19-أكتوبر-2024
الإعلام في غزة.jpg

(Getty)

قالت مقررة في الأمم المتحدة، يوم الجمعة، إن حرية التعبير أصبحت مهددة بشكل أكثر خطورة في غزة مقارنة بأي صراع حديث، مع استهداف الصحفيين في المنطقة التي مزقتها الحرب واستهداف المؤيدين للفلسطينيين في العديد من البلدان.

وأشارت إيرين خان، المقررة المستقلة للأمم المتحدة المعنية بالحق في حرية الرأي والتعبير، إلى الهجمات على وسائل الإعلام والقتل المستهدف والاعتقال التعسفي لعشرات الصحفيين في غزة.

مقررة أممية: ما يحدث في غزة يرسل إشارات حول العالم مفادها أنه من المقبول القيام بهذه الأشياء؛ لأن ذلك يحدث في غزة، وإسرائيل تتمتع بالإفلات المطلق من العقاب

وقالت إن "حظر الجزيرة، وتشديد الرقابة داخل إسرائيل وفي الأراضي المحتلة، يبدو وكأنه يشير إلى استراتيجية السلطات الإسرائيلية لإسكات الصحافة الناقدة وعرقلة توثيق الجرائم الدولية المحتملة".

وانتقدت خان بشدة "التمييز والمعايير المزدوجة" التي أدت إلى فرض قيود وقمع الاحتجاجات والتعبير المؤيد للفلسطينيين.

واستشهدت بالحظر في ألمانيا ودول أوروبية أخرى، والاحتجاجات التي "قُمعت بشدة" في حرم الجامعات الأميركية، والرموز والشعارات الوطنية الفلسطينية المحظورة وحتى المجرمة في بعض البلدان.

وأشارت المقررة الخاصة للأمم المتحدة أيضًا إلى "إسكات وتهميش الأصوات المعارضة في الأوساط الأكاديمية والفنون"، مع فشل بعض أفضل المؤسسات الأكاديمية في العالم في حماية جميع أعضاء مجتمعها، "سواء كانوا يهودًا أو فلسطينيين أو إسرائيليين أو عربًا أو مسلمين أو غير ذلك".

وأكدت أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة واحتلالها للأراضي الفلسطينية منذ عقود هي مسائل تثير الاهتمام العام والتدقيق والنقد.

وكانت خان قد قدمت في وقت سابق تقريرها حول "الأزمة العالمية لحرية التعبير الناجمة عن الصراع في غزة" إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للجمعية العامة.

وقالت إن إسرائيل ردت على ذلك، وأوضحت قوانين البلاد، و"اتخذت موقفًا مفاده أن الصراع في غزة ليس له أهمية عالمية حقيقية، ولا ينبغي لولايتي أن تتدخل فيه".

وأكدت خان، الأمينة العامة السابقة لمنظمة العفو الدولية، أن "أي صراع في الآونة الأخيرة لم يهدد حرية التعبير بشكل خطير أو أبعد من حدوده مثل غزة".

وقالت إن الهجمات على وسائل الإعلام "هي هجوم على حق الحصول على المعلومات للأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين يريدون معرفة ما يحدث هناك".

وقالت خان إنها دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز حماية الصحفيين "باعتبارهم عمال مدنيين أساسيين". مضيفةً: "يجب النظر إلى الصحافة باعتبارها ضرورية مثل العمل الإنساني".

وأوضحت خان أن صناعة المعلومات تغيرت، ويجب التأكيد أيضًا على قضية وصول ممثلي وسائل الإعلام الدولية إلى مناطق الصراع، الذين منعتهم إسرائيل من دخول غزة. وأضافت: "يجب توضيح أنه ليس من المقبول مجرد منع وصول وسائل الإعلام الدولية".

وتساءلت خان، دون تسمية أي دولة، عن سبب صمت الدول التي تفتخر بأنها بطلة للإعلام في مواجهة الهجمات غير المسبوقة على الصحفيين في غزة والضفة الغربية.

وقالت خان "رسالتي الرئيسية هي أن ما يحدث في غزة يرسل إشارات حول العالم مفادها أنه من المقبول القيام بهذه الأشياء؛ لأن ذلك يحدث في غزة، وإسرائيل تتمتع بالإفلات المطلق من العقاب، وسيعتقد آخرون في جميع أنحاء العالم أنه سيكون هناك إفلات مطلق من العقاب أيضًا".