19-سبتمبر-2024
محاولات اغتيال السنوار

(Getty)

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن أن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، المعروف باسم "الشاباك"، عمل على تأسيس فريقين خاصين للتخطيط للاغتيالات في الحرب على غزة، أحدهما مخصص فقط لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار.

وأشار الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان، إلى أن "الشاباك حصل على معلومات حول مكان وجود السنوار، خلال الحرب على غزة، في 5 مرات على الأقل، لكن دون نجاح في الوصول إليه".

هآرتس: يحيى السنوار يغير مكانه كل يوم أو يومين، ويرافقه عدد قليل من المساعدين والحراس الشخصيين الموثوق بهم.

وحول الفشل الإسرائيلي في الوصول إلى السنوار، قال ميلمان: "من دون أن نعتذر كثيرًا، لابد أن نعترف بأن مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي له حدوده. فقد أثبتت الأحداث التي أدت إلى السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أن هذا المجتمع ليس كلي القدرة، أو كما يعتقد كثيرون، ليس غامضًا".

وأوضح ميلمان: "بعد وقت قصير من اندلاع الحرب على غزة، قررت الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية تنفيد عملية  قتل أو اعتقال كل عضو في حماس والجهاد الإسلامي شارك بشكل مباشر أو غير مباشر في 7 تشرين الأول/أكتوبر".

وتحدث الصحفي ميلمان عن سلوك السنوار الأمني، قائلًا: "حتى قبل الحرب، كان محاطًا بحراس شخصيين. كما كان يتواصل عبر الهاتف أو الكمبيوتر بأقل قدر ممكن، حتى لو كان ذلك مشفرًا. وكان أيضًا يغير مكانه كثيرًا، لكنه كان يسير في شوارع غزة، ويلتقي بالناس في وضح النهار".

وأضاف: "لقد تغير كل ذلك بمجرد بدء الحرب. نادرًا ما يصعد إلى السطح ليتنفس الهواء النقي ويرى الشمس. وقد أخبرني أحد كبار عملاء الاستخبارات أنه عندما يفعل ذلك، فمن المحتمل أنه كان متنكرًا".

وأكد الصحفي الإسرائيلي على وجود تعاون أميركي وإسرائيلي بهدف ملاحقة السنوار، وشمل ذلك تزويد إسرائيل "برادار ومعدات خاصة لكشف مكان تواجده في الأنفاق".

ويقدر الصحفي الإسرائيلي، المعروف بعلاقاته في المؤسسة الاستخبارية الإسرائيلية، أن "السنوار يغير مكانه كل يوم أو يومين، ويرافقه عدد قليل من المساعدين والحراس الشخصيين الموثوق بهم. ومنذ عملية تبادل الأسرى في تشرين الثاني/نوفمبر، تجنب السنوار التواصل عبر الكمبيوتر أو الهاتف المحمول".

ولفت ميلمان النظر إلى أن الاعتقاد بأن "السنوار ينقل الرسائل في ملاحظات صغيرة مكتوبة بخط اليد، وربما يلمسها وهو يرتدي قفازات حتى لا يتمكن أعداؤه من استخراج الحمض النووي الخاص به. ويتم إرسال رسائله عن طريق رسل".

وأوضح الصحفي الإسرائيلي أنه "تجري محاولات القبض على السنوار بتقنية معروفة باسم ’من الخارج إلى الداخل’، حيث يحاول جهاز الشاباك والمخابرات العسكرية رسم خريطة لجميع الأشخاص الذين قد يكونون على اتصال بزعيم حماس. وهذا يشبه ما حدث في عام 2011 عندما عثرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على أسامة بن لادن في منزله الآمن في باكستان. فقد حاصرت وكالة الاستخبارات المركزية زعيم تنظيم القاعدة بعد تحديد هوية رسله وإطلاق حملة تطعيم للأطفال، وهو ما مكن الأميركيين من استخراج الحمض النووي من أطفال بن لادن".

وختم حول اغتيال السنوار، قائلًا: "هذا لن يحل الصراع. من المستحيل تدمير حركة إسلامية سياسية متجذرة بعمق في غزة والضفة الغربية والشتات الفلسطيني، عبر الاغتيال".