أصدر المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي أمرًا بضرب إسرائيل بشكل مباشر، ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وفقا لثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على الأمر، تحدثوا لـ"نيويورك تايمز".
وقال المسؤولون الإيرانيون الثلاثة، ومن بينهم عضوان في الحرس الثوري، إن خامنئي أصدر الأمر في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني صباح الأربعاء، بعد وقت قصير من إعلان إيران عن استشهاد هنية.
أحد الخيارات قيد الدراسة هو شن هجوم منسق من إيران وجبهات أخرى حيث لديها قوات متحالفة
وبحسب الصحيفة الأميركية: "الآن ليس من الواضح مدى قوة رد إيران، وما إذا كانت ستعدل هجومها مرة أخرى لتجنب التصعيد". وقال المسؤولون الإيرانيون إن القادة العسكريين الإيرانيين يدرسون شن هجوم آخر مشترك باستخدام الطائرات المُسيّرات والصواريخ على أهداف عسكرية في محيط تل أبيب وحيفا، لكنهم سيحرصون على تجنب توجيه ضربات إلى أهداف مدنية.
وأضافوا أن أحد الخيارات قيد الدراسة هو شن هجوم منسق من إيران وجبهات أخرى حيث لديها قوات متحالفة، بما في ذلك اليمن وسوريا والعراق، لتحقيق أقصى قدر من التأثير.
وقال المسؤولون إن خامنئي، أصدر تعليماته للقادة العسكريين من الحرس الثوري والجيش لإعداد خطط للهجوم والدفاع في حالة توسع الحرب وتوجيه إسرائيل أو الولايات المتحدة ضربة لإيران.
ولم يعترف الاحتلال الإسرائيلي رسميًا باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي كان في طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
في نيسان/أبريل، شنت إيران أكبر وأشد هجماتها صراحة على إسرائيل منذ عقود من العداء، فأطلقت مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار ردًا على غارة إسرائيلية على مجمع سفارتها أسفرت عن مقتل العديد من القادة العسكريين الإيرانيين في دمشق.
وفي بيانه العلني حول استشهاد هنية، أشار خامنئي إلى أن إيران سترد بشكل مباشر قائلًا: "نحن نرى أن الانتقام لدمه واجب علينا"، لأن ذلك حدث على أراضي إيران. وقال إن إسرائيل مهدت الطريق لتلقي "عقاب شديد".
كما أكدت تصريحات مسؤولين إيرانيين آخرين، بما في ذلك الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، ووزارة الخارجية، والحرس الثوري، وبعثة إيران لدى الأمم المتحدة، صراحة أن إيران سترد على إسرائيل، وأن لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد أي انتهاك لسيادتها.
ما السيناريوهات الإسرائيلية لطبيعة الرد على عمليات الاغتيال؟@AhDarawsha pic.twitter.com/L9nXAFkDKw
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 31, 2024
ووفق "نيويورك تايمز"، أعرب العديد من أنصار الحكومة الإيرانية والمسؤولين الإيرانيين عن غضبهم إزاء الفشل في إحباط عملية الاغتيال، قائلين إن حفنة فقط من كبار المسؤولين الأمنيين كانوا ليعرفوا مكان إقامة هنية. وذهب البعض إلى وسائل التواصل الاجتماعي ليقولوا إن الأولوية الأولى لإيران يجب أن تكون تطهير البيت الداخلي وضمان سلامة كبار المسؤولين.
وقال علي رضا كاتبي جهرمي، وهو صحفي ومؤيد للحكومة الإيرانية، في منشور على موقع "إكس": "قبل الانتقام، يجب أولًا ضمان سلامة المرشد الأعلى".
لا ينظر المسؤولون الإيرانيون إلى اغتيال هنية على أنه مجرد عملية تصفية من جانب إسرائيل، بل يعتبرونه أيضًا إهانة لجهازهم الأمني، مما يوحي بأن أي شخص في إيران، على أي مستوى، يمكن استهدافه وقتله.
وقال محللون إن إيران ترى أن الانتقام ضروري، ولكن أيضًا لردع إسرائيل عن قتل أشخاص آخرين، مثل حسن نصر الله، زعيم حزب الله، أو الجنرال إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس.