مصر الورادة في التراث اليهودي، مثل عملية "عمود السحاب".
وتتبّعت دراسة نُشرت في "إسرائيل" عام 2018، أسماء 81 عملية عسكرية نفذها جيش الاحتلال منذ النكبة وحتى عمليّة "الرصاص المصبوب [العدوان الإسرائيلي على غزة:2008-2009]". وبيّنت الدراسة أنّ الأسماء جاءت من الطبيعة والتوراة، وكذلك من أسماء الأماكن في فلسطين، ومن هذه الأسماء مثلًا: دبابة ميركافا التي تعني "عربة الرب" كما في التوراة. و"بنادق الجليل وتافور" في إشارة إلى الجليل، وجبل تابور. ومن أسماء الحيوان المستعملة إسرائيليًا، طائرة "لافي [من أسماء الأسد]"، ومدرّع "بوما".