19-أكتوبر-2024
المستوطنون يهاجمون جالود جنوب لبنان.jpg

من الهجوم على قرية جالود جنوب نابلس

أصيب مواطن بالرصاص الحي، اليوم السبت، خلال هجوم نفذته مجموعة من عشرات المستوطنين على قرية جالود جنوب نابلس.

وأفاد عضو مجلس قروي جالود راجح حمود لـ"الترا فلسطين"، بأن أكثر من 150 مستوطنًا هاجموا بعد ظهر اليوم المنطقة الشرقية ومنطقة الجبل من قرية جالود، قادمين من مستوطنات "إيش قوديش" و"شيلو".

المستوطنون قتلوا الأغنام وهاجموا المركبات والمنازل بحرقها والحجارة

وأضاف حمود، أن المستوطنين هاجموا في البداية بركسات لتربية المواشي في المنطقة الشرقية وأضرموا النار في سيارتين هناك، قبل أن يتمكن صاحب الأغنام من الفرار، ثم قاموا بقتل عشرات رؤوس الماشية فيها.

وأوضح، أن المستوطنين هاجموا بعدها مجموعة من المنازل لم يكن بداخلها سواء نساء وأطفال، بسبب وجود الرجال في أعمالهم وفي قطف الزيتون، ثم أحرقوا منزل عصام حمود، المعروف باسم دار "أم علي".

وبين حمود، أنهم اتصلوا على سيارات الإسعاف والدفاع المدني ولم يتمكنوا من صد هجوم المستوطنين الواسع، فيما أصيب شاب بالرصاص في عينه نقل على إثرها لتلقي العلاج في المستشفى، وعدد آخر من الشبان برضوض وكسور خلال المواجهات.

وليس ببعيد عن جالود، هاجم مستوطنون المزارع محمود غفري خلال حراثة أرضه في بلدة سنجل شمال رام الله.

وفي تعقيب لـ "الترا فلسطين" قال غفري، إن عددًا من المستوطنين هاجموه خلال حراثة أرضه في منطقة "بطن الحلاوة" شمال بلدة سنجل، وهم يحملون الأسلحة النارية والبيضاء. 

وأضاف غفري، بأن هذه الأرض لم يتمكن أحد من الوصول إليها منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وآثر حراثتها قبل موسم الزيتون بسبب وعود بقطفها هذا العام بعد التنسيق، لكنه تفاجئ بهجوم المستوطنين عليه، حيث قاموا بإعطاب إطارات الجرار الزراعي، وسرقة هاتفه، ووضع التراب في خزان الوقود لإعطاب الجرار بشكل كامل.

وبين غفري، أنه تمكن بعد ساعات من العودة إلى الأرض مع أفراد من عائلته وسحب الجرار بالرغم من بحث الجيش عنهم في الجبل لمصادرة الجرار.

وبحسب مؤسسات رسمية ونشطاء، يشهد موسم قطف الزيتون هذا العام زيادة غير مسبوقة في اعتداءات المستوطنين على الأهالي وقاطفي الزيتون.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، إن إسرائيل تستخدم تكتيكات "شبيهة بالحرب" ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، مشيرًا إلى عمليات قتل على أيدي جنود وهجمات على بساتين زيتون فلسطينية يشنها مستوطنون إسرائيليون.

وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أنه تلقى تقارير تفيد بأن المستوطنين نفذوا 32 هجومًا ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، بما في ذلك على المزارعين. وأضاف أن هناك تقارير أولية تفيد بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت امرأة كانت تقطف الزيتون بالقرب من مدينة جنين بالضفة الغربية، يوم الخميس.

وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ينس ليركه في مؤتمر صحفي في جنيف: "من المثير للقلق حقًا أن الهجمات لا تستهدف الناس فحسب، بل تستهدف أيضًا بساتين الزيتون. إن موسم قطف الزيتون يشكل شريان حياة اقتصاديًا لعشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية في الضفة الغربية".

وأضاف تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن نحو 600 شجرة زيتون أحرقت أو خربتها أو سرقت على يد المستوطنين منذ بدء موسم الحصاد. وتضمن التقرير صورة لرجل فلسطيني يقف بجوار جذع شجرة زيتون بعد قطع أغصانها.

وقال ليركه: "إن القوات الإسرائيلية تستخدم تكتيكات مميتة شبيهة بالحرب في الضفة الغربية، مما يثير مخاوف جدية بشأن الاستخدام المفرط للقوة وتعميق الاحتياجات الإنسانية للناس".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن العنف والتأثيرات الناجمة عن حرب غزة أدت إلى مضاعفة عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي في الضفة الغربية إلى 600 ألف شخص منذ أوائل عام 2023.

قال خبراء الأمم المتحدة، يوم الأربعاء، إن المزارعين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة يواجهون "موسم الزيتون الأخطر على الإطلاق"، وحثوا المستوطنين والقوات الإسرائيلية على عدم التدخل في الحصاد.

وقال الخبراء المستقلون في بيان: "في عام 2023، تخلل موسم القطف زيادة حادة في القيود المفروضة على الحركة والعنف من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين".

وفي عام 2023، لم يتم حصاد أكثر من 9600 هكتار (24 ألف فدان) من الأراضي المزروعة بالزيتون في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل. وأضافوا أن ذلك يعني خسارة 1200 طن من زيت الزيتون بقيمة 10 ملايين دولار.

وحذروا من أن "هذا الوضع من المتوقع أن يزداد سوءًا"، حيث ألغت السلطات الإسرائيلية أو فشلت في إصدار التصاريح التي تسمح للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم.

وحثوا قوات الاحتلال على الامتناع عن التدخل في موسم قطف الزيتون هذا العام، و"تركيز جهودها على انسحاب الاحتلال وتفكيك المستوطنات".

قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ينس ليركه في مؤتمر صحفي في جنيف: "من المثير للقلق حقًا أن الهجمات لا تستهدف الناس فحسب، بل تستهدف أيضًا بساتين الزيتون. إن موسم قطف الزيتون يشكل شريان حياة اقتصاديًا لعشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية في الضفة الغربية"

وقال الخبراء إنهم "سيواصلون الدعوة إلى الحماية، بما في ذلك من خلال وجود أجنبي يعمل كحاجز بين الفلسطينيين ومعتديهم، وحماية المزارعين الفلسطينيين وأسرهم".

وفي العام الماضي، وثقت منظمة يش دين 113 حالة عنف من قبل جنود ومستوطنين لعرقلة قطف الزيتون، أو ضد فلسطينيين يعملون في الحصاد. وشهد العام الماضي أيضًا زيادة في تواجد جنود المستوطنين في "كتائب الدفاع الإقليمي"، الذين غالبًا ما شاركوا في منع الوصول إلى الأراضي أو في أعمال عنف.