11-أكتوبر-2016

مواجهات عنيفة تتجدد من حين لاخر في الرام

شرعت قوات الاحتلال بخطوات انتقامية جماعية خلال اليومين الماضيين، ردًا على عملية القدس التي تزامنت مع الأعياد اليهودية، وشكلت ضربةً موجعةً للأجهزة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية، وفق محللين فلسطينيين وإسرائيليين.

وتركز التصعيد الإسرائيلي الجديد في حدود مدينة القدس (داخل جدار الفصل العنصري وخارجه)، في محاولة، كما يقول الكاتب والمحلل ساري عرابي، إلى قمع أي إمكانية للتصعيد دون الاضطرار لتوسيع رقعة المواجهات؛ على الأقل خلال الأعياد اليهودية التي تنتهي بانقضاء شهر تشرين الأول الحالي.

"إسرائيل" لا تريد تصعيدًا شاملًا يعيد ما حدث في انتفاضة الأقصى ولذلك فإن أدواتها الانتقامية تتكرر

وبدأ الرد باعتقال 52 فلسطينيا فجر أمس الإثنين، أي في الليلة الأولى بعد العملية، في حملة كان لمدينة القدس نصيب الأسد منها باعتقال 38 شابا وفتى، إضافةً للشابة إيمان أبو صبيح ابنة الشهيد مصباح منفذ عملية القدس، التي كانت قد ظهرت في مقطع فيديو تتحدث فيه عن فخرها الشديد بوالدها الشهيد.

اقرأ/ي أيضا: أخطر ما في عملية القدس: "المنفرد النائم"

وأبلغ جيش الاحتلال عائلة الشهيد أبو صبيح بقرار هدم منزلها في بلدة الرام، وأخذ جنود الاحتلال قياسات المنزل خلال اقتحامه في الحملة ذاتها، في حين سلم الجيش أفرادًا من عائلة أبو صبيح قرارًا مكتوبًا يقضي بإغلاق محل "حلويات أبو صبيح" في الرام لشهرين، بدعوى توزيع أصحابه حلويات احتفالًا بالعملية الفدائية.

كما أُبلغت عائلة الشهيد بمنعها من إقامة عزاء له في القدس، وأقدم جنود الاحتلال على تمزيق لافتات لاسمه واقتحام موقع لإقامة عزاء له في بلدة الرام، شمال شرق القدس.

تمزيق لافتات للشهيد

ولم تسلم الرام، حيث يسكن الشهيد مصباح وعائلته، من انتقام الاحتلال طوال اليومين الماضيين، إذ تكررت المواجهات عدة مرات إضافة للاقتحامات الليلية، ثم بلغت ذروتها بمواجهات عنيفة، الثلاثاء، امتدت لساعات وأسفرت عن إصابة ستة شبان بالرصاص الحي،  واعتقال ثلاثة آخرين، واحتراق مركبة نتيجة استهدافها بقنابل الغاز.

وإلى جانب ذلك؛ أغلقت قوات الاحتلال مدخلي جبل المكبر؛ والمدخل الغربي لبلدة العيساوية داخل القدس بالمكعبات الاسمنتية، لتحاصر بذلك أهلها في إجراء يأخذ منحى الانتقام بعد عمليات إلقاء "مولوتوف" وحجارة على مركبات المستوطنين والشرطة، من جانب، وكذلك محاولة السيطرة على الوضع الأمني الآخذ في التدهور بالمدينة، من جانب آخر.

إغلاق مدخل جبل المكبر

وأكدت مصادر إسرائيلية وقوع 50 هجوما في الضفة الغربية بما فيها القدس، يوم أمس الإثنين، منها 30 هجومًا كانت بالزجاج الحارق "المولوتوف".

ويقول الكاتب عرابي لـ "ألترا فلسطين"، إن الاحتلال الإسرائيلي يكرر الخطوات الانتقامية ذاتها متجنبًا تنفيذ تصعيد واسع قد يؤدي لانفلات الأمور من قبضته، حتى تبقى الأوضاع تحت السيطرة ولا يتكرر ما حدث في الانتفاضة الثانية، مضيفًا، أن فشل هذه الإجراءات أمر طبيعي بالنسبة لشعب مقاوم.

لكن وفيما يبدو أنه "هجوم مرتد"، أعلن جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، الثلاثاء، عن إفشال عمليةٍ فدائية كبيرة كانت ستنفذ في حافلة إسرائيلية داخل مستوطنة "بسغات زئيف" في القدس أيضا، واتهم الشاب محمد فواز الجولاني (22 عاما) من مخيم شعفاط بالتخطيط لتنفيذ العملية.

ويعلق عرابي بأن "الشاباك" يحاول طمأنة الجبهة الداخلية بأنه رغم الفشل الذريع الذي مني به في عملية القدس، إلا أنه نجح في المقابل في إفشال عمليات ضخمة بشكل استباقي، واستدرك، "لكن ذلك يعني في الوقت ذاته أن فصائل المقاومة ليست بعيدة عن ما يحدث في الضفة، وأنها تبذل قصارى جهدها لتغذية الانتفاضة بعمليات كبيرة".

 ويؤكد عرابي أن الاحتلال يريد للأعياد اليهودية أن تمضي بأقل الخسائر، وهذا سبب آخر لتجنب تصعيد كبير حاليًا، لكن ذلك لا يعني أن انتهاءها سيكون فاتحةً لتصعيد شامل، متوقعًا أن يواصل جيش الاحتلال تنفيذ سياسة وزيره أفيغدور ليبرمان، بمكافأة المناطق الهادئة، والانتقام بشكل موضعي ومحدود من المناطق التي يخرج منها منفذو العمليات.

اقرأ/ي أيضا:

أمن إعلام الاحتلال يلاحق عزمي بشارة إلى واشنطن

إمبراطورية تجارة الأعضاء.. إسرائيل وراء كلّ هذا!