كشف موقع واللا الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل قررت تفجير مئات من أجهزة الاتصالات التي حملها عناصر حزب الله في لبنان وسوريا أمس الثلاثاء، بعد مخاوف متزايدة من أن التنظيم قد يكتشف قريبًا الثغرة الأمنية في هذه الأجهزة، وفقًا لما أفاد به ثلاثة مسؤولين أميركيين.
وأكد مسؤول أميركي بارز أن إسرائيل كانت أمام خيارين: إما استخدام الأجهزة المفخخة أو المخاطرة بفقدانها، مشيرًا إلى أن إسرائيل أوضحت هذا الأمر للولايات المتحدة بشأن توقيت الهجوم.
قبل دقائق من بدء انفجار الأجهزة في لبنان، أجرى وزير الجيش الإسرائيلي غالانت اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأميركي لويد أوستن، حيث أبلغه بأن إسرائيل تعتزم القيام بعملية في لبنان قريبًا
وبحسب مسؤول إسرائيلي سابق، كانت الاستخبارات الإسرائيلية قد خططت لاستخدام هذه الأجهزة المفخخة، التي نجحت في زرعها مع عناصر حزب الله، كضربة افتتاحية في حرب شاملة ضد التنظيم، بهدف شلّ حركته مؤقتًا ومنح إسرائيل ميزة كبيرة في أي هجوم قادم.
وفي الأيام الأخيرة، تصاعدت المخاوف الإسرائيلية من احتمال اكتشاف حزب الله لوجود هذه الثغرة الأمنية في أجهزة الاتصالات، ما دفع إلى عقد مشاورات طارئة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزراء كبار، ورؤساء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية. وقد أسفرت هذه المشاورات عن قرار باستخدام النظام السريّ في الحال، بدلًا من المخاطرة باكتشافه من قبل حزب الله، وفقًا لمصدر أميركي.
وقد أُفصح عن هذه المخاوف لأول مرة في تقرير لموقع "المونيتور". وذكر التقرير أن اثنين من عناصر حزب الله قد أثارا في الأيام الأخيرة شكوكًا بشأن الأجهزة التي يحملونها. وأثناء زيارة المستشار البارز للرئيس الأميركي، آموس هوكشتاين، لإسرائيل يوم الإثنين، كان نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت ومسؤولون آخرون منشغلين بمشاورات أمنية تتعلق بالموضوع، ولم يقدموا أي تلميح لهوكشتاين حول ما يجري خلف الكواليس.
وفي يوم الثلاثاء بعد الظهر، قبل دقائق من بدء انفجار الأجهزة في لبنان، أجرى وزير الجيش الإسرائيلي غالانت اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأميركي لويد أوستن، حيث أبلغه بأن إسرائيل تعتزم القيام بعملية في لبنان قريبًا، لكنه رفض تقديم تفاصيل حول الهدف أو طبيعة العملية، وفقًا لما ذكره مسؤول أميركي.
وأوضح المسؤول الأميركي أن إسرائيل لم تزوّد الولايات المتحدة بتفاصيل الهجوم مسبقًا، لكن أشار إلى أن مكالمة غالانت كانت محاولة لتجنب مفاجأة الولايات المتحدة بشكل كامل. ومع ذلك، عبّر مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن استيائهم من عدم تقديم إشعار كافٍ. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، للصحفيين يوم الثلاثاء: "لم نكن على علم بهذه العملية ولم نكن جزءًا منها".
وأصدر حزب الله تهديدًا بالرد على هجوم الأجهزة المفخخة، الذي أسفر عن استشهاد 13 شخصًا على الأقل وإصابة 3000 آخرين، منهم 200 في حالة خطيرة.
وتوقع مسؤولون إسرائيليون وأميركيون أن رد حزب الله قد يتخذ أحد اتجاهين: إما أن يشنّ التنظيم هجومًا كبيرًا على إسرائيل للانتقام مما وصفه بـ "الإهانة"، أو أنه قد يتراجع، على الأقل في المدى القريب، خوفًا من احتمال وجود ثغرات أمنية أخرى قد تكون إسرائيل قادرة على استغلالها.