خسارة كبيرة مُني بها المزارعون الذي انتظروا موسم فاكهة الصبر هذا العام، لقد هاجمت "الدودة القرمزية" عروق أشجار الصبار، وتسببت بتلف الثمار.
نحو 80% من إنتاج ثمار الصبر في نعلين هذا العام تعرّض للتلف، وما تبقى تم بيعه أو وُزِّع كهدايا
كبار السنّ وبعضهم قارب عمره المئة سنة، يقولون إنهم لم يشاهدوا مثل هذه الآفة طوال حياتهم، كما ينقل المزارع عبد الرزاق سرور من بلدة نعلين غرب رام الله، وهي واحدة من أشهر المناطق الفلسطينية في زراعة وبيع ثمار الصبر.
يقول سرور إنّ نحو 80% من إنتاج ثمار الصبر في نعلين هذا العام تعرّض للتلف، وما تبقى تم بيعه أو وُزِّع كهدايا داخل البلدة، كما أنّ هناك إحجامًا عن تناول ثمار الفاكهة الناجية من هذه الآفة، خوفًا من ضرر قد تسببه هذه الدودة.
"نعليني يا صبر" العبارة الشهيرة التي كان يُرددها الباعة بكثرة في رام الله ومحيطها، لم تُسمع كثيرًا هذا الصيف، وبحسرة يوضح سرور في حديثه لـ "الترا فلسطين" أنّ "الصبر لم يخرج من نعلين هذا العام" بعد أن كانوا يُسوّقون في رام الله والبيرة وحدهما نحو 500 صندوق يوميًا، كل صندوق يحوي (40 ثمرة)، فيما يصل بقيّة مدن الضفة نحو 1500 صندوق في اليوم، من الفاكهة التي تُجمع أيضًا من قرى رام الله الغربية، مثل بدرس وقبيا ورنتيس.
"الصبر لم يخرج من نعلين هذا العام"
وفي محاولتهم للتغلّب على الآفة، جرّب مزارعو نعلين أنواعًا مختلفة من الأدوية، واستعملوا مبيدات حشرية حتى وإن لم يدركوا أثرها، على أمل القضاء على الدودة المُسببة للآفة، حتى أن بعضهم استخدم السولار وأنواعًا من المنظفات و"الديتول" لكن كل هذه المحاولات كانت دون جدوى.
خليل عميرة أستاذ مدرسة في نعلين، يعمل هو الآخر في زراعة الصبار وضمان الأراضي المزروعة به منذ نحو أربعة عقود. يقول في حديثه لـ "الترا فلسطين" إن الموسم اقترب من نهايته، وقد تعرضت أكثر من 90% من ثمار الصبار للتلف في نعلين، ولم يتبق أكثر من 10% بسبب تكثيف عمليات الرشّ التي أخّرت النضوج.
عميرة كان يبيع من فاكهة الصبر سنويًا ما قيمته 25 ألف شيقل، لكن إنتاجه هذا الصيف لم يتجاوز الثُلث، ويشير إلى أنّ خسارته أقل مقارنة بغيره من المزارعين الذين قاربت خسارتهم ما نسبته 99%.
وعن كيفيّة التغلب على المشكلة التي قد تمتد لمواسم مقبلة، يرى سرور أن الحل يكمن في زراعة أشجار صبر جديدة والتخلص من القديمة، لكن هذا لم يكن متاحًا لمزارعي نعلين هذا العام لانشغالهم بمجابهة الاستيطان على جبل العالم، واتجاه المزارعين لحمايته وتعمير الأراضي هناك، كما أنّ الحرائق طالت الكثير من الدونمات الزراعية في نعلين.
ويتفق خليل عميرة مع عبد الرزاق سرور على ضرورة إيجاد حلّ لهذه الآفة، ويقول إن مجابهتها يحتاج جهدًا حكوميًا ومؤسساتيًا من أجل إزالة الشجر القديم المصاب بالدودة، والبدء بزراعة شجر صبار جديد.
اقرأ/ي أيضًا: