لليوم الخامس على التوالي، تحاول طواقم بلدية غزة والدفاع المدني السيطرة على حريق كبير اندلع في مكب النفايات الواقع شرق بلدة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة، وسط تحذيرات من "كارثة بيئة" مع استمرار انبعاث الأدخنة وانتشارها في أجزاء واسعة من مدينة غزة والمحافظة الوسطى.
بلدية غزة تخشى الآن من التأثيرات السلبية لاستمرار تصاعد الأدخنة الناتجة عن احتراق النفايات التي تنتشر خاصة في أوقات الصباح الباكر، وما قد تشكله من آثار سلبية على البيئة والصحة العامة
وتصاعدت شكاوى المواطنين جراء تواصل انبعاث الأدخنة الناتجة عن الحريق خاصة في ساعات المساء والصباح الباكر، في ظل الأجواء الحارة وتواصل أزمة التيار الكهربائي.
وقال الناطق الإعلامي باسم بلدية غزة حسني مهنا لـ "الترا فلسطين"، إن طواقم البلدية والدفاع المدني تمكنت من إخماد جزء من الحريق، فيما لا تزال النيران مشتعلة في مناطق مختلفة من المكب.
وبين حسني مهنا، أن طواقم البلدية وبالتعاون مع وزارة الأشغال العامة ومجلس الخدمات المشترك تمكنت من تطويق النيران عبر وضع سواتر ترابية لعزل المناطق المشتعلة عن المناطق التي لم تصلها النيران بعد، وفرد طبقات من الأتربة والطين فوق المناطق التي تم إخماد النيران فيها لضمان عدم اشتعالها مجددًا.
وأوضح مهنا، أن الآلية الجديدة للتعامل مع الحريق، قلصت مساحة الرقعة التي تنتشر فيها النيران من 50 دونمًا إلى 35 دونم، متوقعًا بأن يتم السيطرة على الحريق بصورة كاملة نهاية الأسبوع الجاري.
وأضاف، أن بلدية غزة تخشى الآن من التأثيرات السلبية لاستمرار تصاعد الأدخنة الناتجة عن احتراق النفايات التي تنتشر خاصة في أوقات الصباح الباكر، وما قد تشكله من آثار سلبية على البيئة والصحة العامة.
وأشار حسني مهنا إلى أن المكب يخدم ثماني بلديات على مستوى قطاع غزة، خاصة على مستوى مدينة غزة ومحافظة الشمال، ويستقبل يوميًا نحو ألف طن من النفايات، وهي كمية كبيرة جدًا.
المكب يخدم ثماني بلديات على مستوى قطاع غزة، وفي حال استمرار تطور الحريق وامتداده، قد تضطر إلى تعليق استقبال النفايات في المكب، وهو ما قد يتسبّب في تداول كارثي بيئي وصحي
وأضاف مهنا، أن البلدية خاطبت جميع الجهات -محليًا وعربيًا ودوليًا- منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحريق، ووضعتهم في صورة الوضع، كما طالبت بكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وإرسال المعدات والآليات اللازمة لعمل البلديات، وكذلك تطوير العمل داخل مكب النفايات لضمان عدم تكرار هذه الحادثة.
ولم تتضح أسباب اندلاع الحريق حتى الآن، وفقًا لحسني مهنا، "ولكن في مرات سابقة تبين أن اندلاع حرائق في المكب كان نتيجة إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز جهة المكب، والنفايات سرعان ما تشتعل بفعل الغازات الناتجة عن تحلل النفايات في المكب الواقع بالقرب من الحدود مع الخط الأخضر".
وكانت بلدية غزة قد حذرت أنها في حال استمرار تطور الحريق وامتداده، قد تضطر إلى تعليق استقبال النفايات في المكب، وهو ما قد يتسبّب في تداول كارثي بيئي وصحي للمناطق والمدن التي يخدمها المكب.
يُشار أن حريقًا اشتعل في المكب ذاته بداية شهر آذار/مارس الماضي، وحينها استمرّ الحريق لأيام قبل أن ينجحوا في السيطرة عليه.