02-سبتمبر-2024
تنياهو في مؤتمر صحفي يستعرض خريطة

ادعى رئيس وزراء حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحافي عقده مساء الإثنين، أن استمرار سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وقطاع غزة هو أمر ضروري لتحقيق ثلاثة من أهداف الحرب الأربعة التي وضعتها إسرائيل. 

وأشار نتنياهو إلى أن الأهداف الرئيسية تشمل "القضاء على حماس، وإعادة الأسرى، وإزالة أي تهديد مستقبلي من غزة"، وقال إنه "لا يمكن تحقيقها بدون السيطرة على هذا المحور، فيما يتمثل الهدف الرابع في إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".

ردت عائلات الأسرى الإسرائيليين على تصريحات نتنياهو بانتقادات حادة، معتبرة أن خطابه مليء بالكذب والتلفيق

وخلال كلمته، أشار نتنياهو إلى أن حكوماته السابقة كانت ترغب في السيطرة على محور فيلادلفيا، إلا أن غياب الشرعية الدولية التي تتيح لإسرائيل اجتياح غزة واحتلالها حال دون ذلك. 

واعتبر نتنياهو أن هذه المنطقة تشكّل شريان حياة لحركة حماس من خلال تهريب الأسلحة عبرها.

واستعرض نتنياهو خريطة لقطاع غزة تُظهر موقع محور فيلادلفيا، مشددًا على أن هذا المحور يشكل "المنفذ الوحيد لتوريد الأسلحة لحماس"، وأن "محور الشر بقيادة إيران" متمسك بهذا المحور، بحسب تعبيره. وأضاف أن السيطرة على المحور أمر إستراتيجي وجودي بالنسبة لإسرائيل، لضمان قطع إمدادات السلاح للحركة ومنع إعادة بناء قوتها العسكرية.

كما وجه نتنياهو انتقادات ضمنية لوزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، دون تسميته، معتبرًا أن بعض الجهات في الحكومة لا تلتزم بقرار الكابينيت السياسي والأمني المتعلق بمحور فيلادلفيا، وأن هذا يتماشى مع استراتيجية حماس التي تسعى لتعزيز الانقسامات داخل إسرائيل.

وأثناء المؤتمر، قلل نتنياهو من شأن تقديرات الأجهزة الأمنية التي تدعم الانسحاب من محور فيلادلفيا في إطار اتفاق محتمل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، مشددًا على أن العودة إلى المنطقة بعد الانسحاب ستكون صعبة بسبب غياب الدعم السياسي الدولي.

وفي بداية المؤتمر، قدم نتنياهو اعتذارًا لعائلات ستة أسرى عُثر على جثثهم في نفق جنوب غزة نهاية الأسبوع، مؤكدًا أنهم كانوا قريبين من تحقيق النجاح في إعادتهم أحياء، لكنهم لم ينجحوا.

وردت عائلات الأسرى الإسرائيليين على تصريحات نتنياهو بانتقادات حادة، معتبرة أن خطابه مليء بالكذب والتلفيق، وأنه أثبت عدم نيته إعادة الأسرى. وأشارت العائلات إلى أن غالبية الإسرائيليين لن تؤيد بعد الآن هذا "الإهمال الإجرامي" الذي يظهره نتنياهو تجاه حياة الأسرى، معبرة عن استيائها من موقفه.

من جانبه، وجه زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، رسالة لأعضاء الكنيست من أحزاب الليكود وشاس ويهدوت هتوراة، متهماً إياهم بالتواطؤ في ما وصفه بـ"أكبر كارثة في تاريخ البلاد". ودعا لابيد أعضاء الكنيست إلى المطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية، مشددًا على أنهم أقسموا يمين الولاء لدولة إسرائيل وليس لنتنياهو، وحثهم على عدم البقاء جزءًا من الحكومة في حال لم تتحقق الصفقة.