وصلت لقاحات شلل الأطفال إلى غزة، اليوم الإثنين، وذلك مع بدء حملة واسعة لتطعيم أكثر من 640,000 طفل فلسطيني واحتواء انتشار المرض، وفقًا لما أعلنته الأمم المتحدة والسلطات الصحية في غزة. يأتي ذلك بعد تسجيل أول حالة مؤكدة للمرض في القطاع منذ 25 عامًا.
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأنها قامت بإدخال 1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال للأطفال في غزة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وجهات أخرى.
أكدت اليونيسف أن ما لا يقل عن 95% من الأطفال سيحتاجون إلى تلقي الجرعتين من اللقاح لمنع انتشار المرض وتقليل خطر عودته
وأكدت وزارة الصحة في غزة، يوم الإثنين، وصول اللقاحات وبدء التحضيرات لإطلاق حملة التطعيم للأطفال دون سنّ العاشرة. ومع ذلك، لم يتضح بعد مدى سرعة توزيع اللقاحات على مراكز التطعيم في غزة، حيث تعرقل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع عمل الطواقم الطبيّة.
وحذرت الوزارة من أن التطعيمات وحدها قد لا تكون فعّالة في ظلّ نقص المياه النظيفة ومواد النظافة الشخصية، إضافة إلى مشاكل الصرف الصحيّ وجمع النفايات في المناطق المكتظة بالسكان التي تأوي العائلات النازحة. وأشارت إلى أن الفرق الطبية ستحتاج إلى الانتشار في جميع أنحاء القطاع، وهو ما يتطلب "وقفًا فوريًا لإطلاق النار".
وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في بيان يوم الخميس، أن طفلاً يبلغ من العمر 10 أشهر في غزة قد أصيب بشلل الأطفال وأصبح مشلولًا في ساق واحدة. تم اكتشاف الفيروس الشهر الماضي في عينات من مياه الصرف الصحي، وهذه هي الحالة المؤكدة الأولى في غزة منذ ربع قرن.
وقال جيش الاحتلال، عبر إدارة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (COGAT) التابعة لوزارة جيش الاحتلال، في بيان يوم الإثنين، إن اللقاحات تم تسليمها إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم. وادعت الإدارة أن الحملة ستُنفذ بالتنسيق مع الجيش "كجزء من فترات التوقف الإنسانية الروتينية" التي يلتزم بها، وقد تسمح للفلسطينيين بالوصول إلى مراكز التطعيم.
وأكدت اليونيسف أن ما لا يقل عن 95% من الأطفال سيحتاجون إلى تلقي الجرعتين من اللقاح لمنع انتشار المرض وتقليل خطر عودته، وذلك "نظرًا للتدهور الشديد في أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي في قطاع غزة".
ودعت كل من اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية في بيان مشترك "جميع الأطراف المتنازعة" إلى تنفيذ وقف إنساني لمدة أسبوع في غزة للسماح "للأطفال والعائلات بالوصول بأمان إلى المرافق الصحية" لتلقي الجرعات. وأضاف البيان أنه "بدون فترات التوقف الإنسانية، لن يكون تنفيذ الحملة ممكنًا".
وأشار فيليب لازاريني، مدير الأونروا، يوم الجمعة، إلى أن الفرق الطبية التابعة للوكالة ستقوم بتوزيع اللقاحات في عياداتها ومن خلال فرقها الصحية المتنقلة. وأضاف أن "تأخير وقف إنساني سيزيد من خطر انتشار المرض بين الأطفال".