قال مسؤولون أميركيون، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن يدرس خطة لما بعد الحرب على غزة تستند إلى أفكار طورتها إسرائيل والإمارات، على أن يقدمها بعد الانتخابات الرئاسية في حال الموافقة عليها، إذ إنها ماتزال تشكل محل خلاف كبير بين مستشاريه، وفق ما نشر موقع "أكسيوس" الأميركي، يوم الأربعاء.
يؤكد موقع "أكسيوس"، أن الإمارات أرادوا بهذا المقترح تهميش رئيس السلطة محمود عباس، وتجريده من أي سلطة تنفيذية، واستبدال رئيس الوزراء الحالي محمد مصطفى
وأوضح موقع "أكسيوس"، أن مسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية يشعرون بالقلق من أن خطة بلينكن ستؤدي إلى تهميش رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والحكومة الفلسطينية.
وبحسب مصادر "أكسيوس"، فإن بلينكن ومسؤولين في الخارجية الأميركية يرجحون أن التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى لن يكون ممكنًا قبل رحيل إدارة بايدن، وبالتالي فإن الخطة الإسرائيلية - الإماراتية هي "الخطة ب" المحتملة، التي يمكن أن تشكل مخرجًا من الحرب.
ويصف مسؤولون آخرون في الخارجية الأميركية الخطة المقترحة بأنها "فكرة غير حكيمة لا تخدم سوى مصالح بنيامين نتنياهو، ويحتمل أن يرفضها الفلسطينيون وتفشل".
وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون وإماراتيون، إن إدارة بايدن وإسرائيل والإمارات يناقشون أفكارًا مختلفة لخطط محتملة منذ شهور، وقد شارك في هذه المناقشات أيضًا رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.
وفي شهر تموز/يوليو الماضي، عُقِدَ لقاءٌ في العاصمة الإماراتية أبوظبي لمناقشة هذه القضية، جمعت كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، ومستشار وزارة الخارجية الأميركية توم سوليفان، بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وهو أحد المقربين من نتنياهو، ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد.
ويُبيّن موقع "أكسيوس"، أن الإماراتيين قدموا اقتراحهم قبل يوم واحد من ذلك الاجتماع، وهو يتضمن نشر بعثة دولية مؤقتة في غزة للإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وإرساء القانون والنظام، وإرساء أسس الحكم.
واقترح الإماراتيون إرسال جنود إلى غزة كجزء من قوة دولية، لكنهم اشترطوا ذلك بتلقي دعوة رسمية من السلطة الفلسطينية بعد أن تخضع "لإصلاحات ذات مغزى ويقودها رئيس وزراء جديد يتمتع بالصلاحيات والاستقلالية".
المقاربة الأمريكية في كل مرة تطرح الأسئلة نفسها المعنية بأمن إسرائيل، ولو غلّفت بحديث عن حل الصراع ومشاريع ومقترحات للسلام وحتى مؤخرًا الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
اقرأ أكثر في مقال @basselrizqallah:https://t.co/54CotCgDpd pic.twitter.com/4ltaEI0AfU
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 19, 2024
ويؤكد موقع "أكسيوس"، أن الإمارات أرادوا بهذا المقترح تهميش رئيس السلطة محمود عباس، الذي يتهمونه بـ"الفساد"، وتجريده من أي سلطة تنفيذية، واستبدال رئيس الوزراء الحالي محمد مصطفى، الذي يعدونه أحد الموالين لعباس.
وتنص الخطة الإماراتية على التوصل لاتفاق بين القادة السياسيين على رؤية حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين.
وينقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين أن نتنياهو أعجبته أجزاء كثيرة من الخطة الإماراتية، لكنه يعارض جوانب أخرى منها، خاصة مشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، ورؤية حل الدولتين.
وشهدت المناقشات حول الخطة الإسرائيلية - الإماراتية دفعة جديدة في الأسابيع الماضية. ففي نهاية شهر أيلول/سبتمبر، التقى الوزير الإسرائيلي ديرمر مع بلينكن على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث طلب ديرمر من بلينكن المساعدة في سد الفجوات المتبقية بين إسرائيل والإمارات حول الخطة ثم المصادقة عليها، أو تحويلها إلى خطة أميركية يتم تقديمها بعد الانتخابات الرئاسية في بداية شهر تشرين ثاني/نوفمبر القادم.
ومن بين النقاط الخلافية في الخطة، اقتراح الإمارات إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس كبادرة للفلسطينيين، وطريقة لإظهار أن الولايات المتحدة تستثمر في الخطة، غير أن الإسرائيليين يعارضون ذلك بشدة، كما يعارضون أي ذكر لحل الدولتين.
أما الفجوة الرئيسية بين إسرائيل والإمارات، فتتعلق بالدور الدقيق للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة، إذ تريد الإمارات من محمود عباس تعيين شخصية فلسطينية للمساعدة في قيادة المرحلة الانتقالية في غزة، إلا أن الإسرائيليين يرون أن أي دور محتمل للسلطة الفلسطينية فيجب أن يكون على المدى الطويل.
وقال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية لموقع "أكسيوس"، إن الولايات المتحدة "لن تدعم أي خطة لليوم التالي في قطاع غزة لا يكون للسلطة الفلسطينية دورٌ فيها، إلا أن هذا الدور لايزال قيد المناقشة".
من النقاط الخلافية في الخطة، معارضة الإسرائيليين أي ذكر لحل الدولتين في الخطة. أما الفجوة الرئيسية فتتعلق بالدور الدقيق للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة
وبحسب مصادر "أكسيوس"، فإن الخطة أصبحت قضية مثيرة للجدل للغاية داخل وزارة الخارجية الأميركية، وهي مصدر نقاش داخلي شرس بين مستشاري بلينكن، وفي بعض الحالات، بين وزير الخارجية نفسه وبعض كبار الدبلوماسيين الأميركيين.
وقال مسؤول رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية للموقع، إن السلطة "متشككة للغاية في الخطة الإسرائيلية - الإماراتية"، واستبعد أن تحظى هذه الخطة بدعم في المنطقة.
وأضاف المسؤول: "التلاعب بحكم غزة خطير للغاية. أي خطأ يمكن أن يقتل المشروع الوطني الفلسطيني".
وأكد، أن "أي شخصية فلسطينية ستكون مسؤولة عن غزة بشكل مستقل عن السلطة الفلسطينية أو ليس كجزء من توافق وطني لن يكون لها أي شرعية".