الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
تحت العنوان أعلاه كتبت صحيفة "هآرتس" على صفحتها الأولى الخميس، كاشفة النقاب عن أنّ القيادة الإسرائيلية تتابع باهتمام الصراع الدائر في كازاخستان.
10% إلى 20% من النفط الذي تستورده "إسرائيل" يأتي من كازاخستان
وقالت الصحيفة إنه ورغم أنّ علاقة "إسرائيل" السياحيّة مع كازاخستان، الدولة الواقعة في مركز آسيا الوسطى، تتسم بـ "الهامشية" لدرجة غياب رحلات جوية مباشرة، إلّا أنّ الدولتان تديران علاقة مشتركة متشعبة مغلفة بالسريّة في ملفات النفط والسلاح، وهي ملفات يقول الخبراء الإسرائيليين إن لها "أهمية استراتيجية كبرى".
ويؤكد "دفيفد روزبرغ" معدّ التقرير الذي فردت له الصحيفة صفحة داخلية إضافية أن "إسرائيل" غير معتادة على نشر معلومات حول الدول التي تستورد منها النفط، لكن منشأتي تكرير النفط في "إسرائيل" تعتمدان على النفط القادم من البحر الأسود ومن مناطق أخرى من وسط آسيا.
وأعرب "غبرائيل متشيل" الباحث الزميل في معهد "متيفم" للسياسات الإسرائيلية الخارجية، أن 10% " إلى 20% من النفط الذي تستورده "إسرائيل" يأتي من كازاخستان. وفي بعض الأحيان تصل هذه النسبة إلى 25%، وعندما نتحدّث عن علاقات "إسرائيل" مع كازاخستان وبقيّة دول وسط آسيا فإن المقدمة لا بد أن تنطلق من قطاع الطاقة على حد قوله.
كازاخستان تحتل المرتبة 12 في قائمة الدول المصدِّرة للنفط
وأشارت الصحيفة إلى أن كازاخستان تحتل المرتبة 12 في قائمة الدول المصدِّرة للنفط، والاحتجاجات التي اندلعت فيها وردّة فعل الأجهزة الأمنية هناك والتي أدت لمقتل 160 شخصًا، أسهمت في ارتفاع حادّ في أسعار النفط في العالم.
لكن "متشيل" يرى أنه في حال لحق الأذى بتدفّق النفط من كازاخستان فسيكون بمقدور "إسرائيل" شراء النفط من أماكن أخرى نظرًا للكمية الكبيرة من النفط المعروضة للبيع حاليًا.
وبحسب الصحيفة فإن كازاخستان وفيما يتعلق بصادرات السلاح الإسرائيلية لم تزل زبونًا صغيرًا لكنه "مهم". فرغم أنها أي كازاخستان تشتري سلاحًا أقلّ من "إسرائيل" مقارنة بجارتها أذربيجان، إلّا أنّ ايرادات النفط لديها تتيح لها زيادة نفقاتها على السلاح.
"إسرائيل" وكازاخستان وقّعتا عام 2014 على اتفاق لم تكشف بنوده حتى اللحظة
وأشارت إلى أنّ "إسرائيل" وكازاخستان وقّعتا عام 2014 على اتفاق لم تكشف بنوده حتى اللحظة، لكنه كما يبدو يتعلق بمشتريات السلاح.
وأضافت أنه وبخلاف أذربيجان وتركمانستان، فإن كازاخستان لا تملك حدودًا مع إيران، وأهميّتها الاستراتيجية أقل في الاعتبارات الإسرائيلية فيما يخص الملف الإيراني.
وبيّنت "هآرتس" أنّ الجيش والشرطة في كازاخستان اشتروا عتادًا إسرائيليًا مثل الطائرات بدون طيار، والصواريخ الدقيقة ومنظومات الرادار، وأشارت إلى أنه وفي شهر أيار/ مايو الماضي بدأ مصنع ومركز خدمات تديره شركات الصناعات الجوية الكازاخستانية بتصنيع طائرات بدون طيار تنفيذًا لرخصة ممنوحة من شركة التصنيع العسكرية الإسرائيلية "إلبيت".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنّ شركة السايبر الإسرائيلية NSO تعمل هي الأخرى في كازاخستان. والشهر الماضي كشف تحقيق أجرته منظمة "امنستي" الحقوقية أن برمجية "فيغاسوس" التجسسية الإسرائيلية تم زرعها في الهواتف الخليوية التابعة لأربعة نشطاء من معارضي الحكومة الكازاخية.
شركة السايبر الإسرائيلية NSO تعمل هي الأخرى في كازاخستان
وقالت إنّ "إسرائيل" تحافظ حاليًا على الهدوء فيما بتعلق بهذا الملف، وتتأمّل في عودة الهدوء سريعًا إلى البلاد. وفسّر متشيل الباحث في المركز الإسرائيلي للسياسات الخارجية "متيفم" أنّ هذه الخطوة نابعة من محاولة "إسرائيل" الحفاظ على مصالحها الأمنية والاقتصادية في وسط آسيا، دون التدخّل في التطورات السياسية التي يزيدها التدخّل الروسي تعقيدًا.
وأشارت إلى أنّ كازاخستان حاولت على مدار السنوات الماضية الحفاظ على توازن هشّ في علاقاتها بين روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية، وبعد دخول الجنود الروس للمدن الكازاخية ربما يكون جرى انتهاك هذا التوازن.
"إسرائيل" لا ترى في دخول القوات الروسية إلى كازاخستان تطورًا إيجابيًا يصب في مصلحتها
ويرى الباحث مع معهد "متفيم" أن "إسرائيل" لا ترى في دخول القوات الروسية إلى كازاخستان تطورًا إيجابيًا يصب في مصلحتها، فالعلاقات الإسرائيلية - الروسية قائمة فقط على قاعدة المصالح المشتركة، ومن الناحية الاستراتيجية فإن تعزيز روسيا لتواجدها في منطقة إضافية ينطوي على تناقض مع المصالح الإسرائيلية.
اقرأ/ي أيضًا:
كازاخستان.. معلومات أساسية عن الاحتجاجات الشعبية وسبب التدخّل الروسي