12-مارس-2024
نتنياهو وبادين

الترا فلسطين | فريق التحرير 

استبعد محللون إسرائيليون أن يكون لتصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن ضد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تداعيات مباشرة على تزويد "إسرائيل" بالسلاح والذخائر لاستمرار حربه على غزة، فيما أكد التلفزيون الإسرائيلي الرسمي أن تصريحات بايدن وردّ نتنياهو عليها مفيدة للطرفين من الناحية السياسية، بينما أكدت القناة 13 أن بايدن يشدد لهجته لكنه لا يفعل شيئًا.

وخصصت القنوات الإسرائيلية مساحة واسعة من تغطيتها لتصريحات جو بايدن خلال مقابلة مع قناة (إم.إس. إن. بي. سي) التي هاجم فيها رئيس حكومة الاحتلال قائلاً: "من وجهة نظري، إنه يلحق الضرر بإسرائيل أكثر مما يساعدها عبر دفع بقية دول العالم لمعارضة كل ما يحاول تحقيقه".

قناة "كان": الطريقة الوحيدة لبايدن من أجل التوفيق بين التقدميين في حزبه وتأييده لـ"إسرائيل" هو من خلال الهجوم على نتنياهو واعتباره المشكلة

القناة 13 الإسرائيلية  قالت إنه من الواضح أن زعيم الدولة الصديقة الأكبر لـ"إسرائيل" يقول بصراحة "إن نتنياهو يتسبب بضرر أكبر من الفوائد".

ولم يتأخر نتنياهو بالرد بطريقة غير مباشرة على تصريحات الرئيس الأميركي قائلًا: "محاولة القول إن سياستي هي سياسة شخصية خاصة بي، وﻻ تحظى بدعم غالبية الإسرائيليين هي محاولة كاذبة، والغالبية المطلقة من الإسرائيليين موحدة بشكل غير مسبوق".

وفسرت قناة "كان" العبرية دوافع بايدن لتوجيه الانتقاد لنتنياهو وليس لـ"إسرائيل"، لأن الأول يواجه ضائقة سياسية حزبية مع اقتراب الانتخابات، والتقدميين يطالبونه بالامتناع عن تأييد الحرب على غزة لتفادي خسارة أصوات الناخبين الرافضين للحرب، ولكنه من جهة أخرى يدعم الحرب ويدعم سياسة "إسرائيل" الهادفة للقضاء على حماس، ويدعم أمن "إسرائيل".

وأضافت أن بمقدور بايدن التوفيق بين هاتين النقطتين فقط من خلال التركيز على نتنياهو، واعتباره المشكلة، وأنه هو "من لا يستمع ولا يكرس الاهتمام للحياة البشرية"، ومن خلال هذه الاستراتيجية يستطيع بايدن أن يُرضى التقدميين داخل حزبه وكذلك عدم المساس في "إسرائيل" بذات الوقت. 

ورأى محلل القناة السياسي أن انتقادات بايدن تصب في مصلحة نتنياهو، قائلًا: "هذه التصريحات تضع نتنياهو في المكانة التي يُحب أن يكون فيها، في مكانة المدافع عن إسرائيل في مواجهة كل هؤلاء من الخارج الذين يريدون تقييد قوتنا وأمننا".

لم يمنع بايدن تزويد "إسرائيل" بالسلاح حتى الآن ولم يمس بحق النقض في مجلس الأمن 

فيما أكد المعلق السياسي في القناة 13 العبرية أن بايدن لم يتخذ أي قرار من شأنه الإضرار بـ"المجهود الحربي الإسرائيلي"، وأضاف أن من بين النخبة المؤثرة في الولايات المتحدة الرئيس بايدن هو الأكثر موالاة لـ"إسرائيل"، ومقربيه وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي قد يذهبون بعيدًا في سياستهم ضد تل أبيب، وأكد أن بايدن يشدد من لهجته دائمًا ولكن على صعيد الأفعال لم يفعل تقريبًا أي شيء، بـ"استثناء الميناء وهو صفعة مدوية لإسرائيل ولكنها لا تمس بالمجهود الحربي".

وأشار إلى أن بايدن لم يمنع تزويد "إسرائيل" بالسلاح حتى الآن، "ولم يمس بحق النقض في مجلس الأمن الدولي".

بدوره أكد المحلل العسكري في القناة 13 أن: "الأمريكيين يواصلون تزويد إسرائيل بالسلاح والذخائر التي تطلبها".

فيما قال مسؤولون إسرائيليون كبار في مجلس الحرب إن رد نتنياهو بهذه الطريقة تزيد حدة الصدام بين واشنطن وتل أبيب، وأضافوا أن هناك خطرًا حقيقيًا من "قيام الأميركيين بالضغط على الكوابح"، ومنع "إسرائيل" من استكمال العملية البرية في رفح، وهذا الصدام قد يصل لدرجة المساس بالدعم الدبلوماسي والعسكري، بحسب ما نشرت القناة 12 العبرية.