10-أبريل-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير 

بعد فرز الغالبية العظمى من صناديق الاقتراع في "إسرائيل"، بدا النصر الذي حقّقه زعيم حزب "الليكود" بنيامين نتياهو على خصمه زعيم ائتلاف أزرق أبيض بيني غانتس، واضحًا، ولكن ثمة إنجاز آخر في غاية الأهمية. 

  نتائج الانتخابات وإلى جانب فوز نتنياهو، فإنها حققت له عدة إنجازات!   

يتمثّل نجاح نتنياهو الآخر، وفقًا للنتائج الأولية غير الرسمية، في تخلصه من خصومه داخل اليمين خصوصًا نفتالي بينت وايلييت شاكيد؛ قادة حزب البيت الجديد.

وتمنح النتائج الأولية وغير الرسمية نتياهو إنجازا إضافيًا مهمًّا يتمثل في القدرة على تشكيل ائتلاف حكومي مستقرّ دون الحاجة إلى التوسل لأفغيدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا، للانضمام الائتلاف الحكومي.

إحدى المفاجآت التي أحدثتها نتائح الانتخابات، كانت نجاح أحزاب الحريديم "شاس/ ويهدوت هتوراة" بالحصول على 16 مقعدًا في الكنيست، وبذلك باتوا بيضة القبان في حكومة نتياهو المقبلة، والذي أظهر براعة منذ عشرة سنوات في الاحتفاظ بهم في ائتلافه الحكومي.

وتؤكد المعطيات سابقة الذكر أنّ نتياهو سيحظى خلال الفترة المقبلة بائتلاف حكوميّ مستقر نسبيًا مقارنة بائتلافه السابق؛ من خلال تخلصه من بينت وشاكيد، والتخفيف من سطوة لبيرمان حتى لو انضم للحكومة.

التهديد الوحيد الذي يرافق نتياهو خلال السنوات المقبلة هو إحتمال إدانته في الملفات الجنائية التي تلاحقه، ورغم إمكانيّة توجيه لوائح اتهام بحقّه، لكن لا تلوح بوادر أي ثورة داخل حزب الليكود لاجباره على الاستقالة.

على الجهة الأخرى لم ينجح زعيم "ائتلاف أزرق أبيض" بيني غانتس بسلب كتلة اليمين أي معقد، وفشل أيضًا بالحصول على أي مقعد من أصوات العرب. 

انعكاس نتائج الانتخابات الإسرائيلية وبقاء نتياهو في سدة الحكم على الفلسطينيين، بالإمكان قراءتها باستقراء الثابت في سياسة نتنياهو منذ توليه منصب رئيس الحكومة قبل أكثر من عشر سنوات، والتي تقوم على قضم المناطق المصنفة (ج) بهدوء، فهو من بنى أكثر 19 ألف وحدة استيطانية خلال العقد الماضي معظمها خارج الكتل الاستيطانية الكبرى، والتي كان يقترح اليسار الإسرائيلي ضمّها مقابل تبادل مساحات من الأراضي، ونتنياهو يريد قتل هذه المقترح.

الجزء الآخر الثابت في مشروع نتنياهو فيما يتعلق بالضفة الغربية، هو مواصلة ما كان يسميه "السلام الاقتصادي"، وهو في الواقع إلحاق الاقتصاد الفلسطيني بالإسرائيلي، خصوصًا فيما يتعلّق بالقوى العاملة الفلسطينية، فقد تشهد المرحلة المقبلة رفع نسبة العمال الفلسطينيين خصوصًا في قطاع البناء داخل الخط الأخضر لحلّ ضائقة السكن. 

أمّا فيما يتعلق بقطاع غزة، فإنّ ائتلاف نتنياهو المقبل يتيح تشكيل مجلس وزاري مصغّر للشؤون الأمنية، يغيب عنه "نفتالي بينت" ما يعني أن الائتلاف سيكون أكثر انسجامًا وتوافقًا مع ما تقترحه المنظومة العسكرية "الجيش والمخابرات"، وهو مواصلة حصار غزة بشكل لا يؤدي لانهيار كامل يقود لمواجهة.