أكدت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية، أن الولايات المتحدة والوسطاء يبذلون ضغوطًا من أجل تحقيق تقدم حقيقي نحو اتفاق وقف إطلاق النار في اجتماع يوم الخميس القادم، وسط مخاوف من مواصلة نتنياهو رفضه للاتفاق، تلبية لضغوطات حلفائه في الائتلاف الحكومي.
المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل تشير إلى أن يحيى السنوار، يريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن السؤال هو هل نتنياهو يريد الاتفاق؟
وقالت صحيفة "هآرتس"، إن المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل تشير إلى أن يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، "لكن السؤال هو هل نتنياهو يريد الاتفاق؟ أم أنه سيفضل إنقاذ حكومته من الانهيار".
وبحسب مصادر "هآرتس"، فإن اجتماع يوم الخميس القادمK ربما يُمهد لمفاوضات غير مباشرة، بحيث تجري المفاوضات بوتيرة متسارعة من خلال وسيط ينقل الرسائل بين فريق التفاوض الإسرائيلي، والفريق الممثل لحركة حماس، حيث يتواجد كل منهما في غرفة بشكل متزامن.
ومن المنتظر أن يزور المنطقة خلال الأيام المقبلة، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن؛ ورئيس قسم الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت ماكغورك، ورئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز. وسيشارك الثلاثة في جهود تجدد المفاوضات، وسد الفجوات بين مصر وإسرائيل بشأن مسألة الإشراف على محور فيلادلفيا ومعبر رفح.
ونقلت "هآرتس" عن مصادر إسرائيلية "تخوفها" من أن يؤدي رد إيران أو حزب الله على اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر إلى تعنت حركة حماس في المفاوضات، خاصة أن يحيى السنوار "يحلم بوحدة الساحات وتحول الصراع إلى مواجهة شاملة"، حسب المصادر.
وأعربت المصادر عن تشاؤمها من إمكانية التوصل إلى تفاهمات مع حماس في المستقبل القريب، إذ إن عددًا لا بأس به من النقاط الخلافية لم يتم تسويتها، وأي نقطة من هذه النقاط يمكن أن تؤدي لانفجار المحادثات.
ويقدر المسؤولون الإسرائيليون والأجانب الذين شاركوا في المفاوضات خلال الأشهر الماضية، أن نتنياهو يؤجل التوصل إلى اتفاق بسبب القلق على مستقبله السياسي والخوف من انهيار الحكومة.
ووفقًا لمصادر "هآرتس"، فإن عطلة الكنيست -التي بدأت الشهر الماضي وستستمر إلى تشرين أول/أكتوبر القادم- يُمكن أن تشكل شبكة أمان لنتنياهو لدفع الاتفاق قدمًا، إذ لا يمكن التصويت على إسقاط الحكومة في هذه الفترة.
وتصف صحيفة "يديعوت أحرونوت" اجتماع الخميس القادم، بأنه "لقاء الفرصة الأخيرة" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ليس في غزة فقط، بل إقليميًا أيضًا.
وقالت "يديعوت أحرونوت"، إن المنطقة ستغرق في الأيام القادمة بالمسؤولين الأميركيين الذين يحاولون حياكة كل التفاصيل حتى قبل اجتماع الخميس، وأي فجوة لا يسدها الطرفان بحلول يوم الخميس، سيتم إغلاقها باقتراح مشترك للوسطاء (قطر ومصر) والولايات المتحدة.
وأضافت، "بمعنى آخر: سيضع البيت الأبيض اقتراح وساطة نهائي على الطاولة، وهذا في الواقع خطاب بايدن الثاني، في محاولة لإلزام الأطراف بالخطوط العريضة بشكل كامل".
وأوضحت "يديعوت أحرونوت"، أن الولايات المتحدة وقطر ومصر سئموا من نتنياهو، ويشعرون أنه غير جدي ولا يريد الاتفاق، وهم يائسون لدرجة أن الرد الذي قدمه رئيس الموساد، ديفيد برنياع، نهاية الشهر الماضي لم يُؤخذ على محمل الجد على الإطلاق.
لكن، خلافًا لما نشرته "يديعوت أحرونوت"، فإن شبكة سي إن إن نقلت عن مصدر مطلع على المفاوضات، أن يحيى السنوار بعث رسالة إلى الوسطاء المصريين والقطريين بعد انتخابه رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس، أكد فيها أنه يريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضافت، أن مصدرين مقربين من نتنياهو أوضحوا أنه مستعدٌ لعقد صفقة، بغض النظر عن تأثيرها على الائتلاف الحكومي، إلا أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية مازالت متشككة إلى حد كبير في استعداد نتنياهو للتوصل إلى اتفاق. وقال أحد المصادر: "لا أحد يعرف ما يريده نتنياهو".
أي فجوة لا يسدها الطرفان بحلول يوم الخميس، سيتم إغلاقها باقتراح مشترك للوسطاء (قطر ومصر) والولايات المتحدة
وبحسب سي إن إن، فإن نتنياهو سيواجه جبلًا من الضغوطات هذا الأسبوع من الولايات المتحدة، لدفعه إلى الموافقة على الاتفاق. وقال مصدرٌ إسرائيلي، إن واشنطن أبلغت إسرائيل بأنه قد حان الوقت للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من أجل تجنب حرب إقليمية أوسع.
يُذكر أن هيئة البث الإسرائيلية كشفت، ليلة السبت، أن إسرائيل سوف تتمسك في اجتماع الخميس بمطالبها الثلاثة التي ترفضها حركة حماس بالمطلق، وهي: البقاء في محور فيلادلفيا، وأن يكون لإسرائيل حق تحديد الأسرى الذين سيصنفون على أنهم حالة إنسانية في صفقة التبادل، وإبعاد الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام المؤبدة خارج فلسطين.