19-أكتوبر-2024
استشهاد أسير لبناني على يد الجيش الإسرائيلي.jpg

(Getty) لم تكشف المصادر الإسرائيلية أي معلومات عن الأسير اللبناني

أفادت مصادر إعلاميّة إسرائيليّة، باستشهاد أسير لبنانيّ، اعتقل من جنوب لبنان، ليلة الخميس- الجمعة، على يد محقّق إسرائيليّ.

ووفق المصادر الإسرائيليّة، فإنّ الشرطة العسكريّة الإسرائيليّة، فتحت تحقيقًا بعد استشهاد أسير لبنانيّ، كان في عهدة قوّة عسكريّة داخل لبنان، بعد أسره.

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن استشهاد أسير لبناني، اعتقل من جنوب لبنان، على يد محقق إسرائيلي

وبحسب المصادر، فإن قاتل الأسير اللبنانيّ، محقّق من وحدة 504 التابعة للجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أنّ الأسير اعتقل بعد الاشتباك مع قوّات لواء غولاني، والّذي أدّى إلى سقوط قتلى في صفوف اللواء.

وكانت القناة الثانية الإسرائيليّة (القناة الـ12 حاليًّا) قد بثّت تقريرًا، في وقت سابق، عن الوحدة 504، ووصفتها بأنّها "أقذر وحدة في الجيش الإسرائيليّ". مشيرة إلى أنّ "الوحدة 504 مسؤولة عن تجنيد وتشغيل العملاء"، وتوصف في الإعلام الإسرائيليّ بأنّها تشبه جهاز المخابرات الخارجيّة "الموساد"، لكونها تعمل في عمق الدول العربيّة.

أوضح الباحث والصحفيّ المتخصّص في الشؤون الإسرائيليّة، أنس أبو عرقوب، أنّ أحد الجوانب الرئيسيّة لعمل الوحدة 504 يتمثّل في التحقيق مع الأسرى. وفي هذا السياق، كشف ضابط متقاعد من الوحدة أنّ المحقّقين يستخدمون التهديد والإغراء، بالإضافة إلى جميع الوسائل الممكنة، لانتزاع أكبر قدر ممكن من المعلومات من الأسرى.

وأضاف أبو عرقوب لـ"الترا فلسطين"، أنّ وسائل الإعلام العبريّة وصفت هذه الوحدة بألقاب عديدة، من بينها "جهاز الموساد الصغير" و"أقذر وحدات الجيش". ووفقًا لمراجعة مقابلات أجريت مع كبار ضبّاط الوحدة، تبيّن أنّهم استخدموا كلّ الوسائل الممكنة لتجنيد الأشخاص كعملاء، بما في ذلك اللجوء إلى العلاقات الجنسيّة كأداة لتحقيق ذلك.

وأشار أبو عرقوب إلى حادثة كشف فيها أحد قادة الوحدة أنّه "أصدر أمرًا بقصف مجموعة فدائيّة كانت برفقة عميل تابع للوحدة، على الرغم من معرفته بأنّ العميل سيقتل بنيران قوّاته". وقد برّر هذا القرار، بقوله: "كنت أعلم أنّي أرسله إلى الموت، لكنّي ضحّيت بجنديّ كما يتمّ التضحية في لعبة الشطرنج".

وفي مقابلة سابقة مع القناة العاشرة الإسرائيليّة، قال ضابط آخر: "استخدام العملاء ليس بالأمر السهل. إنّها مهنة يصفها البعض بأنّها قذرة، فهي تعتمد على استغلال نقاط الضعف البشريّ، وتتطلّب الإغراء والخداع والكذب والتضليل".

وأشار أبو عرقوب إلى أنّ هذه الوحدة، رغم الأساليب الّتي تتبعها، تعرّضت لخسائر كبيرة منذ بداية العقد الماضي. ومن أبرز هذه الخسائر العمليّة الّتي نفّذها الشهيد حسن أبو شعيرة، الّذي تمكّن فيها من قتل العقيد يهودا إدريّ خلال الانتفاضة الثانية. كما تكبّدت الوحدة خسائر فادحة في مواجهة الأجهزة الأمنية اللبنانيّة وحزب اللّه، وحركة حماس، والجهاد الإسلاميّ، اللّذين تمكّنا من كشف العديد من شبكات التجسّس التابعة للوحدة.

وبالتزامن مع الكشف عن الحادث، واتّخاذ قرار فتح التحقيق في النيابة العسكريّة الإسرائيليّة، قال وزير الأمن القوميّ المتطرّف إيتمار بن غفير: "هناك عناصر في الجيش الإسرائيليّ ما زالوا لا يعرفون من هو العدوّ ومن هو الحبيب"، وذلك اعتراضًا على قرار التحقيق باستشهاد الأسير اللبنانيّ.

ويأتي فتح تحقيقات إسرائيليّة داخليّة في جرائم ضدّ الفلسطينيّين أو اللبنانيّين في هذه الحالة، انطلاقًا ممّا يعرف في إسرائيل بـ"القبّة الحديديّة القضائيّة"، وهي تعني توجيه ضربة "استباقيّة قضائيّة" ليس فقط لتحاشي ملاحقة مسؤولين وضبّاط إسرائيليّين أمام محكمة الجنايات الدوليّة، وإنّما أيضًا أمام محاكم دول يتيح قانونها المحلّيّ محاكمة أشخاص ارتكبوا جرائم ضدّ أشخاص آخرين، رغم أنّ تلك الجرائم لم تقع على أراضيها، وهذا الخطر واجهته "إسرائيل" في الشكوى الّتي وجّهت في بلجيكا ضدّ رئيس وزرائها الأسبق أريئيل شارون.