الترا فلسطين | فريق التحرير
على نحو غير مسبوق، هاجم ضابط إسرائيلي كبير، سياسات رئيس أركان جيش الاحتلال افيف كوخافي في إدارة الجيش، متهمًا إياه بتحويل الجيش إلى "شركة هايتك"، وأن الخوف من سقوط قتلى من الجنود دفعه للامتناع عن إشراك قوات برية في "كمين مترو حماس" خلال مواجهة أيار/مايو 2021، كما أعرب عن قلقه على مستقبل منظومة الاحتياط العسكرية.
قال المسؤول العسكري الكبير، إن كوخافي وضع خطة بهدف تحويل الجيش الإسرائيلي إلى "جيش فتاك وفعال ومبتكر"، لكن خطته أدت في النهاية لإلحاق ضرر بالغ بسلاح اليابسة، وبقدرته على حشد عدد ملائم من القوات في فترات الهدوء وقبل الانخراط في عملياتٍ
وقال المسؤول العسكري الكبير، وفق ما نقلت الإذاعة العامة الخميس، إن كوخافي وضع خطة بهدف تحويل الجيش الإسرائيلي إلى "جيش فتاك وفعال ومبتكر"، لكن خطته أدت في النهاية لإلحاق ضرر بالغ بسلاح اليابسة، وبقدرته على حشد عدد ملائم من القوات في فترات الهدوء وقبل الانخراط في عملياتٍ أو إعلان حالة التأهب بدرجاتها المتفاوتة.
وتقوم خطة أفيف كوخافي، على مبدأ امتلاك زمام المبادرة الهجومية والاعتماد على الابتكار في التصنيع العسكري بتطوير وصناعة أسلحة وعتاد مصمم لمواجهة تحديات المستقبل، مثل الروبوتات، وطائرة بدون طيار لكل غرفة حرب، ووسائل تساعد على زيادة القدرة على ضرب العدو". لكن في النهاية، وفق المسؤول العسكري الذي لم تكشف الإذاعة هوية، فقد "أصبح الجيش الإسرائيلي شركة هايتك، على حساب الجيش البري الذي يشكل في نهاية المطاف العامل الحاسم في ساحة المعركة".
وحمل المسؤول الكبير، افيف كوخافي المسؤولية عن فشل كمين "مترو حماس" في مواجهة أيار، بسبب عدم استخدامه القوات في العملية للقضاء على مقاتلي المقاومة في الأنفاق. وقال: "خططنا لقتل المئات من الإرهابيين، وكدنا أن نحرز انتصارًا استراتيجيًا. لقد أبقينا على ذلك الكمين لتنفيذه خلال الحرب، ولكن في النهاية تقرر عدم إشراك القوات البرية في العملية. كانوا في قيادة الأركان خائفين من المخاطرة بحياة القوات رغم أنها كانت مجهزة بكل عتاد الحماية".
وأضاف، أن جيش الاحتلال على عتبة فقدان القدرة على حشد الحد الأدنى من القوات، في ظل بروز عدد من التهديدات المعقدة، محذرًا من أن "إسرائيل قد تواجه معركة طاحنة مصحوبة بتحديات داخلية، ستكون فيها بحاجة لكل مقاتل، وغياب أي مقاتل سيظهر النقص".
أعرب المسؤول العسكري عن قلقه بشأن تماسك منظومة الاحتياط في جيش الاحتلال "التي تتقلص باستمرار، حتى تم تسريح عشرات آلاف الجنود الاحتياط، وتقليص عدد من الألوية والكتائب"
واستهجن، إعلان كوخافي، مؤخرًا -خلال محاضرة- عن عملية هجومية سرية نفذها سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال في عمق سوريا، متسائلاً: "ما الرسالة التي أوصلها بعد كشفه النقاب عن هذه العملية؟ هل العدو لا يعلم أننا تعمدنا ضرب الشاحنة الثامنة من القافلة؟ بعد كل شيء، تقرر الحفاظ على الغموض بشأن هذه العملية، ثم بشكل مفاجئ وبدون تخطيط يكشف كوخافي تفاصيلها. عدونا بهدوء وبصمت يُشيد مصانع لصناعة الصواريخ الدقيقة وبعيدة المدى، عندما تكون في أيديهم صواريخ دقيقة، ستكون حربهم ضدنا مختلفة".
وأعرب المسؤول العسكري عن قلقه بشأن تماسك منظومة الاحتياط في جيش الاحتلال "التي تتقلص باستمرار، حتى تم تسريح عشرات آلاف الجنود الاحتياط، وتقليص عدد من الألوية والكتائب"، مؤكدًا أن هناك فجوات في المهارات في الجيش، إضافة إلى مشاكل ونقص في قطع الغيار الخاصة بالمعدات العسكرية. وقال: "يجب الحفاظ على منظومة الخدمة العسكرية الاحتياطية. نهاية الحرب بإحراز النصر السريع في غضون أسبوع وهم كبير، وبدلاً من الاحتفاظ بعشرات الدبابات وتأهيلها، قاموا بتخصيص الميزانية بالكامل للتقنيات المتقدمة".
وتطرق إلى قرار نقل صلاحيات منسق أعمال حكومة الاحتلال في الضفة وغزة إلى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، متوقعًا أن يؤدي ذلك إلى مشاكل تنسيقية، وربما اندلاع موجة تصعيد جديدة؛ خاصة في حال شرعنة البؤر الاستيطانية، "وهذا سيلقي المزيد من العبء على جنود الاحتياط، وسيلحق الضرر بوتيرة التدريبات الروتينية لجنود الخدمة النظامية" كما قال.