28-يونيو-2021

Getty

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

اختارت صحيفة "هآرتس" العبرية العنوان الرئيس لصفحتها الأولى اليوم الإثنين "السلطة الفلسطينة واثقة من استمرار الدعم الغربي، لذلك تسمح لنفسها بقمع الاحتجاجات بالقوة".

 هل العنف الذي مارسته السلطة الفلسطينية يشير إلى حالة ذعر؟ 

وجاء في التقرير الذي أعدّته معلقة الصحيفة للشؤون الفلسطينية عميرة هاس، أنّ مجموعة أشخاص يرتدون الزيّ المدني ظهروا فجأة، وسارعوا نحو المتظاهرين في شارع الإرسال في قلب رام الله، والذين كانوا يهتفون "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"يا للعار السلطة بتقتل الثوار" في إشارة للناشط السياسي نزار بنات الذي اعتدى عليه عناصر أجهزة أمنية بقسوة، ما أدى لمقتله. وتضيف أنّ الأشخاص الذين انقضّوا على المتظاهرين ضربوا بعنف، وبالعصيّ، وهؤلاء كانوا عناصر أمن فلسطينيين بزيّ مدني أو أعضاء في حركة فتح.

ومضت هاس بالقول إنّ هذه الطريقة في فضّ المسيرات كان اعتمدها حسني مبارك عبر استخدام "البلطجية"، وأضافت أنه وبعد ذلك بساعات أعلنت حركة فتح أن المهاجمين تم إرسالهم ليرى الجميع أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية ليست وحدها في المعركة.

وتساءلت الصحيفة العبرية: هل العنف الذي مارسته السلطة الفلسطينية يشير إلى حالة ذعر؟ وقالت إن الاتحاد الاوروبي أعرب عنه صدمته من موت نزار بنات في السجن، وسارع إلى إصدار إيضاح مفاده أنّه لا يُموّل الأجهزة الأمنية الفلسطينية باستثناء جهاز الشرطة. كما أشارت إلى مطالبة نشطاء فلسطينيين الدول الداعمة للسلطة بوقف تبرعاتها المالية.

واعتبرت "هآرتس" أنّ هذه الإيضاحات والمطالبات ربما تكون أقلقت السلطة وفتح، لذلك سمحت لنفسها باستخدام تكتيكات الردع والتخويف. وربما سمحت السلطة لنفسها بممارسة القمع العنيف انطلاقًا من شعورها بالثقة بأنّ الدعم العالمي لها أمر مضمون، لأنه قادم بواسطة علاقاتها الخاصّة التي بنتها مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفضل حفاظها على استقرار المنطقة، وعلى لجم النضال ضدّ "إسرائيل" فيما تواصل الأخيرة السيطرة على غالبية مناطق الضفة الغربية، وتعزل القدس عن محيطها الفلسطيني.

 الدول الغربية التي لا تجرؤ على اتخاذ خطوات ضدّ "إسرائيل" تُثمّن دور السلطة الفلسطينية في تحقيق الاستقرار 

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الدول الغربية التي لا تجرؤ على اتخاذ خطوات ضدّ "إسرائيل" لانتهاكها القانون الدولي وقرارت الأمم المتحدة، تُثمّن دور السلطة الفلسطينية في تحقيق الاستقرار.

 

وشرحت هاس ما وصفته بتقاسم الأدوار بين قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية من أجل تفريق التظاهرة، حيث تم في المرحلة الأولى مهاجمة الصحفيين ومن يصورون بالهواتف المحمولة، وتعمّدوا خطف الكاميرات والهواتف ثم بدأوا تفريق جموع المتظاهرين.

وجاء عنوان الصحفة الخامسة التي امتد لها التقرير أنّ السلطة الفلسطينية واثقة من كونها ضرورية لاستقرار المنطقة، لذلك فإنها تقمع المسيرات بعنف، وخلص التقرير إلى أن السلطة الفلسطينية تدرك أن المجتمع الدولي ليس بمقدوره التنازل عن خدماتها في لجم النضال الشعبي الفلسطيني ضد الاحتلال، وتستغل ذلك في استخدام القبضة الحديدية ضد المتظاهرين المحتجين على مقتل الناشط نزار بنات.


اقرأ/ي أيضًا:

رام الله: الصحافيون يطالبون الأمم المتحدة بحمايتهم